عزيزي رئيس التحرير موضوعي هذا اليوم موضوع معقد وشائك ساهم في ذلك التعقيد الكثير من أولياء الاسر وربما مزاجية بعض الفتيات اللاتي لا يعرفن نهاية مزاجيتهم اين ستذهب بهم انها (العنوسة) هذا الخطرالذي داهم الكثير من البيوت... فتظل العنوسة واحدة من أكثر المشكلات التي تؤرق البيوت. وعلى الرغم من أن الفتاة في مجتمعنا قد خرجت الى العلم والعمل ويعتقد كثيرون ان ذلك منحها فرصة أوسع لاختيار شريك العمر إلا أن الواقع المر يقول ان الاحصاءات الواردة بذلك لا تبدو مطمئنة. وبغض النظر عن الظروف والعوامل المتشابكة خلف هذه الظاهرة فإن بعض الفتيات يحملن الأهل مسؤولية تأخرهن في الزواج بسبب مغالاتهم في طلباتهم من مهر وتكاليف زفاف وخلافه، أو بسبب اصرارهم على ان يكون العريس يحمل صفات معينة. ناسين كلام الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام حين قال: (اذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه). من الطبيعي أن يبحث الآباء والأمهات عن سعادة بناتهم فهل من المعقول ان يتسببوا في تعاستهن بإلصاق صفة العنوسة بهن لأسباب يرونها مبررة غير مبالين بقطار العمر الذي يمر سريعا على هؤلاء الفتيات المغلوبات على أمرهن.. لا أحد يرضى بأن تظل ابنته عانسا لذلك لابد ان نظهر المرونة في تقويم العريس المتقدم وان يتم اشراك البنت في اتخاذ القرار، باعتبارها صاحبة الشأن. ان التزمت والعناد في هذه المسألة لن يعودا الا بالنتائج الوخيمة فقد يحملن لقبا هو الأسوأ لهن (عانس) بسبب عزوف الشباب عن طلب يدهن على اثر الشروط التعجيزية. كما لا أنسى الجانب الآخر في سبب العنوسة أن بعض الفتيات يضعن شروطا صعبة التحقيق في معظم الشباب فيرفضن من يتقدم اليهن في انتظار أن يتقدم لهن كامل الاوصاف الذي لا وجود له. وهناك آباء يرفضون تزويج بناتهم بأي شخص من خارج محيط العائلة من دون أن يغفل الاشارة الى الشرط المادي الذي يضعه العديد من الأهل فهاتان الفكرتان تعكسان قلق الاهل على مستقبل البنت. ففي اعتقادهم ان الاقرباء ربما يراعونها ويعرفون قيمتها اكثر من الغرباء كما انهم على قناعة بأن المستوى المادي المريح للعريس من شأنه أن يسهم في استقرار الزواج ولكن هذه الشروط ليست كافية لتحقيق ما يظنونه. وبالتالي ربما يضيعون على ابنتهم فرصا اخرى كان يمكن أن تنجح وتكفيهم شر عنوسة ابنتهم. سعيد محمد الهاجري