ساد الحداد الأراضي الفلسطينية الاثنين فيما تم تنظيم مسيرات تشييع رمزية لأرواح ضحايا التظاهرات الشعبية بمناسبة إحياء الذكرى السنوية 63 ل»النكبة» . جنازة رمزية لضحايا يوم النكبة في رام الله أمس وساد إضراب جزئي لمدة ساعتين فيما نكست الأعلام الفلسطينية عن الوزارات والمقرات الرسمية حدادا على أرواح قتلى التظاهرات في كل من الضفة الغربيةوغزة وحدود لبنان وسوريا الاحد والذين يقدر عددهم بنحو 18 قتيلا على الأقل. وبعد يوم دام في ذكرى النكبة الفلسطينية ونظراً للمزيد من التحذيرات الأمنية حسب المخابرات الإسرائيلية مدد الجيش الاسرائيلي الطوق الامني على الضفة الغربية 24 ساعة واقدمت اسرائيل على نشر مزيد من قوات الشرطة والجيش في مختلف المناطق وسط تقديرات امنية اسرائيلية لاستمرار الاحداث فيما شرعت قوات كبيرة من الجيش بتمشيط الجولان السوري المحتل وخاصة قرية مجدل شمس بحثاً عن نحو 167 سوريا وفلسطينيا تمكنوا من العودة الى داخل فلسطين. ووفقا لمصادر اسرائيلية فقد تم نشر قوات اضافية من الشرطة والجيش الاسرائيلي منذ ساعات صباح الاثنين في محيط مدينة القدسالمحتلة، وكذلك على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان في الوقت الذي يعتبر الجيش الاسرائيلي مجدل شمس منطقة عسكرية مغلقة. واعتبرت الاجهزة الامنية الاسرائيلية ان ما حدث الاحد في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالمحتلة وكذلك داخل مناطق الخط الاخضر مؤشرا لما قد يحدث ايلول القادم عندما تعلن السلطة الفلسطينية عن الدولة، بحيث تقوم الاجهزة الامنية بدراسة ما حدث واستخلاص العبر لمواجهة الموقف من خلال وضع الخطط لمواجهة اندلاع تظاهرات واسعة. وكتبت «يديعوت أحرونوت» في موقعها على الشبكة أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت مقدسيا، صباح امس بشبهة نقل أحد الشبان الذين اقتحموا حدود وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل، يوم الأحد، ووصلوا إلى مجدل شمس. وجاء أن الشرطة أوقفت مركبة أجرة، وكان بداخلها شاب في الثلاثين من العمر ولا يحمل أية وثائق تشير إلى هويته الشخصية. وبحسب «يديعوت أحرونوت» فقد تبين أن الشاب هو «مواطن سوري» كان ضمن مجموعة الشبان الذين اقتحموا السياج الحدودي يوم أمس في ذكرى النكبة. اعتبرت الاجهزة الامنية الاسرائيلية ان ما حدث الاحد في الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالمحتلة وكذلك داخل مناطق الخط الاخضر مؤشرا لما قد يحدث ايلول القادم عندما تعلن السلطة الفلسطينية عن الدولة. غزة كما عم الإضراب التجاري العديد من مدن قطاع غزة ومخيماته وقراه مدة ساعتين من الاثنين، تلبيةً لإعلان القوى والفصائل الفلسطينية «الإضراب الشامل والحداد العام» على شهداء يوم النكبة الذين سقطوا على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلية في المناطق الحدودية من فلسطين ولبنان وسوريا. وأغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها في مدن غزة ورفح وخان يونس ودير البلح وجباليا وبيت حانون وبيت لاهيا والمخيمات والقرى، عند الساعة العاشرة من صباح الاثنين إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً، تلبيةً لدعوة القوى الفلسطينية. وتراجعت حركة المواصلات، خلال ساعتي الإضراب إلى مستوى نصف الحركة التي تشهدها شوارع القطاع في ساعتي الذروة. من جهتها، اعتبرت حكومة غزة، الاعتداء الإسرائيلي على المتظاهرين «دليلا على ارتباك الاحتلال وقلقه العميق من أي حراك شعبي يمكن أن تقوم به جموع الشعب الفلسطيني». الاردن وفي الاردن, اعلنت مديرية الأمن العام امس سقوط 25 جريحا في صدامات وقعت الاحد لدى تدخل الشرطة لمنع متظاهرين من التوجه الى الحدود مع اسرائيل في ذكرى النكبة. وقالت المديرية في بيان ان نحو 800 شخص تظاهروا على بعد بضعة كيلومترات من جسر الملك حسين عند الحدود مع اسرائيل. وأصيب نتيجة الصدامات بين المتظاهرين وقوات الامن «11 شرطيا وصفت حالة اثنين منهم بمتوسطة وأحدهم سيئة (...) واصيب 14 شخصا من المشاركين بالاعتصام وابناء المنطقة نقلوا الى المستشفى وتلقوا العلاج اللازم وغادر الجميع المستشفى باستثناء ثلاثة من افراد الشرطة». وأوضح البيان ان المتظاهرين «كانوا يرددون هتافات مختلفة تعبر عن آرائهم وعبارات استفزازية لرجال الشرطة». لبنان وشهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان امس يوم حداد على القتلى الذين سقطوا الاحد برصاص اسرائيلي خلال تظاهرة على الحدود اللبنانية في الذكرى الثالثة والستين لتهجيرهم من ارضهم اثر اعلان دولة اسرائيل. وقال قائد المقر العام لحركة فتح في لبنان منير المقدح في اتصال مع وكالة فرانس برس ان «هناك اضرابات واقفالا في كل المخيمات حدادا على الشهداء»، مشيرا الى ان التحضيرات جارية لخطوات اخرى والاتصالات مستمرة مع الفلسطينيين في خارج لبنان، وبين الاقتراحات، احياء «يوم الشهداء» الجمعة المقبل. ورفعت اعلام سوداء ولافتات تحيي «الشهداء» في معظم المخيمات الفلسطينية الاثني عشر المنتشرة في لبنان. وحمل الوزير الإسرائيلي موشيه يعالون الحكومتين السورية واللبنانية مسؤولية وصول ما وصفهم ب»المتسللين» إلى السياج الأمني الفاصل مع إسرائيل، قائلا إن ما حدث في بلدة مجدل شمس السورية أمس الأحد كان متوقعا وكان ينبغي الإعداد لمواجهته. ونقل الموقع الإلكتروني للإذاعة الإسرائيلية امس عن الوزير قوله إنه «لا يمكن السماح بانتهاك السيادة الإسرائيلية». وأضاف يعالون في حديث إذاعي أنه على إسرائيل أن «تستفيق من الأوهام وتدرك أنه ليس هناك شريك لحل الدولتين بحدود 1967». من ناحية أخرى، صرح النائب العمالي بنيامين بن اليعازر في حديث إذاعي بأن الخروج من الطريق المسدود يتمثل في إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونجرس الأمريكي اعترافه بالدولة الفلسطينية وتوجيهه الدعوة إلى عباس لاستئناف التفاوض، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.