اثارت مسألة تعديل قانون عمره قرن ويشكل اساس العلمانية في فرنسا، جدلا داخل السلطة بفتحه في صفوف اليمين والوسط مناقشات حول قضية اكثر اهمية هي مكانة الدين في المجتمع. فقد صعد نيكولا ساركوزي الرئيس المقبل لحزب الاغلبية (اتحاد الاغلبية الرئاسية) الذي لا يخفي طموحاته الرئاسية الجدل في نهاية اكتوبر في كتاب (حول الاسلام في فرنسا: الجمهورية، الديانات، الامل). واوضح وزير الاقتصاد والمالية الذي يقول انه كاثوليكي "بالثقافة والتقاليد والدين"، افكاره فيقول "هل من الغريب ملاءمة قانون عمره قرن واحد واعتمد عندما لم يكن هناك مسلمون في فرنسا؟". واضاف "يجب تخليص الاسلام في فرنسا من التأثيرات الاجنبية ومن الاصوليين". لذلك دعا الى مشاركة مالية من جانب الدولة او الادارات المحلية في بناء مساجد وتأهيل ائمة. لكن القانون الصادر في 1905 الذي يريد تعديله يطرح مبدأ حرية الضمير وحرية ممارسة الشعائر ويقضي بان "لا تعترف الجمهورية او تدفع او تدعم ماليا اي ديانة". وتحول الجدل حول هذه القضية الشائكة الى مواجهة سياسية اذ ان الرئيس جاك شيراك اكد انه من غير الوارد المساس بهذا القانون الذي يشكل رمزا للعلمانية "اساس النظام الجمهوري". وزاد رئيس الحكومة جان بيار رافاران من التصعيد بانتقاده الذين "يجازفون بزعزعة توازن جمهوريتنا". اما وزير الداخلية والديانات دومينيك دو فيلبان الذي تولى هذه الحقيبة خلفا لساركوزي، فيرفض "فتح صندوق الشرور هذا". ويتهم بعض السياسيين ساركوزي المشاغب بركوب موجة الاصولية الاميركية التي ساهمت في اعادة انتخاب جورج بوش. وقد اكد اخيرا في الصحف ان "الدين والجمهورية متكاملان". واكد فرنسوا بايرو (وسط) ان "جزءا كبيرا من النموذج الذي يدافع عنه ساركوزي هو النموذج الاميركي". لكن رئيس اتحاد الديموقراطية الفرنسية يعترف بانه "من الصحيح مشكلة تمويل مجموعة دينية (المسلمون) من قبل قوى خارجية". اما وزير الصحة فيليب دوست-بلازي فيقول انه "يمكننا ان نفهم اطلاق البعض لهذه المشكلة لكن بلدنا ليس الولاياتالمتحدة". لكن جان بوبيرو استاذ تاريخ وعلم اجتماع العلمانية في معهد الدراسات العليا في باريس يرى ان هذا الجدل يفيد في "طرح مشكلة المساواة بين الديانات (...) وطرح افكار لا تندرج بالضرورة في اطار اللائق سياسيا". واضاف بوبيرو ان "الكاثوليك والبروتستانت واليهود يتمتعون بمبان مجانية لممارسة الشعائر ولا يملكون المال الكافي لصيانتها لكن هذا لا ينطبق على الاسلام الذي كان غائبا عن فرنسا في 1905". الا ان القانون والقضاء يتضمنان عدة موارد لمساعدة المسلمين من بينها مسجد باريس الذي بني غداة الحرب العالمية الاولى.