في غمرة استعداد الناس لاستقبال عيد الفطر المبارك ونيل شرف الغفران خلال شهر الصيام والقرآن, خرج علينا ولاة الامر - حفظهم الله - بخبر سار اثلج قلوبنا اكد علو همتهم وثاقب نظرهم, وهو صدور مكرمة سامية بإطلاق سراح جميع من سلموا انفسهم خلال فترة العفو من الفئة الضالة التي تابت وانابت ليكون العيد عيدين والفرحة فرحتين, فرحة بعيد الفطر, وفرحة باندحار الفئة الضالة وتوبة كل من سلم نفسه منهم وشفائه من غسيل المخ الذي حدث له بتخطيطات خارجية. وهكذا يثبت لنا ولاة امورنا انهم اصحاب الصدر الارحب, والعقل المستنير, والفكر الواعي, والقلب القادر على استيعاب اخطاء الجميع على اعتبار ان من تاب واناب جزء من شباب الوطن وان العفو عن هؤلاء بعد اقرارهم بالخطأ وعدم العودة اليه مرة اخرى افضل الف مرة من قطع اعناقهم. وهكذا يؤكد لنا ولاة الامر بهذا العفو انهم فوق فكرة الانتقام والقصاص من نفر من شباب الامة غرر بهم وتلوث فكرهم, وان العفو عند المقدرة سيد الاخلاق, كما اثبتوا ان بصيرتهم واعية وان بصرهم ثاقب بعودة هؤلاء التائبين وانابتهم. لقد ابى ولاة امورنا ان يدخل العيد على اسر هؤلاء المسجونين وهم في حالة لوع وحزن على ابنائهم لا يعرفون مصيرهم ولا ماذا سيصيبهم بعد الذي ارتكبوه من فظائع الاعمال في حق المجتمع, لقد اثلج ولاة امورنا قلوب الآباء والامهات التي انفطرت على فلذات الاكباد التي جرفها السيل وحادت عن جادة الصواب والحق وتلوث عقلها وفكرها وسارت في طريق الضلال. لقد اثبت ولاة امورنا بهذا القرار الصائب معنى الوعد ومعنى الوفاء به ليكونوا القدوة الصالحة لنا جميعا, فعندما وعد سيدي سمو ولي العهد الفارين من الفئة الضالة بالعفو في حالة تسليم انفسهم طواعية لم يكن يكذب عليهم وهم الذين لا عهد لهم لخروجهم عن المجتمع وارهابهم الناس, ولكن سموه صدق في وعده وهاهو ينفذه ويخرجهم الى النور احرارا معززين مكرمين بعد ان عاشوا في الظلام طويلا مثل خفافيش الليل, وهكذا هم الرجال العظام, وشيم الكرام الذين ان وعدوا اوفوا. انني في عجب من امري لان قرار العفو عن هؤلاء لم يأخذ حقه من التحليل والتعليق اعلاميا بالرغم من انه يعكس حسا وطنيا عاليا من ولاة الامر وحرصا منهم على وشائج القربى وحقن الدماء وتضميد الجراح ونسيان ما فات والبدء في صفحة جديدة. صحيح ان هؤلاء اخطأوا خطأ جسيما, لكنهم تابوا وانابوا بارادتهم وتركوا أئمة الضلال وعادوا الى جادة الصواب واستجابوا لنداء ولاة الامر بتسليم انفسهم طواعية وقد وفى ولاة الامر بالوعد واطلقوا سراحهم بعد ان تبين لهم انهم مغرر بهم. اننا في نفس الوقت لم ننس اسر الشهداء والمصابين, بل انهم في قلوبنا ما حيينا وندين لهم بالفضل, ولكن ما فائدة ان نقتص من شباب مغرر بهم اعترفوا بجريمتهم وندموا عليها. ان ولاة الامر يؤكدون بهذا القرار انهم قريبون من قلب المواطن, وان سياسة الباب المفتوح التي اسسها المغفور له المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ستظل ابد الآبدين ديدنا لولاة امورنا حتى يوم الدين. لقد كان قرار العفو حكيما وسيدون في التاريخ وسيكون هؤلاء الشباب المفرج عنهم في طليعة تنمية الوطن وتطوير المجتمع بعد ان علموا ان الطريق المستقيم هو الذي يجب ان يسيروا عليه, وستكون سواعدهم التي دمرت يوما خير معين في عملية البناء بعد ان عرفوا الحقيقة وانهم كانوا مجرد رأس الحرية التي اضرت بالبلاد والعباد. انني كمواطن سعودي افخر بانتمائي لتراب هذا الوطن اشيد بولاة الامر الذين اثبتوا حكمة بالغة, وعقلا راجحا وقت الشدائد, وادعو في نفس الوقت باقي افراد الفئة الضالة للمبادرة بتسليم انفسهم والكف عن الضلال الذي سيهلك صاحبه ولنشمر جميعا عن سواعدنا لنرد الدين لهذا الوطن. *نائب شيخ قبيلة الدواسر بالدمام ومملكة البحرين