اطلعت على ما كتبه الأخ خالد محمد كريم العطيات في جريدة (الاقتصادية) عدد 4041 تاريخ 20/9/1425 الموافق 3/11/2004 عن سعودة المصانع حيث بدأ مقاله بتأييد رأي الاخ خالد السهيل الذي يقترح رفع قيمة التأشيرة توافقا مع اهمية منصب صاحبها مبررا تأييده باحتياجات الاستثمار حيث ان المصانع ترتكز على عقليات تمتلك خبرات متفردة يبلغ عمر خبرة بعضهم أكثر من عمر غالبية كلياتنا العلمية في الجامعات السعودية ويسترسل في تبريره لحاجة المصانع لعقول أجنبية ليس لمجرد كونهم خبرات صناعية بل لأنهم يوفرون على المصنع والصناعة. أظن أن الأخ خالد يتحدث عن وكالة ناسا لعلوم الفضاء أو بوينج للطائرات أو مصانع (I.P.M) للحاسبات أو شركة هاليبيرتون للبترول وليس عن مصانع في العالم الثالث تقوم بتعليب حليب الأبقار أو تغليف البطاطس المحمص أو تعبئة المياه الغازية واذا خطت خطوة الى الأمام قامت بمهمة التجميع في مصانع الأثاث لأرجل الكراسي وأدراج الطاولات وأبواب الدواليب وان كان المقصود المصانع الحقيقية مثل سابك في الجبيل وينبع والتحلية في الخبروجدة والكهرباء وأرامكو في الظهرانفالخبراء لديهم لا يتجاوزون بأي حال من الأحوال 10% من القوى العاملة التي يتشكل منها هيكلهم الوظيفي و90% الباقية بين فني ومهني وحرفي واداري إلا اذا اعتبرت أن السباك والنجار والدهان والمزارع والحارس والسائق والمحاسب من الخبراء الذين يعز علينا ايجاد بدائلهم. في هذه الحالة نهنئ المملكة بوجود سبعة ملايين خبير وافد الينا ليمنحنا عصارة جهده وخلاصة فكره فيحسدنا عليها الأعداء فكيف بنا نرفضه ونطلب السعودة والاحلال انه الاجحاف أليس كذلك يا أخ خالد؟ ولهذا تطلب منا استنساخ تلك الجماجم قبل ترحيلها. يا عزيزي خالد السعودة واجب وطني يتحتم على الجميع العمل الجاد لتحقيقه نعم بخطوات متدرجة حسب الامكانيات الحقيقية المتاحة ولكن بوتيرة المتواليات الهندسية وبحماس المخلصين والرغبة الأكيدة للإحلال. هناك الكثير من الوظائف يمكننا سعودتها فورا وهي الادارية والمالية والمبيعات والتسويق والخدمات المساندة مثل السائق والمعقب والعلاقات والاستقبال وهناك وظائف مهنية وحرفية يمكن سعودتها في غضون ثلاث سنوات أما الوظائف الفنية والتقنية فيفترض أنها تحتاج الى خمس أو ست سنوات أي بعد تدريبها فدعنا نطبق هذه الافتراضات ونراجع التنفيذ بعد سنتين للتأكد من النتائج وأنا على يقين من ان المعطيات التي ستنتج مبهرة ومفاجأة لكل مشكك. فعلينا ألا نطلق الأحكام جزافا أو معتمدين على تطبيقات خاطئة فلدينا من تجارب السعودة في القطاعات ذات الكيان ما يثلج الصدر حيث اثبت الشباب السعودي انه على قدر المسؤولية اذا أتيحت له الفرصة لإثبات الذات والأمثلة واضحة في البنوك والكهرباء والتحلية وسابك وأرامكو ومعظم الكيانات الكبيرة التي هيأت لهم فرص النجاح فهل نتخذ من هؤلاء عبرة نسير على ضوئها أرجو ذلك.