سأذكر القراء الكرام بدءا بوعد قطعه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -يحفظه الله- على نفسه في خطاب له قبل سنوات عندما قال «سنستأصل الفئة الباغية ولو استمر ذلك ثلاثين سنة» ثم سأحكي لكم سيناريو لا يعرفه بعض الناس، وهو العفو، ثم العرف الأخلاقي وهو منصوص عليه في محكم التنزيل وقد طبق هذا المبدأ الإسلامي العظيم في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على المطلوبين والضالين عن الطريق القويم من الذين يسلمون أنفسهم من حملة الفكر الضال. هذا السيناريو الذي أشرت إليه في البدء يبدأ حين يذهب الواحد من حملة الفكر الضال أو المطلوبين الفارين من الأمن أو المغرر بهم إلى رجل صالح يثق به من أهل الوعظ أو أهل العلم أو حتى من العاملين بالمناصحة، ويعرض له توبته، ويطلب منه أن يتوسط له لدى الجهات الأمنية لتسليم نفسه ليحظى بالعفو، ويعود عن طريق الضلال، وكان الرجل الصالح من أهل العلم الشرعي أو الوعظ الديني يأخذ هؤلاء على بيت أو مكتب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية، ليطمئن التائب إلى أنه في اليد الأمينة، وكان سمو الأمير محمد يستقبل هؤلاء علنا، ومع مواطنين آخرين، وفي أي وقت من عمله، أو وقت راحته في مكتبه أو منزله، وعندما يدخل الرجل الوسيط ومعه التائب، يعرف سمو الأمير به فيؤمنه سموه، ويعده بأنه إنْ أخلص التوبة فسيعود لأهله وذويه معززا مكرما، وتقضى فورا حاجاته الملحة من سكن وغيره مما فقده في أيام الضلال كمعونة له ولأسرته، وفي الغالب تستدعى الأسرة، وتجمع مع الفتى الضال ليزيد اطمئنانه، ويشعر بما فقده من الحنان والحب من أسرته القريبة، وكان هذا التعامل والاحتضان الأبوي يعيد للضال عقله بعد تجربة من التشرد والخوف، أو ما يسمونه هم (التوحش) وهو مذهب خوارجي بشع. وكان ينتهي السيناريو الأول بأن يسلم سمو الأمير على التائب، ويعانقه بأخوة ويؤمنه، ثم يأخذ العائد رجال أمن بملابس مدنية لإنها إجراءات المناصحة، والتأهيل النفسي للعودة للمجتمع، ولم يكن سموه يسمح بأي نوع من العنف في القبض، أو الإيقاف لهؤلاء التائبين العائد على حضن الوطن، بل إنهم يلقون معاملة راقية أثناء فترة الإيقاف كما عرفنا ممن مروا بالتجربة. هذا السيناريو وجدت فيه الفئات الضالة مدخلا للإضرار بالأمير السمح المتواضع، لكن الله سلم، ورد كيد الضالين في نحورهم. كانت عملية محاولة اغتيال سموه قد أتت من فلول نائمة بعد الإعلان عن القبض على أربعة وأربعين من كبار عقول الفئة الضالة؛ وهم علماء وتقنيون، كان أتباعهم المختبئين، وهذه العملية الفاشلة ربما كانت ردا على الضربة القاضية لعقول الفئة الضالة، لكي يقولوا إنهم موجودون، مع أنهم محيدون من المجتمع في جحورهم. أما صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف -يحفظه الله- فقد عرف بيننا، نحن السعوديين، أنه يحمل الكثير من صفات والده صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، كما عرف أن الأمير محمد اختزل التجربة الكبيرة لوالده الأمير نايف، وأنه طبق أسلوب خطة واعية غير متشنجة لعلاج مشكلة الإرهاب والفكر الضال تقوم على استراتيجية واضحة للقضاء على هذه الفئة الخارجة على النظام حسب أجندات خارجية، كما تهدف إلى عزلها، وتتعامل هذه الاستراتيجية الناجحة عبر تكتيكات مدروسة، وأساليب تقوم على طرفي المناصحة، والحلول السلوكية العلمية لمعالجة من يقعون في قبضة الأمن، وإقناع المضللين منهم بالعودة للإسلام الصحيح، ونبذ العنف. ليس هذا فحسب، إن الدولة وجهت إعلاما واعيا للمجتمع البسيط الذي يلتبس عليه أمر هذه الفئة الباغية مع ما تدعيه من التدين، وكان لسموه الفضل في العمل على عزل الفكر الضال من الفكر الإسلامي الصحيح الذي هو دين الدولة، وأساس قيامها منذ بدء تاريخها، وقد ركز الإعلام الأمني، وبشفافية كبيرة على أمور تتعلق بتساؤلات المجتمع حول هذه الفئة، وما تحيكه للوطن من مؤامرات مدعومة من الخارج، بل إن الإعلام السعودي أشار كثيرا وبالاسم للفئات الداعمة من الخارج، التي هدفها الإضرار بأمن هذه البلاد، وسمعتها المستقرة التي كفلت لها النماء المضطرد في تاريخها الحديث. الاستراتيجية الرائعة، والخطط التكتيكية الاستباقية التي نفذها الأمن بقيادة الأمير نايف يحفظه الله، ومساعده الأمير محمد بن نايف آتت ثمارها، وأنقذت المملكة من ضربات كثيرة أعد لها الخوارج من هذه الفئة، وكان نائب أمير الداخلية، وبهدوئه، وتواضعه، وبعده التام عن الأضواء ينجز الكثير في حالة سباق مع الزمن تنفيذا لتوجيهات الأب القائد الملك عبد الله ونائبه الثاني الأمير نايف، ومع كل هذه الإنجازات الكبيرة كان الأمير محمد بن نايف بعيدا عن الأضواء؛ حتى أن كثيرا من الناس لا يكادون يرون صورته إلا مصادفة، وهذا أعطاه تميزا خاصا، وتحدثت خططه الناجحة، وأعماله عنه كثيرا حتى أعتبر الرجل الذي فتح العقل السعودي على مخاطر تحيط به، وصار الإرهاب على مستوى الأسرة، والقرية، والقبيلة والمدينة أمرا ممقوتا بالتوعية الكبيرة ببعد هذه الفئة عن الدين الصحيح. الاستراتيجية الأمنية التي نفذها الأمير محمد جعلته أكبر شخصية أمنية في واجهة العمل الأمني، وكان يدعو المطلوبين إلى بيته، ومكتبه بوسطاء يؤمنونهم، وكان يعطيهم الأمان، ويدعمهم إذا هم تابوا وعادوا عن ظلالهم، وهذا جعل كثيرا من العقول الواعية تطالب الدولة بمزيد من الحزم مع الإرهاب، لكن سمو الأمير محمد بن نايف بوعيه ورؤيته الواضحة كان يتعامل مع أبناء الشعب السعودي تعامل الرأفة؛ من اعتقاده بأنهم فئة من أبناء الوطن ضلت، وأنه بالإمكان إعادتها لجادة الصواب. الأمر الأهم من ذلك أن سياسة تحييد الإرهاب، وعزله في جحوره إلى أن يتم القضاء على جذوره، هذه السياسة صبت اهتمامها على الشباب المغرر بهم، ولم تتعرض أقاربهم أو أسرهم، أو من ينتمون إليهم مثل الزوجة والولد، والأب والأم، وهذا العزل للضال عن محيطه الاجتماعي جعل المجتمع يتعاون مع الأمن، لأن الأمن يعمل لصالحه؛ ناهيك عن تقديم جوائز تشجيعية للمبلغين عن الفئة الضالة، ومن يحملون الفكر دون المساس بالمبلغين أو التحقيق معهم، لذلك حدث أن كثيرا من الأسر أبلغت عن أبناء وأقارب، وطلبت من الأمن إنقاذهم من الضلال، وهذا يعني الثقة بأبوية الأمن السعودي وحنوه على مواطنيه. من كلما أنجزه صاحب السمو الملكي محمد بن نايف -يحفظه الله- في ردع الفئة الضالة صار هدفا لقادتهم منذ زمن ليس بالقصير؛ لأن قادة هذه الفئة يرون في وجوده في العمل إضرارا بهم وبخططهم المدمرة، لكن المواطنين السعوديين، وسمو ولي العهد الأمير سلطان أعاده الله لنا بالصحة والعافية، والنائب الثاني وعلى رأسنا جميعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، كلنا نعرف جهود هذا الرجل، ونقدر عمله من أجل الوطن والمواطن، فهو القائد التنفيذي للمواجهة، ومن حماسه يستمد رجال الأمن البواسل حماسهم للعمل المتفاني في سبيل الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة