تميزت مسيرات أحياء ذكرى النكبة هذه السنة بتعبئة حاشدة للفلسطينيين وأعمال عنف لا سابق لها، وسجلت المواجهات الأخطر في المناطق الحدودية مع إسرائيل في لبنان وسوريا، حيث قتل 12 شخصًا على الأقل. فعلى الحدود اللبنانية، قتل عشرة أشخاص وأصيب 112 آخرون بجروح في إطلاق نار إسرائيلي خلال تظاهرة تخللها رشق للجانب الإسرائيلي من الحدود بالحجارة، في الذكرى الثالثة والستين لنكبة فلسطين. يأتى هذا فيما اشارت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إلى «استشهاد اثنين واصابة 170 بجروح من المواطنين العرب الذين احيوا ذكرى النكبة في منطقتي عين التينة في محافظة القنيطرة ومجدل شمس في الجولان المحتل جراء اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع» وقتل فلسطيني واصيب عشرات آخرون بنيران الجيش الإسرائيلي في مواجهات على هامش تظاهرة في الذكرى 63 للنكبة قرب معبر بيت حانون (ايريز). من جهته شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن إسرائيل مصممة على ما اسماه الدفاع عن حدودها من جهته قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن الدماء التي أريقت اليوم”امس” على الحدود السورية واللبنانية الإسرائيلية وفي قطاع غزة والضفة الغربية هي دماء من اجل حرية الشعب الفلسطيني. وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الفلسطيني بمناسبة إحياء الفلسطينيين للذكرى السنوية 63 للنكبة”أترحمُ على شهدائنا الذين سقطوا اليوم على يد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وهم يتظاهرون لإحياءً ذكرى النكبة داخل الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعلى الحدود السورية واللبنانية». وصدمت شاحنة عددا من العربات والمارة في تل أبيب أمس، مما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 17 آخرين وقالت الشرطة إنها تحقق فيما إذا كان الهجوم متعمدا. وذكرت الشرطة أنها ألقت القبض على سائق الشاحنة الذي اتضح أنه شاب عمره 22 عاما من سكان قرية كفر قاسم العربية بوسط إسرائيل. الجيش اللبنانى اصدر بيانا جاء فيه: على الرغم من التدابير المشددة التي اتخذتها وحدات الجيش اللبناني في منطقة مارون الراس لمواكبة تجمع المحتشدين بمناسبة يوم النكبة، أقدمت قوات العدو الإسرائيلي على اطلاق النار باتجاه التجمع المذكور مما ادى إلى استشهاد عشرة من المحتشدين واصابة 112 آخرين بجروح مختلفة، بعضهم في حالة الخطر”. وادان الرئيس اللبناني ميشال سليمان «الممارسات الإسرائيلية الاجرامية ضد المدنيين في جنوب لبنان» واعتبر رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي، أن “قيام إسرائيل باطلاق النار على المتظاهرين السلميين على حدودنا الجنوبية هو عدوان سافر وغير مقبول”. وكان آلاف الاشخاص تجمعوا في بلدة مارون الرأس الحدودية قبل ظهر امس وقد جاءوا في حافلات من مناطق لبنانية مختلفة في “مسيرة العودة إلى فلسطين”. وتمكن العشرات من المتظاهرين من اختراق صفوف الجيش اللبناني والاقتراب من الشريط الشائك الحدودي رغم محاولات الجيش ثنيهم عن ذلك باطلاق النار في الهواء، واخذوا يرشقون الجانب الإسرائيلي بالحجارة ويلوحون بالاعلام الفلسطينية.كما علقوا اعلاما فلسطينية على الشريط الشائك. وبعد اكثر من ساعة من القاء الحجارة ومواد اخرى صلبة في اتجاه الجنود الإسرائيلييين المتواجدين على بعد عشرات الامتار من المتظاهرين، اطلق الإسرائيليون النار، ما تسبب بالاصابات وعند الحدود بين إسرائيل وسوريا، اطلق الجيش الإسرائيلي النار على فلسطينيين قادمين من سوريا اخترقوا الحدود بينها وبين هضبة الجولان المحتلة في ذكرى النكبة، وفق مصادر امنية إسرائيلية. وتحدثت مصادر طبية في الجولان عن مقتل متظاهرين اثنين واصابة اربعة آخرين بجروح بالغة. و ادانت وزارة الخارجية السورية في بيان “بشدة” الممارسات الإسرائيلية “الاجرامية” في الجولان وفلسطينوجنوب لبنان مطالبة المجتمع الدولي بتحميل إسرائيل كامل المسؤولية.