حل التعبير عن الشكوك والمخاوف امس الثلاثاء محل الآمال باطلاق سراح الفرنسيين المحتجزين رهينتين في العراق عما قريب بعد نشر بيان يشترط مطالب جديدة لاطلاق سراحهما على موقع على شبكة الانترنت. واستقبلت وسائل الاعلام الفرنسية البيان الذي نشر على هذا الموقع يوم الاثنين وطالب الخاطفون فيه بفدية قدرها خمسة ملايين دولار في غضون 48 ساعة لاطلاق سراح الصحفيين بتشكك واسع النطاق وطالبت المسؤولين بتوخي (أقصى درجات الحذر). وأكدت التقارير الاذاعية الصباحية أن تصريح وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه الاخير الذي قال فيه: أعتقد أن احتمال التوصل الى نتيجة ايجابية قائم كان اكثر تصريحاته حذرا حتى الان بشأن مصير الصحفيين كريستيان شيزنو وجورج مالبرونو. وأثارت صحيفة لو تلجرام في افتتاحية لها تساؤلات عن استراتيجية فرنسا التي تعتمد فيها على معارضتها للحرب على العراق لكسب محتجزي الرهائن في صفها قائلة انه: مع مرور الايام تتسلل الشكوك. وأضافت: توضيح أواصر الصداقة لا يتمتع بوزن يذكر في منطقة لا تسمع فيها الا لغة المسدسات. ممارسة لعبة الصداقة الحميمة ليست كافية. وجاء في البيان الذي نسب الى جماعة الجيش الاسلامي في العراق التي تحتجز الرهائن ان المتشددين كانوا يعتزمون اطلاق سراح الرهينتين غير أن الهجمات التي تشنها الولاياتالمتحدة على المنطقة حالت دون قيامهم بذلك. وأرسلت شرائط فيديو باسم الجيش الاسلامي في العراق الى قناة الجزيرة القطرية تظهر الصحفيين منذ احتجازهما في 20 اغسطس. ودعا البيان الذي صدر يوم الاثنين الى اعلان هدنة مع زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن والتعهد بعدم التعامل عسكريا او تجاريا مع العراق وهي المطالب التي بدا أنها موجهة لفرنسا. وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران قد قال: نحن نأخذ هذا النوع من المعلومات دائما على محمل الجد ... نحاول التثبت من مصداقيته وهو مالم يثبت في الوقت الحالي. وذكر البيان أن الجماعة ستقبل بتلبية مطلب واحد من مطالبها وحذرت من مغبة أي محاولة لمهاجمتها ووجه البيان تحذيرا طالب فيه الخاطفون بعدم مهاجمتهم مثلما حدث في اليوم الذي كانوا يعتزمون فيه تسليم الرهائن. وصعقت فرنسا بحادث اختطاف الرهينتين رغم معارضتها الحرب على العراق وعدم ارسالها قوات الى البلاد. واستقطبت فرنسا على الفور تأييدا غير مسبوق من العواصم العربية والجماعات الاسلامية لممارسة الضغط على المتشددين كما كانت متفائلة بنجاح هذه الاستراتيجية الى حد أن وزراء أعلنوا الاسبوع الماضي أن اطلاق سراح الرهينتين بات وشيكا. وقال فؤاد علوي الامين العام لاتحاد المنظمات الاسلامية في فرنسا للصحفيين والذي زار العراق لتأمين اطلاق سراح الرهينتين ان المحادثات وصلت لمرحلة التسليم الا ان تصاعد اعمال العنف تسبب في تعثرها. وفي وقت لاحق تساءل زعيم فرنسي مسلم آخر ما اذا كان الهجوم الامريكي حول اللطيفية في منطقة تقع الى الجنوب من بغداد كان متعمدا لمنع اطلاق سراحهما. وقال رئيس الاتحاد الوطني لمسلمي فرنسا محمد البشاري لقناة ال.سي.اي التلفزيونية انه أمر غريب فحين تجري مناقشة هذا الامر نجد أن مطار بغداد قد أغلق وأن الطرق الى بغداد والى عمان مغلقة. لذا نستطيع أن نرى أن القوات الامريكيةوالعراقية لا تريد هذا الافراج.