تزخر مملكتنا الغالية برصيدٍ كبيرٍ من الإرث التاريخي العريق الذي مثَّل حقبة من كفاح الآباء والأجداد الذين عاصروا البدايات الأولى، لقيام هذه الوحدة الوطنية المميَّزة، والتي قادها الملك عبدالعزيز «طيّب الله ثراه»، معتمدين على الله «سبحانه وتعالى»، في قيام هذا الكيان الذي اسس على نهج قويم ودعائم متينة تتخذ من كتاب الله وسُنَّة نبيه «عليه أفضل الصلاة والسلام» منهجًا ودستورًا لها، وترفع راية التوحيد الخالص، فتحقق على أيديهم دولة تعدُّ من أبرز دول العالم، والتي احتلت مكانها المرموق في كل المحافل بجدارة واقتدار. هذا الإرث التاريخي الذي نفتخر به والذي يعد جزءا أصيلا من ثقافتنا الوطنية وجاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية ليحكي للأجيال صورة هذه البطولات التي كان فيها المواطن السعودي، وبسواعده الفتية يسهم في هذا البناء والتطور، وينقل تلك التحديات والظروف -التي كانت سائدة، رغم قسوتها- إلى قصصٍ من النجاح والعمل، فكانت هِمَّة المواطن السعودي أكبر، حيث استطاع تكييف كل ما حوله في صورةٍ رائعةٍ من صور المساهمة البنّاءة. إن هذا الإرث التاريخي الذي نفتخر به والذي يعد جزءا أصيلا من ثقافتنا الوطنية، حيث إن للحاضر امتداداته التاريخية التي لا يمكن الفصل بينها وصولا للتطور الكبير الذي حققته المملكة منذ التأسيس، وحتى هذا العهد الزاهر لسيِّدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمين سيِّدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسيِّدي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز «يحفظهم الله جميعًا». وفي بيت الخير الذي يمثل تراث وتاريخ المنطقة الشرقية العريق، ويحكي إنجازات أبنائها، وأبرز المعالم التراثية التي تمّ تجسيدها بشكل يقارب الواقع في أبعاده، والمواد المستخدمة حتى غدا بيت الخير مقصدًا مميَّزًا لزوار المهرجان. كما أن بيت الخير، وبتوجيهٍ من الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية «يحفظه الله»، سعى إلى التطور والتجديد، سواء في الفعاليات أو الأركان، أو زيادة عدد الجهات المشاركة، بحيث يعطي بيت الخير الصورة المتكاملة للمنطقة الشرقية في ماضيها وحاضرها، والتطور الكبير الذي وصلت إليه في مختلف المجالات السياحية والصناعية والثقافية. ويُسعدني الترحيب بزوار بيت الخير، والاستمتاع بكل فعالياته، والتجوّل في أروقته، والمشاركة في فعالياته التي تأتي ضمن فعاليات المهرجان الذي يضم مناطق المملكة، والتي تمثل التنوُّع الكبير، والإرث الحضاري الذي يمثل مرحلة من تاريخ وثقافة المملكة الأصيل. داعيًا المولى «عز وجل» أن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة، ويمنَّ عليها بالصحة والعافية، ويحفظ لنا هذا الوطن الغالي، وشعبه الوفي الكريم. نائب أمير المنطقة الشرقية