رفض وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل امس الجمعة ادعاء الولاياتالمتحدةالامريكية وجود ابادة جماعية في منطقة دارفور بالسودان وقال ان الولاياتالمتحدة تستخدم الازمة الانسانية في اغراض سياسية. وقال اسماعيل لرويترز ان اعلان الرئيس الامريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول انما هو موقف منعزل اتخذ في خضم انتخابات الرئاسة للفوز بأصوات الامريكيين من أصل افريقي. وقال باللغة الانجليزية اثناء زيارته لكوريا الجنوبية: يجب الا يستخدموا مشكلة انسانية لاغراض سياسية. وقال ان الموقف في العراق تدهور وان الادارة الامريكية تريد تشتيت تركيز المجتمع الدولي نحو مناطق اخرى. واضاف انه سيكون من الصعب تمرير قرار ترعاه الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة لفرض عقوبات على السودان لانه غير منطقي ولان دوافعه سياسية وغير متوازن. وقال وزير الخارجية السوداني: انهم يريدون القفز الى القول بأن هناك ابادة جماعية مثلما قفزوا الى القول بأن هناك أسلحة دمار شامل في العراق. وفي واشنطن اكد السفير السوداني لدى الولاياتالمتحدة خضر هارون في رسالة بعث بها الى وزارة الخارجية الامريكية ان الحكومة السودانية ترفض رفضا قاطعا الاتهامات الامريكية بوقوع ابادة في دارفور. ونقلت صحيفة الرأي العام المستقلة عن السفير السوداني في واشنطن انه ابلغ الخارجية الاميركية رفض الحكومة (السودانية) القاطع لمثل هذا التوصيف باعتباره رسالة خاطئة للطرف الاخر (متمردي دارفور) الذي يفاوض الحكومة ويؤدي الى عدم التفاوض الايجابي. واكد هارون انه نقل للخارجية الامريكية استياء الحكومة الشديد لتوصيف باول للاحداث في دارفور مؤكدا انه لا يخدم الجهود المبذولة من قبل الاتحاد الافريقي والحكومة والجهات الاخرى في تحقيق السلام في دارفور وانما يعوقها. واعتبر هارون ان هناك خللا اساسيا في الطريقة التي جمعت بها المعلومات والتي تمت بسماع افادة أكثر من الف لاجئ بدولة تشاد في حوالي 19 معسكرا في حين ان عدد النازحين داخل البلاد يزيد عن المليون حسب الاممالمتحدة. واستبعد هارون ان تكون معلومات الولاياتالمتحدة التي استقتها من معسكرات اللاجئين في تشاد تمكن من الوصول الى هذه النتيجة. ووصف الديبلوماسي السوداني (المنهج) الذي اتبعته الولاياتالمتحدة في جمع المعلومات بانه منقوص المصداقية ومعيب. يذكر ان اكثر من 2ر1 مليون من سكان اقليم دارفور بغرب السودان نزحوا من قراهم كما لجأ اكثر من مائتي الف الى تشاد منذ بدء النزاع في دارفور في فبراير 2003.