أمر جميل أن يدعو معالي وزير الماء والكهرباء لترشيد استخدام المياه.. وأمر جميل أن توزع أدوات الترشيد على منازل المواطنين مجانا.. غير أن السؤال الذي يدور في رأسي الآن هو : هل يشمل الترشيد مناطق الأحساء التي عاشت في أوائل هذا الشهر طيلة ثمانية ايام بدون ماء ؟ أظن أن الترشيد في هذه الحالة لايوجه لمن يعاني من نقص الماء في الأصل.. فشح المياه في الأحساء أمر يتكرر مرارا.. فثمة أحياء في هذه الواحة ينقطع فيها الماء لفترات طويلة.. أذكر منها حي الروضة والمزروع والشهابية والخالدية.. فيضطر الأهالي هناك لاستخدام (الوايتات) لجلب المياه الى منازلهم.. بل ان سائقي هذه السيارات أصبحوا أصدقاء لأصحاب تلك المنازل.. ويعرفون مواقع مساكنهم جيدا. ومازلنا نسمع عن وعود براقة للمسؤولين بقرب انهاء أزمة المياه في تلك الأحياء.. فمنذ أكثر من ثماني سنوات وهم يصيخون السمع لتلك الوعود دون جدوى.. ويكاد العجب يعصف بي ازاء هذه الأزمة.. فهل يعقل أن هذه الواحة التي اشتهرت بعيونها الجارية.. حيث يوجد بها أكثر من خمس وسبعين عينا تنبع منها المياه العذبة.. هل يعقل أن تمر بهذه الأزمة.. وهل يعقل أن تجوب مدنها (الوايتات) لتوزيع المياه على سكانها ؟ الماء هو عصب الحياة كما نعلم جميعا.. فهل نحلم بتوفره بالشكل المناسب في واحة العيون العذبة.. فالمشكلة تزداد تفاقما.. وقد وصل سعر مياه (الوايت) أكثر من مائة وعشرين ريالا في بعض الأحياء.. وبعض البيوت تستهلك في اليوم الواحد محتويات (وايت) بأكمله.. وقد تذكرت وأنا ألمس اهتمام ايصال فواتير المياه بانتظام لسكان تلك الأحياء مسرحية عادل امام ( شاهد ماشافش حاجة ) فقد استغرب الممثل وصول فاتورة هاتف لمنزله رغم أنه لايملك جهاز هاتف.