الجمل المفيدة اكثر في فيلم (اي روبوت) لا تأتي الا في نهاية العرض. انها موجودة في النسب باقتراح من رواية (اي روبوت) لاسحاق اسيموف, وهي تجسد بالضبط ما يمثله - او لا يمثله - الفيلم. احداث الفيلم تجري في المستقبل فعلا: في شيكاغو سنة 2035 وهو مبنى على قوانين الروبوتيات الثلاثة, وهي نوع من الموازين والضوابط التي اطلقها اسيموف من خلال مجموعته من قصص الخيال العلمي القصيرة. وينص القانون الاول على ان الروبوت لا يمكنه ان يؤذي كائنا بشريا ويذكر القانون الثاني انه يتوجب على الروبوت ان يطيع الاوامر الصادرة اليه من كائن بشري الا اذا كانت تلك الاوامر مناقضة للقانون الاول. اما القانون الثالث فيقول ان على الروبوت ان يحمي وجوده طالما ان ذلك لا يخالف القانونين الاول والثاني. ثم تثور الروبوتات وتبدأ بالتفكير لمصلحتها الخاصة فتقع الفوضى. كل ذلك لا يزال سليما. ولكن (اي روبوت) هو بالدرجة فيلم كاسح صيفي آخر ببطولة ويل سميث ولعبة فيديو خبيثة عن فيلم طافح بمشاهد المطاردات المصنوعة بالكومبيوتر وبالاجهزة الجذابة. انه فيلم تسلية عظيم, مع ان الاخراج الذي قام به أليكس بروياس له حبكة بصرية رؤياوية قاتمة. فقط قرب نهاية النص السينمائي الذي كتبه جيف فينتار واكيفا غولدسمان (الحائز على جائزة الاوسكار لفيلم A Beautul Mind) هناك فقرتان يوبخ فيهما الروبوتات البشريين لشنهم الحروب على بعضهم البعض وتدمير نظامنا البيئي. ولقد كان هذا بيت القصيد من كتابات اسيموف في العام 1950. اما في الفيلم فالرسالة هي فكرة متأخرة وغامضة وراء الانفجارات وتسويق المنتاجات. وقد يكون الفيلم عن العنصرية والتعصب, او عن مخاطر التمادي في الاعتماد على التكنولوجيا. وقد يكون ايضا عن التراشق البطيء بالنيران. ولقد تم تقليد اسيموف العديد من المرات حتى الان الى حد ان جلب اعماله الى الشاشة هنا يبدو عملا مقلدا على نحو مؤسف. وبوسعك ان تعزو التفاصيل التي يتألف منها (اي روبوت) الى الكثير من الافلام السابقة. ومن السهل تبين نقاط التشابه الكثير مع فيلم (حرب النجوم) العالم الحكيم الزاهر (جيمس كرومويل) الذي ابتكر الروبوتات والذي يعثر عليه ميتا في شقته نتيجة الانتحار في بداية الفيلم, يقدم كلمات مأثورة غامضة بشكل رسائل صور ليزرية (هولو غرام), وصوفي (بصوت الن توديك), الروبوت حديث الطراز الذي لديه احاسيس مثل الغضب والحب ويحلم عندما يكون نائما, هو اكثر هدوءا. اما (vlkl) النظام الامني الذي يتحكم بكل الروبوتات والمقر الروبوتي الامريكي فهو نسخة انثوية نشيطة من فيلم (2001 الاوديسة الفضائية) والفيلم برمته بما فيه الدعاية الطاغية ومسارات الانطلاق بالسرعة العالية والوقار الفضي, يشبه بصريا فيلم (minoritt Report) الذي اقتبس بدوره من اعمال كاتب كلاسيكي آخر لروايات الخيال العلمي, فيليب ك. ديك. ومثل توم كروز في ذلك الفيلم, يلعب سميث دور مفتش التحري ديك سبونر. انه لا يثق بالروبوتات التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من صلب الحياة اليومية. انه لا يصدق ان صديقه القديم الدكتور لانينغ قتل نفسه انه يعتقد ان في الامر جريمة وان احد الروبوتات مسؤول عن ذلك. كما يعتقد ان رئيس الشركة (بروس غرينوود) المصاب بجنون العظمة متورط في الجريمة بشكل او آخر. وفي التحقيقات التي يجريها سبونر يحتاج الى المساعدة من الدكتورة سوزان كالفين (برجيت موينا نهان) عالمة النفس المكلفة بمهمة تحويل الاجهزة الروبوتية الامريكية الى روبوتات ذات طابع بشري آخر. والنكتة الدارجة عنها هي انها اكثر صلابة من الابتكارات المعدنية التي تتعامل معها. اما ويل سميث كما عهدناه في جميع افلامه السابقة, طريف ورائع وودود ويبدو انه لا توجد بيجامات وستائر حمامات في المستقبل ولعله من الافضل ان تبدأ بتخزين مثل هذه الاشياء تحسبا للمستقبل. (اي روبوت) من توزيع فوكس القرن العشرين, ومصنف (PG - 13), (ارشاد بوي) للاكشن المنهجي القوي مدة العرض 115 دقيقة.