بينما كان جون كيري يؤكد على وعوده الانتخابية بسحب معظم القوات العسكرية من العراق خلال عام على الأكثر، اشتبكت الوحدة الحادية عشرة مشاة الاستكشافية في قتال مع مئات من رجال الميليشيات في مدينة النجف. ووصفت القتال بالأشرس من نوعه منذ عدة اشهر 0إنه تأكيد على مواجهة كيري أو بوش ،إذا كتب له البقاء، الكثير من الصعوبات في سبيل مساعدة العراق لتشكيل حكومة منتخبة تنعم بالأمن. ان القتال الذي أثاره الزعيم مقتدى الصدر هدف إلى زعزعة استقرار الحكومة العراقية المؤقتة بقيادة رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي أكثر من مقاومة قوات التحالف. الدليل أن قوات المشاة الأمريكية لم تتدخل في الاشتباكات إلا بعد أن فقدت قوات الشرطة العراقية السيطرة على الموقف واستنجدت بها. ان السياق الأمني في العراق قد تغير بعد سقوط نظام صدام حسين وأن هذا التغيير بات جليا في نقل السلطة للعراقيين وحكومة أياد علاوي في 28 يونيو الماضي. يجب تغيير السياق الأمني الدولي في العراق كذلك، عن طريق إرسال حلف الناتو لمجموعة من الضباط من اجل تدريب قوات الأمن العراقية وتخطيطه لإرسال مئات آخرين في الخريف القادم، مؤكدة على أن تلك الخطوات توطد شرعية الحكومة العراقية وتزيد من دعم التحالف الدولي للولايات المتحدة. ويجب ان نوضح خطورة قرار علاوي وقوات التحالف بمواجهة القوات الموالية للصدر على أرض مدينة النجف ، وأن من شأن ذلك إما أن يزيد من البغض لعلاوي أو أن يظهره في صورة من يحاول إعادة الأمن الذي يبتغيه العراقيون إلى المدينة. ونعترف بان علاوي على ما قام به من إنجازات لوقف العنف وتوحيد الآراء، فاقت ما أنجزته قوات التحالف خلال 13 شهرا كعرضه للعفو الشامل خلال شهر لمن يسلم نفسه من الذين اقترفوا جرائم طفيفة وإغلاقه مكتب قناة الجزيرة بدعوى ترويجها للعنف ضد العراقيين 0المهم اننا نؤكد ان الحل الأمثل يكمن في إجراء انتخابات حرة . إن من شأن الانتخابات أن توجه كافة الشيع والأحزاب المتناحرة في العراق للسياسة بدلا من النزاع المسلح. وفى النهاية يمكن القول إن تلك الخطوات تبعث الأمل في قدرة العراق خلال الشهور القادمة، على الحد من الفوضى الأمنية عن طريق زيادة الأمن السياسي، مؤكدة على أن الديموقراطية بدأت في ضرب جذورها في العراق.