إن هناك تناميا في كل من واشنطن وتل أبيب لفكرة توجيه ضربة استباقية للبرنامج النووي الإيراني على غرار الضربة الاستباقية للمفاعل النووي العراقي في العام 1981 وتبني هذا التوجه يأتى بناء على فشل الجهود الدبلوماسية لإقناع إيران بوقف أنشطتها النووية بالإضافة إلى تزايد الخطر الداهم لقدرات إيران المتوقعة في السنوات القليلة المقبلة. ويستطرد الكاتب في وصف تنامي القدرات النووية والعسكرية لإيران وما يمثله هذا التنامي من تهديد لأمن إسرائيل . ان رغبة الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات دولية على إيران تصطدم برفض الأوروبيين وروسيا والصين، في الوقت الذي يراوغ النظام الإيراني ويخرق تعهداته مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ان الضربة الاستباقية يمكن تجنبها مؤقتا على الأقل في حالة موافقة الأممالمتحدة على فرض عقوبات مؤثرة على إيران ، ولكن إذا لم يحدث ذلك فإن إيران يمكن أن تصبح العضو الثاني من محور الشر الذي يدفع ثمن غطرسته. ويجب ان نعرف أن ملف أسلحة العراق المثير للجدل قد بات جزءا من الماضي ليصبح الملف الإيراني مشكلة المستقبل. السبب خطورة تزايد القدرات النووية لإيران والتهديد الذي يتجاوز اسرائيل ليشمل دولا عربية مثل مصر والسعودية. اما الموقف السلبي للدول الأوروبية الذى يستبعد اتخاذ اى اجراءات صارمة مثل استخدام القوة العسكرية أو حتى فرض عقوبات اقتصادية تضغط على إيران لوقف أنشطتها النووية المحظورة حيث يجب على أوروبا القيام بدور فعال لحل الأزمة وأن تكف عن انتقادها السياسة الأمريكية والعمل معها كشريك للحد من انتشار الخطر النووي.