قتل أكثر من 14 شخصا وجرح 225 آخرون أمس عندما أطلق جنود إسرائيليون النار على متظاهرين سوريين وفلسطينيين كانوا يحاولون عبور خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، بحسب ما ذكر التليفزيون السوري. وأورد التليفزيون «قتل 14 شخصا بينهم امرأة وطفل وأصيب 225 آخرون بالرصاص الإسرائيلي على مشارف الجولان». وأوضحت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا أن «المتظاهرين، وهم بالمئات، كانوا سوريين وفلسطينيين». ورفع مئات المتظاهرين الأعلام الفلسطينية والسورية وحاولوا قطع أسلاك شائكة قبل حقل ألغام قرب بلدة مجدل شمس في الجولان. وجاء هذا التحرك لإحياء ذكرى حرب يونيو 1967 التي احتلت خلالها إسرائيل هضبة الجولان السورية. من ناحية أخرى على الجبهة اللبنانية حاول عشرات الفلسطينيين، الذين تجمعوا عند مدخل بلدة العديسة الجنوبية الحدودية مع إسرائيل، الوصول إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في الذكرى 44 لحرب يونيو 1967، مطالبين بحق العودة إلى أرضهم. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن «أكثر من 40 شابا قدموا من المخيمات الفلسطينية تجمعوا ظهر أمس عند المدخل الشرقي لبلدة العديسة». وحمل الشباب الأعلام الفلسطينية وهتفوا ضد إسرائيل، مطالبين بالعودة إلى بلادهم. وكانت منظمات فلسطينية ولبنانية دعت إلى تظاهرة في ذكرى «النكسة» على الحدود اللبنانية مع إسرائيل، لكن السلطات الرسمية اللبنانية قررت منع أي تحرك في المنطقة الحدودية بهذه المناسبة، ودعت قيادات فلسطينية إلى صرف النظر عن التوجه إلى منطقة الحدود بعد قرار السلطات اللبنانية. وأضافت الوكالة أن «قوة من الجيش اللبناني القريبة من المكان طوقت التجمع وطلبت من الشباب الفلسطينيين عدم الاقتراب من السياج الشائك الذي يفصل لبنان عن إسرائيل». ويأتي هذا التحرك الفلسطيني وسط تدابير أمنية مشددة اتخذها الجيش اللبناني بمناسبة ذكرى «النكسة». وكانت مصادر عسكرية إسرائيلية أعلنت مسبقا أمس أن الجيش والشرطة الإسرائيليين أبقيا على حالة التأهب تحسبا لتظاهرات فلسطينية محتملة في الذكرى ال44 لحرب يونيو 1967. وقالت هذه المصادر إن التعزيزات الإسرائيلية التي أرسلت إلى الحدود مع لبنان في نهاية الأسبوع لم تسحب على الرغم من منع الجيش اللبناني تظاهرة كانت مقررة على الحدود مع إسرائيل. من جهة أخرى، انتشرت قوات كبيرة في شمال الجولان السوري المحتل في قطاع مجدل شمس كبرى البلدات الدرزية في الهضبة، تحسبا لأي طارئ. وعبر مئات المتظاهرين الحدود في ذكرى النكبة في 15 مايو الماضي، أي ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل في 1948، السياج الحدودي على الرغم من رصاص الجيش الإسرائيلي الذي فوجئ بهذه الحادثة غير المسبوقة التي أسفرت عن سقوط عشرة قتلى: ستة على الحدود اللبنانية وأربعة في الجولان. ومن حينها حفر الجيش الإسرائيلي خندقا على طول السياج وأقام أسلاكا شائكة إضافية وزرع المزيد من الألغام على طول خط وقف إطلاق النار. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي في 2010 أنه زرع في الجولان «نحو ألفي لغم محاطة بحواجز مشار إليها». وأرسلت تعزيزات أيضا إلى الحدود مع قطاع غزة والضفة الغربيةالمحتلة. وألغى الجيش مأذونياته في نهاية الأسبوع وجهز وحداته المنتشرة عند الحدود بأسلحة مكافحة الشغب على ما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي. وأعلن الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفلد أن «الشرطة الإسرائيلية عززت أيضا انتشارها خصوصا في القدسالشرقية وشمال البلاد ونشرت آلاف الرجال» لدعم القوات المنتشرة عند الحدود إذا اقتضى الأمر. واحتلت إسرائيل في الخامس من يونيو 1967 الضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان والقدسالشرقية. وكانت مسيرة حاشدة انطلقت من جميع المناطق اللبنانية ومن المخيمات الفلسطينية في ذكرى النكبة في منتصف الشهر الماضي إلى بلدة مارون الراس الحدودية وشهدت سقوط قتلى وجرحى لدى إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مئات المتظاهرين الفلسطينيين