اختار القائمون على مهرجان عمريت المسرحي الذي اختتم مؤخراً في محافظة طرطوس على الساحل السوري لهذا العام ، جنس القصة القصيرة، من بين الأنواع والأجناس الأدبية المختلفة، لتكون مجالاً للمسابقة الأدبية التي نظمها المهرجان هذا وهذا ما فسره البعض بانه تهميش الشعر الذي عرف به المهرجان ، الا ان القصص المشاركة أظهرت مستوى فنياً مقبولاً كما يقول د. عبدالله أبو هيف، أحد أعضاء لجنة التحكيم ومحاولات كتابها في مقاربة تقانات حداثية مختلفة إلى حد ما عن السرد الواقعي، بالاستفادة من إنجازات القص الحديث عند قصاصين أمثال: زكريا تامر، وحيدر حيدر، وغادة السمان، والطيب صالح ويوسف الشاروني، ويوسف ادريس، وادوار الخراط. ويضيف الدكتور ابو هيف في تقرير "جوائز المسابقة" اتفق أعضاء لجنة التحكيم، المؤلفة من رئيس فرع اتحاد كتاب طرطوس، وكل من د. أبو هيف ومحمد أبو معتوق على منح الجوائز التالية: الجائزة الأولى ذهبت لقصة (قوانين الغرفة الزجاجية) للقاصة مي زيادة ، وقد رأت لجنة التحكيم في هذه القصة أنها مبنية وفق صوغ تركيبي، أو تأليفي من آلية المعنى وما ينجم عنها من مشاعر وأفكار و تقارب مهزلة وجودية من خلال استثمار العلاقات بين الفنون مثل التوليف المشهدي، والتمثيل التجريدي المستند على تقانة المعلومات والخيال العلمي. فيما ذهبت الجائزة الثانية لقصة (التوبة) للأديب محمد سعيد حسين، وتعتمد على محاولة الترميز الموحي لامتزاج الذات الشخصية بالذات العامة المؤرقة لضغوط الحياة من عصر لآخر. إذ لجأ القاص إلى السخرية والتهكم من العناء والتوتر الذي يصيب البشر . أما الجائزة الثالثة، فكانت لقصة "فنجان قهوة.. لا أكثر" للقاص ثائر جهاد قاسم، وهذه القصة في رأي اللجنة مبنية على الفنتزة التي تخالط الهجاء، تحاول مد المنظور السردي إلى دلالات أعمق من خلال المفارقة عن وطأة الحياة اليومية، على الأشخاص الذين يأكلهم الفساد والإفساد، والرشوة والفقر، وفقدان فرص العمل.