كان ابوبكر الرازي في طبيعته ميالا الى اجراء التجارب العلمية في المختبر لاكتشاف المجهول, لاعتقاده القوي ان الكيمياء تتطور وتقوم على نتائج التجارب العلمية. بهذا حقق شهرة عريضة جدا بافكاره العلمية المتقدمة التي توصل اليها. وقد لخص فاضل احمد الطائي في كتابه اعلام العرب في الكيمياء, وصف الاجهزة والمواد الكيميائية والتدابير التي كان يستعملها ابوبكر الرازي وهي: (1) التنقية وتتضمن هذه العملية ازالة الشوائب عن المادة التي يتوخاها الكيماوي, وتستخدم في هذه العملية طرائق متعددة كالتقطير, واعادة التبلور, والذوبان في مذيبات متباينة. (2) التقطير وتتضمن هذه العملية تحويل السائل بواسطة الحرارة الى بخار, ثم تكثيف البخار ثانية الى سائل بواسطة المكثف الابنيق, واستلام السائل المتكاثف في دورق خاص, وتستعمل هذه الطريقة لفصل السوائل المتطايرة من غير المتطايرة. (3) التشوية (الاشواء) حيث يستخدم فيها الهواء الساخن, اي: الحمام الهوائي حيث توضع المادة في صلابة بعد بلها بالماء ثم تنقل الى قارورة داخل قارورة اخرى, وتسخن الاخيرة على نار حتى تزول الرطوبة, ثم يسد فم القارورة الداخلية التي تحتوي المادة ويستمر التسخين. (4) الملغمة وهي عملية مزج المعادن بالزئبق حيث يتحد الزئبق بها, وتعتبر هذه العملية في ذلك الوقت تمهيدا لعمليتي التكليس والتصعيد. (5) التسامي والتصعيد: ان بعض المواد الصلبة تتحول الى مواد غازية ثم تتكاثف على هيئة بلورات صلبة دون ان تنصهر, وتتحول الى سائل, ولهذا الغرض توضع المادة في دورق يتصل به انبوب طويل يرتفع الى الاعلى, (المكثف الهوائي), فعند تسخين المادة في الدورق تتحول الى غاز ثم تتكاثف جدران الانبوب الطويل (المكثف الهوائي) على هيئة بلورات صلبة. وكثيرا ما تستعمل هذه الطريقة في تنقية المواد المتسامية, وقد وصفها الرازي وصفا لا يختلف كثيرا عما هي عليه العملية في الوقت الحاضر. والتصعيد عملية كيمياوية تستهدف الحصول على الجزء المتطاير من المادة, فعندما تكون المادة محتوية على اجزاء غير متطايرة, اي: لا تتحول الى بخار في درجات الحرارة دون مائة درجة مئوية واجزاء تتحول إلى بخار تحت الدرجة المذكورة فعند تسخين هذه المادة في حمام مائي لا تزيد درجة حرارته على (100) درجة مئوية, تتصاعد الاجزاء المتطايرة وتبقى الاجزاء الثابتة (غير المتطايرة) ويسهل جمع الاجزاء المتطايرة باستعمال المكثف واستقبالها في دورق خاص. (6) التكليس وتشبه هذه العملية التشوية او الاشواء, الا ان في هذه العملية يكون التسخين مباشرا الى ان تتحول المادة الى مسحوق. (7) التشميع وتتلخص هذه العملية كيمياويا باضافة مواد تساعد على انصهار المواد الاخرى, فمثلا عند اضافة كاربونات الصوديوم الى الرمل يسهل انصهار الاخير, وتتم عملية صنع الزجاج, وقد استعمل الرازي املاحا كثيرة في صهر المواد العضوية.