تلقيت يوم أمس استفساراً "ملفوفاً" باستغراب من صاحبه وهو يقول: هل صحيح ما نشرتموه يوم أمس على الصفحة الأولى تحت عنوان على عينك يا مواطن.. وصورة ذلك "الوايت" يصب حمولته في ذلك الميدان الواقع على الكورنيش الشمالي. قلت له نعم بل بالتحديد في ميدان لا إله إلا الله .. المتصل قفل سماعة الهاتف وهو يزفر غضباً.. ويبدو أنه أحد الذين ذهبوا إلى تلك الشيبات وذاق الأمرين في الحصول على وايت ماء – يبل به – "ريقه وريق أبنائه". إن تصرف المسؤول عن ذلك "الوايت" الذي اتخذ من ظلام الليل ستاراً لتفريغ حمولته من المياه العذبة في ذلك – الحوض – لهو أمر غاية في الاستهتار بل الاستفزاز لأولئك الذين ينتظرون بالعشرة أيام والخمسة عشر يوماً لتصلهم المياه إلى منازلهم. إن اتصال ذلك – المواطن – في صباح أمس لهو دليل كافٍ على أن ما قام به المسؤول عن ذلك الوايت هو تصرف فيه من "الحمق" أصعبه.. إن ملامح الصيف بدأت بوادرها تلوح لنا في هذه الحرارة المتصاعدة ونحن في أول خطوات هذه – الحرارة – ونحن نعاني من شح المياه في أنابيب الشبكة التي كما يبدو أنها لم تغطِ كل أحياء مدينة جدة الممتدة في كل اتجاه لعجز قدرة تلك الشبكة على إيصال الماء لعدم صلاحيتها لتقادم الأيام والسنين عليها. وأصبحت مهترئة بل وتحمل من الخطورة أكبرها بتسرب المياه منها وإليها وهذا ما يشكل تخوف بعض الناس منها. على أية حال.. إن وايت مياه التحلية الذي غافل – الناس – على ما يعتقد هو، وصب حمولته في ذلك "الحوض" يظل السؤال عنه لماذا وكيف؟!