ذكرى النكبة هذا العام لم تمر مثل سابقاتها منذ 63 عاما، وهي الذكرى التي أقلقت مضاجع الفلسطينيين والعرب والمسلمين طوال تلك الأعوام، وفي عدة جبهات اختار الفلسطينيون المواجهة وتحدي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لكي لا تمر الذكرى مثل سابقاتها ويطويها النسيان، ففي الجولان اجتازت أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الحدود التي تسيطر عليها إسرائيل بين سورية ومرتفعات الجولان السورية المحتلة في عمل غير متوقع من أعمال التحدي ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى فتح النيران، حسبما أفاد شهود والجيش الإسرائيلي. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن فلسطينيا واحدا من سورية لقي حتفه. وبقيت جثة القتيل في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل من الحدود، وتفيد تقارير أيضا أن عددا غير معروف من الأشخاص أصيب في الجانب السوري من الحدود. ويقول شهود عيان في الوقت ذاته إن عدد القتلى يبلغ أربعة فلسطينيين. وأكد بيان للجيش الإسرائيلي أن القوات الإسرائيلية «فتحت النيران لمنع مثيري الشغب من التسلل بشكل غير مشروع إلى الأراضي الإسرائيلية». ووردت أنباء أيضا عن إصابة ثلاثة إسرائيليين في الجانب الخاضع لسيطرة إسرائيل من الحدود. وقال أحد الشهود إن آلاف الأشخاص اقتحموا الحدود المعتاد تشديد الإجراءات الأمنية عليها, وإنهم اجتازوا حقل ألغام ولوحوا بأعلام فلسطينية وسورية. وذكر آخرون أنه بينما احتشد آلاف الفلسطينيين في الجانب السوري من الحدود، عبر العشرات منهم فقط الحدود إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل. وتغلق هذه الحدود طوال العام تقريبا، مع وجود استثناءات قليلة. ودخل عدد يتراوح ما بين 30 إلى 50 متظاهرا كانوا قد عبروا الحدود إلى قرية مجدل شمس الدرزية في مرتفعات الجولان، حيث تظاهروا في وسط القرية. ولم تدخل الشرطة الإسرائيلية القرية، وبقيت على مشارفها وتركت للجيش التصرف. وفي حين أعلنت إسرائيل أن القرية منطقة عسكرية مغلقة، حلقت مروحيات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي فوقها. وقتل فلسطيني وأصيب عشرات آخرون بنيران الجيش الإسرائيلي الأحد في مواجهات على هامش تظاهرة في ذكرى النكبة قرب معبر بيت حانون «ايريز» في شمال قطاع غزة. وأعلن أدهم أبو سلمية الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في حكومة حماس سقوط «شهيد وإصابة أكثر من 90 بجروح جراء الاستهداف الصهيوني لمسيرات العودة». وكان أبو سلمية أعلن في وقت سابق عن قتل شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي الأحد شرق مدينة غزة، دون توضيح إن كانت هذه الحادثة مرتبطة بالمواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ذكرى النكبة. وأعلن أبو سلمية في وقت سابق عن إصابة أكثر من 65 فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي في المسيرة على الحدود الشمالية من القطاع. ولفت إلى أن مصورا صحفيا يعمل في وكالة محلية أصيب بجروح متوسطة. وأشار إلى أن الجرحى نقلوا إلى مستشفيات محلية في مدينة غزة وشمال القطاع. وفي جنوب قطاع غزة أيضا أصيب شاب بنيران الجيش الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص على تظاهرة أخرى على الحدود الشرقية من مدينة خان يونس وفقا لذات المصدر. وذكر عناصر الأمن في الحكومة المقالة أن مواجهات دارت بين مئات الشبان والصبية والجيش الإسرائيلي على هامش المسيرة السلمية التي نظمتها اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة. ورشق الشبان والصبية الجنود الإسرائيليين بالحجارة حيث رد الجيش بإطلاق عدد من قذائف الدبابات والرصاص الحي تجاه المتظاهرين. وتجمع أكثر من ألف فلسطيني غالبيتهم من الشباب والصبية على طريق صلاح الدين الرئيس قرب معبر ايريز حيث اقترب المئات منهم من الجدار الأسمنتي والأسلاك الشائكة الفاصلة بين إسرائيل شمال القطاع. وفي الضفة الغربية، قالت مصادر طبية فلسطينية إن 17 فلسطينيا نقلوا إلى مستشفى رام الله جراء إصابتهم في مواجهات وقعت مع الجيش الإسرائيلي عند معبر قلنديا في الضفة الغربية, أطلق الجيش فيها قنابل الغاز والرصاص المطاطي ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق. وجرت مسيرة مركزية في مدينة رام الله انطلقت من قبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وشارك فيها الآلاف الذين ارتدوا اللون الأسود، وأطلقت في تمام الساعة ال12 ظهرا صفارات الإنذار لمدة دقيقة واحدة معلنة عن توقف لحركة السير. ومنعت قوات الأمن الفلسطينية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المتظاهرين من الذهاب إلى حاجز حوارة العسكري، وحصلت اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في مخيم العروب وقريتي بيت امر وبني نعيم بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أسفرت عن إصابة تسعة فلسطينيين بإصابات وصفت بالمتوسطة. وعند الجانب اللبناني، أفاد مصدر طبي أن ستة أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من 70 آخرين بجروح بينهم 13 إصاباتهم خطرة أمس في إطلاق نار إسرائيلي على الحدود اللبنانية خلال تظاهرة في بلدة مارون الراس نظمها لاجئون فلسطينيون قدموا في حافلات تحمل أسماء قراهم المهجرة إلى الحدود. ويتذكر الفلسطينيون في يوم «النكبة» نزوح نحو 760 ألف فلسطيني من فلسطين. وقد انضم إليهم آخرون في أعوام لاحقة، ويبلغ عدد اللاجئين والمنحدرين منهم حاليا 4.8 مليون، يتوزعون خصوصا بين الأردن وسورية ولبنان والأراضي الفلسطينية .