أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك مساء امس الاحد ان وزير الخارجية ميشال بارنييه سيتوجه على الفور الى المنطقة لاجراء الاتصالات اللازمة وتنسيق الجهود لضمان اطلاق سراح الصحافيين الاثنين المحتجزين كرهائن في العراق، مؤكدا ان كل شيء سيبذل لتحقيق هذا الهدف، داعيا الى اطلاق سراحهما.وأعلن ناطق الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسو ان بارنييه سيبدأ في القاهرة جولته على عدد من دول منطقة الشرق الاوسط في مسعى لاطلاق سراح الصحافيين الفرنسيين المحتجزين من قبل مجموعة اسلامية في العراق. وقد أعلنت جماعة تطلق على نفسها "الجيش الاسلامي في العراق" أنها خطفت الصحفيين الفرنسيين كريستيان شيسنو وجورج مالبرونو مطالبة باريس بالغاء الحظر المفروض على الحجاب في المدارس الحكومية خلال 48 ساعة. واعلن شيراك في كلمة متلفزة من قصر الاليزيه ان بارنييه سيتوجه على الفور الى المنطقة لاجراء الاتصالات اللازمة وتنسيق الجهود في المكان مع ممثلينا في المنطقة لاطلاق سراح الصحافيين الاثنين المحتجزين في العراق بايدي مجموعة مسلحة. وقال انه لا يملك معلومات اضافية حول مصير الصحافيين اللذين خطفا في العراق في العشرين من آب اغسطس الماضي، ودعا الى اطلاق سراحهما مؤكدا ان كل شيء يبذل وسيبذل خلال الساعات والايام القليلة المقبلة للتوصل الى ذلك. واضاف شيراك ان الحكومة تحت سلطة رئيس الوزراء معبأة تماما لانقاذ الصحافيين المخطوفين، اليوم كل الامة موحدة لان ما هو على المحك هو حياة فرنسيين اثنين، والدفاع عن حرية التعبير وعن قيم جمهوريتنا. وبعد ان اعتبر أن فرنسا هي وطن حقوق الانسان وهي ارض التسامح قال ان فرنسا تضمن المساواة واحترام وحماية حرية الممارسة لكل الاديان في اطار قانوننا المشترك. كما اعتبر شيراك الذي كان من ابرز معارضي الحرب على العراق ان هذه القيم، قيم الاحترام والتسامح هي التي توجه عملنا في اي مكان من العالم وعلى ارضنا الوطنية. وهذه القيم ايضا هي التي توجه سياسة فرنسا في العراق. واشاد الرئيس الفرنسي بردة الفعل الاجماعية لممثلي مسلمي فرنسا دفاعا عن هذه المبادىء التي يتقاسمونها مع جميع مواطنيهم. وختم شيراك قائلا انني استنادا الى هذه الوحدة الوطنية اطالب علنا باطلاق سراح كريستيان شينو وجورج مالبرونو. ان كل شيء يبذل وسيبذل خلال الساعات والايام المقبلة للتوصل الى ذلك. وفي وقت سابق من امس الأحد دعت الحكومة زعماء الاقلية المسلمة في فرنسا (خمسة ملايين مسلم) الى حث الخاطفين على الإفراج عن الرهائن. ودون ان يذكر الخاطفين بالاسم أوضح وزير الداخلية دومينيك دو فيلبان ان فرنسا ليس لديها اي نية لالغاء الحظر على الحجاب الذي سيبدأ سريانه مع افتتاح المدارس يوم الخميس. وقال دو فيلبان بينما كان يحيط به زعماء مسلمون، نريد ان يعلم الجميع أن العلمانية في بلادنا لا تفرق الفرنسيين بل توحدهم. وقد بثت قناة الجزيرة الفضائية القطرية مساء السبت مقطعين سريعين من شريط فيديو يظهر فيه الصحافيان كريستيان شينو وجورج مالبرونو وهما يعلنان بانهما مخطوفان لدى مجموعة الجيش الاسلامي في العراق. وبحسب بيان الخاطفين الذي بثته الجزيرة، تطالب المجموعة بان تلغي فرنسا في مهلة 48 ساعة، القانون الذي يحظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، وذلك اعتبارا من نشر البيان، معتبرة ان هذا القانون ظلم وعدوان على الدين الاسلامي والحريات الشخصية. ولم ترفق هذه المجموعة التي تبنت قبل ايام قتل الصحافي انزو بالدوني، مطلبها باي تهديد واضح لحياة الرهينتين في حال لم تستجب باريس في حدود المهلة التي حددتها لها. وفي تركيا، أعلن ناطق وزارة الخارجية، نامق تان، لوكالة فرانس برس الافراج امس الاحد عن رهينتين تركيين كانا محتجزين في العراق مؤكدا انهما باتا حاليا في السفارة التركية في بغداد. وقال انه تم اطلاق سراح عبدالله اوزدمير وعلي داسكين بعد ظهر امس بفضل الجهود التي بذلتها السلطات التركية المعنية وهما حاليا في سفارتنا في بغداد. وكان التلفزيون التركي "إن تي في" قد بث الاربعاء صور تركيين محتجزين في العراق كرهائن لدى عناصر مسلحة هددوا بقتلهما في حال لم تنسحب الشركة التي يعملان لحسابها من العراق خلال مهلة 72 ساعة. وقال التلفزيون نفسه ان اوزدمير وداسكين وهما مهندسان، خطفا من مكان عملهما في العراق.