يعرف هواة السينما ومجلات الرسوم أن «الرجل الوطواط» يلقّب ب «سيد التنكّر». وعلى غرار ذلك، قد لا يطول المقام بالروبوت كي يكسب لقب «سيد الخدّاع». وعلى رغم ان الكذب والخداع والمناورة والتمويه، هي أشياء يختص بها ذكاء الانسان بامتياز، بل يعتبرها البعض علامة فارقة لذكاء البشر، فإن الروبوت تمكّن أخيراً من تعلّم بعض فنون الكذب والمرواغة. والحق ان الخداع يتطلّب الكثير من الارتجال والتفكير المستقل والقدرة على التحليل الفوري غير المعتمد على أنساق مسبقة. لذا، اعتقد كثير من علماء الذكاء الاصطناعي طويلاً أن المخادعة تصعب على الروبوت، بل تستحيل عليه. ويظهر ذلك حتى في كتابات الخيال العلمي عن الروبوت، مثل روايات المؤلف الشهير إسحاق عظيموف، وأقربها ظهوراً على الشاشة «أنا روبوت» (إنتاج عام 2006، من بطولة: ويل سميث، وإخراج ألكس بروياس). وأخيراً، توصّل علماء الذكاء الاصطناعي الى تعليم روبوت متطوّر «منطق» الكذب. واستطاع هذا الروبوت أن يرسم إشارات مُضلّلة كي يخدع روبوت آخر كان مُكلّفاً بملاحقته. وأشار علماء في «معهد جورجيا للتقنية» الى أنها المرة الأولى التي يستطيع فيها روبوت إتقان فن التضليل، بحسب تصريح البروفسور رونالد أركن الذي قاد هذه التجربة في «الحوسبة التفاعلية» التابع لهذا المعهد. ونُشر تقرير علمي مفصّل عن هذه التجربة في «المجلة الدولية للروبوتات الاجتماعية» International Journal of Social Robotics أخيراً. وفي هذه التجربة، ارتجل روبوت خدعة لم تكن مُبرمجة لديه مسبقاً. ورسم إشارة على الأرض تشير الى اتجاه مُعين، لكنه عمد الى الاختباء في صندوق خشبي موجود في اتجاه آخر. وقرأ الروبوت الذي كان يلاحقه تلك الإشارة بواسطة كاميراته، فسار في ذلك الاتجاه. ويعتقد اختصاصيو الروبوت، ان هذا النوع من الخداع قد ينفع في علاقة الروبوت مع روبوت آخر أو مع البشر. ويلاحظ ان البحث تموّله إحدى المؤسسات العسكرية الأميركية. للاطلاع على مزيد من المعلومات عن هذه التجربة الفريدة، يمكن الرجوع الى موقع «معهد جيورجيا للتقنية» gtresearchnews.gatech.edu.