أفاد علماء نفس مختصون أن الأطفال الذين ينشأون في بيوت منظمة ومرتبة أكثر تفوقا ونجاحا في حياتهم الدراسية والعملية من الذين يتربون في بيوت فوضوية تنقصها العناية والترتيب. وأظهرت الدراسة الجديدة التي أجراها الباحثون في معهد لندن للطب النفسي أن النشأة في بيوت قذرة وغير مرتبة، ومليئة بالصراخ والضجيج، تسيء إلى عقول الأطفال وتصيبها بالتشوش والضياع وتجعلهم أقل ذكاء وقدرة على التفكير. ووجد العلماء بعد متابعة حوالي 8 آلاف طفلا من التوائم المتماثلين وغير المتماثلين ولدوا في بريطانيا بين العامين 1994 - 1996 وذلك لضمان أن العامل البيئي هو الذين يلعب دورا وليس العامل الوراثي أن الأطفال الذين تربوا في منازل فوضوية واجهوا صعوبة أكبر في القدرة على التخيل التي يكتسبها الإنسان بفطرته. وبينت الدراسة التي نشرتها مجلة "نيوساينتست" العلمية أن المنازل التي يبنيها آباء أغنياء ومتعلمون ومثقفون أكثر ترتيبا وتنظيما وعناية، مما أثر إيجابيا على الأطفال وجعلهم أكثر نشاطا وذكاء. وعند استثناء العوامل الجينية والوراثية من المعادلة وجد الباحثون أن الفوضى المنزلية تؤثر بصورة أساسية على معدل ذكاء الأطفال ومهاراتهم الذهنية فالصغار الذين عاشوا في بيئة هادئة ومنظمة أكثر ذكاء وتفوقا من أقرانهم الذين تربوا في بيئة فوضوية ومشوّشة وفقدوا القدرة على التعلم بطريقة طبيعية.