تعتبر الامراض النفسية من الامراض الشائعة في المجتمعات في العصر الحديث نتيجة تطور المجتمع وكثرة الضغوط على الفرد في العمل والحياة. فالانسان يكدح لتأمين لقمة العيش والحياة الهانئة له ولأسرته وأبنائه ونتيجة لكل ذلك طغت على الناس الانعزالية وعدم التواصل مع المجتمع والانغلاق نتيجة الشغل الدائم والعمل المستمر فافتقد كثير من عاداتنا الاجتماعية والتواصل مع الاقارب والاصدقاء والجيران. وطغت الآلة والميكنة على العمل الانساني واصبح الانسان يكتفي بالكمبيوتر واصبح يغنيه عن التواصل مع الاهل والاصدقاء فنتيجة لهذا العصر المادي والمفرط بالمادية انتشرت بين فئة ليست بالضئيلة بعض الامراض النفسية كالاكتئاب وغيرها. ونستعرض في هذا التحقيق آراء عدد من المواطنين عن ابرز امراض هذا العصر النفسية: في البداية تحدث (خالد بن منديل الغنيمان) قائلا: لاشك ان طبيعة الحياة في هذا العصر تتسم بطابع السرعة والتطور السريع والمطرد وزيادة احتياجات الافراد نتيجة لانتشار كماليات بمرور الوقت اصبحت ضروريات لا يستغنى عنها وبالتالي زادت احتياجات الناس المادية لتأمين الضروريات الحياتية وبالتالي زادت الاعمال فالفرد يعمل بالصباح وبالمساء ايضا لتأمين مستوى معيشي افضل وانشغل الناس عن بعضهم وقلت الزيارات بل ندرت للاقارب والاصدقاء نتيجة قلة الوقت واصبحت علاقة الفرد اكثر ارتباطا بالكمبيوتر واجهزة الاتصال اكثر من البشر وبالتالي لا يستطيع ان يحادث هذه الآلة التي يقابلها ويجلس معها 5 ساعات يوميا تقريبا ونتيجة لسرعة العصر وضغوط الحياة والحياة الرتيبة الروتينية المملة وعدم اخذ فترات راحة واجازات كافية نجد انتشار انواع الاكتئاب المختلفة بين بعض الناس نتيجة الملل فتجد الانسان بعد فترة نشاط وعمل مستمر لفترة من الزمن يصاب بهذا الملل وعدم القدرة على العطاء والانتاجية المعروفة عنه. ضغوط الحياة وقال خالد بن مطلق الخمشي: للاكتئاب انواع عديدة والانسان معرض لها لاشك نتيجة ضغوط الحياة فتجد مثلا طالبا متميزا ومتفوقا بمراحل الدراسة وفجأة يصاب بنوع من الملل والضجر من الدراسة وزملائه ومدرسيه وبالتالي يقل عطاؤه وانتاجيته واستيعابه للدرس بدون سبب وذلك نتيجة لاكتئابه، وتجد موظفا نشيطا منتجا له دور بارز في تفعيل العمل بادارته التي يعمل بها وفجأة يبدأ بالتغير وينقلب رأسا على عقب، فتجده يمل ويضجر من العمل بسبب ملله من زميل له بالعمل او من مديره ولو لم يحدث بينهما شيء يعكر صفو العلاقة وذلك بسبب الاكتئاب كذلك تجد شخصا سعيدا بحياته الزوجية ويأمل تكوين اسرة سعيدة وابناء محبين لبعضهم البعض وفجأة يمل من كل شيء. لاشك ان هذه الحالات بحاجة لعلاج ولا نتركها لتتطور بمرور الوقت ويكون تأثيرها كبيرا على حياة المكتئب وبالتالي يصعب علاج الحالة بسبب كثرة آثارها الجانبية وتطورها بمرور الوقت. اعراض الاكتئاب وقال سلمان بن دخيل العنزي: لا نستطيع ان نطلق على كل حالة ملل وضجر وتغير نمط الحياة وعدم التوافق مع اي شيء وتغير الحالة المزاجية بأنه اكتئاب مباشرة فطبيعة الحياة وطبيعة الناس ربما يتعرضون لهذه الحالات بصورة مؤقتة كأن يقوم احد الاشخاص من النوم زعلان وغضبان ولكن بعد ساعة او اكثر يعود طبيعيا لاشيء في ذلك وربما يكون نمط شخصيته هكذا او كأن يقول انا لي 3 ايام حزين وغير طبيعي ولم انم نقول له هذا شيء عادي وربما يحدث. اما الاكتئاب فلا يمكننا ان نطلق عليه اكتئابا الا اذا تميز بخصائص لعل من ابرزها التالي: * اجهاد وتعب دائم او مستمر. * تردد دائم او مستمر. * ضعف التركيز بصورة مستمرة. * حزن مزمن. عدم استمتاع بالحياة. شهية زائدة للطعام. اذا تعرض شخص لهذه الاعراض واستمرت معه من اسبوعين الى اربعة اسابيع نعلم بأن هذا الشخص مكتئب ويجب علاجه. انواع الاكتئاب وقال خالد بن سالم السودان: للاكتئاب انواع عديدة لعل من ابرزها: الاكتئاب العظيم: وهو اشد انواع الاكتئاب ويجب معالجته بسرعة وعدم اهماله لخطورته فربما يؤدي تأخير علاج هذا النوع لامور خطيرة فيذكر الاطباء ان هذا النوع بالذات بمرور الوقت دون علاجه يبدأ بالتأثير على المخ وينتقل لخلايا المخ وبالتالي تغير الجينات وربما يورث المرض عن طريق الجينات لابناء هذا المكتئب. الاكتئاب المزمن: وهو اقل خطورة من النوع السابق ويتغير به نمط حياة المريض من سعيد لغير سعيد من منتج لغير منتج من متفوق لغير متفوق وهكذا، والتغير بطيء وتدريجي لذلك لا يلاحظ اي انه لا يحدث فجأة فيكون واضحا وجلىا. اكتئاب عدم التكيف: سواء مع الدراسة او مع الزوجة او خلافه وهو اقل الانواع خطورة. نظرة خاطئة وقال محمد بن صالح الجندي: يجب ان تتغير نظرة المجتمع للدكتور النفسي فما العيب ان نذهب للدكتور النفسي ان عانينا من اي ضغوط نفسية نتيجة لصعوبة الحياة، ويجب ان نزيل الافكار السيئة التي ربما رسخها بأذهاننا الاعلام والافلام العربية التي ظلمت هذا التخصص من الطب المهم، ولننظر لبعض المنتخبات الاوروبية الرياضية تجد ضمن الطاقم الطبي للمنتخب اخصائيا نفسيا ليساعد اي فرد لاجتياز اي صعوبة او موقف يؤثر بنفسيته وبالتالي تتحقق افضل النتائج.