أظهرت دراسة بريطانية حديثة، أن أكثر ما يثير إعجاب الرجل في المرأة هو ذكاؤها، وأن النساء الجاهلات لا يثرن أي اهتمام لكن في نفس الوقت ورغم هذا الإعجاب إلا أن معظم عينة البحث رفضت الزواج من المرأة الذكية. «عكاظ» استطلعت آراء بعض الرجال والنساء حول مدى خوف الرجل من ذكاء المرأة وهل فعلا أن ذكاءها ينال من أنوثتها ويقلل من فرصها في الزواج. الدكتور ناصر العريفي، رئيس قسم الدراسات النفسية في جامعة نايف، يقول «الدراسة فيها شيء من الصحة فالرجل يعجب بذكاء المرأة ولكن لا يتمنى أن يكون زوجها، فالغالبية العظمى من الرجال يتمنون أن تكون زوجاتهم أقل منهم ذكاء، فالرجل بطبيعة الحال من سماته التي يقر عليها المجتمع إثبات الوجود والسيطرة وذلك من عدة جوانب اجتماعية بحيث يجب أن لا تكون أكثر منه ذكاء لأن ذلك ينقص من رجولته ويقلل من قدرته على السيطرة، وثقافية بحيث يفرض خواص الرجل على المرأة من خلال ثقافة المرأة وتربيتها مما يجعلها تقر بتفوقه عليها». ويضيف، «أما الجانب النفسي فكل إنسان يتمنى أن يكون الأفضل مقارنة بأي كان، فما بالك في المملكة الداخلية حيث تدخل فيها بعض الاضطرابات في الشخصية، فشعوره أن المرأة أكثر منه ذكاء سيفقده جزءا من شخصيته داخل الأسرة ويشعره بالغيرة منها ويحرك فيه عقدة النقص». ويزيد، «أنا شخصيا أتمنى أن تكون زوجتي أكثر ذكاء مني، لأن ذلك الذكاء سوف ينتقل إلى أبنائي من خلال العوامل الوراثية، في حين تزوجت من هي أقل ذكاء سوف أحصل على أطفال أقل ذكاء وأحيانا أكثر فوضى وعدم استقرار، وبالعكس ذكاء المرأة لا ينال من أنوثتها ولا يقلل فرصها في الزواج، بل قد يزيد منها في نظري ولكن أرى أن المرأة تحتاج إلى الذكاء الاجتماعي والفطري فهما مكملان لبعضهما». الباحث والمفكر عادل محمد أيد الدراسة وقال إن الرجل يفضلها دائما غير ذكية وخصوصا الرجل غير الذكي الذي لا يتقبل الرأي الآخر، وذلك سائد في جميع الشعوب، خاصة إذا كانت المرأة ممن تتبجح بذكائها ويشعر الرجل بالنقص، ويرى أنه على المرأة أن تتحلى بالأخلاق مع الذكاء لكي تستطيع أن توظف ذكاءها لصالحها ولا تشعر الرجل بالدونية حتي لا يكون ذكاؤها وبالا عليها، ومن وجهة نظري فإن المرأة الذكية أقدر على فهم الرجل وتتبع جميع احتياجاته، وهو يفضلها ألف مرة على غير الذكية، فهي الملهمة للرجل وهي التي تدفعه إلى الأمام دائما، والعاقل هو من يوظف عقل المرأة الذكية لخدمته وخدمتها والمرأة محدودة الذكاء حمل ثقيل على الرجل المبدع المفكر حيث يضطر إلى تجاهلها لتستمر الحياة. موسى إعلامي يرى أن الرجل الذي يخشى ذكاء المرأة ويرفض الارتباط بها عنده مشكلة أو يعاني من عقدة نقص، ويخاف من المرأة الذكية أن تكتشفها، وقال «بالعكس المرأة الذكية إضافة للرجل وهي القادرة على إسعاده أكثر من تلك الأقل ذكاء التي قد يعاني الكثير حتى يوصل لها ما يريد، فالذكية بمجرد إشارة أو تلميح تصل إلى ما يريد الرجل مما يسعده ويضفي على حياته الكثير من البهجة والسرور». بينما يفضلها الإعلامي خالد الحارثي، ذكية ولكن في حدود ما يجعلها تسير حياتها وتهتم بأبنائها دون اللجوء إليه دائما، وأن لا توظف ذلك الذكاء في التجسس على الزوج وتتبع عثراته مما يحيل الحياة إلى جحيم، ويعتقد أن الرجل الذي لا يفضل المرأة الذكية، قد تكون له مآرب أخرى مثلا كأن لا تكتشف ما يفعله في الخفاء. حصة الحمد معلمة، ترى أن الزواج من امرأة ذكية له ميزات أولها أنها ستورث أبناءها هذا الذكاء، وثانيا أنها بذكائها وفطنتها تستطيع أن تشاركه التفكير فيما يعترضه من مشاكل وهموم وأحزان، ولا ننسى أن وراء كل رجل عظيم امرأة وهي بالتأكيد ذكية وليست غبية. لمى السويد موظفة بنك تقول إن ذكاء المرأة إيجابي عند الرجل الواعي والواثق من نفسه أولا، وسيكون ذكاء المرأة إذا ارتبط بها الرجل عونا له ولكن مع احترامها لوضعه الاجتماعي كزوج. وتقول إيمان العامر مديرة مبيعات، الذكاء نعمة كبرى على الإنسان سواء الرجل أو المرأة.. ولكن عادة من يحتج على ذكاء المرأة هم الرجال غير المستقيمين الذين يخشون من المرأة الذكية التي لا تنطلي عليها أكاذيبهم وحيلهم ويخافون أن تكشفهم حقائقهم.