أعلن مستشار الامن الوطني العراقي موفق الربيعي ان الحكومة العراقية قررت استئناف العمليات العسكرية في النجف ضد ميليشيا جيش المهدي بعد فشل المفاوضات معها لوقف القتال، وفي حين حمل الزعيم الجنوبي مقتدى الصدر رئيس الوزراء اياد علاوي مسؤولية المعاناة في النجف وطالبه بالرحيل عن السلطة امتثالا لإرادة الشعب العراقي، صرح الناطق باسمه ان علاوي هو الذي أنهى المحادثات لوقف القتال، محذرا من ارتكاب مجزرة، مشيرا الى أن القوات الامريكية كانت مساء أمس تزحف على النجف من محورين، بعد يوم من فسحة وقف إطلاق النار. من المسؤول عن الفشل؟ وردا على سؤال في مؤتمر صحافي حول ما اذا كان فشل المفاوضات يعني استئناف العمليات العسكرية، قال الربيعي: نعم ستستأنف، يؤسفني جدا ان اعلن لكم فشل الجهود التي بذلت للتوصل الى حل سلمي للازمة في النجف. واعتبر الربيعي ان حكومة علاوي تريد حياة لائقة لجميع العراقيين ومنهم الذين ينتمون الى احزاب سياسية ومن بينهم اولئك الذين ينتمون الى حركة مقتدى الصدر كما نريد بناء عراق ديموقراطي وحر. وقال بذلنا الكثير من الجهود خلال الايام العشرة الماضية. منذ اليوم الاول لاندلاع الازمة حاولنا الاتصال بالطرف الاخر، منذ ثلاثة ايام طلب مني مقتدى الصدر عبر وسيط المجيء الى النجف للقائه واعرب عن رغبته في حل الازمة.. ولكن مجموعة صغيرة لم تكن تريد ان يحصل هذا اللقاء، ولم يعط تفصيلا بشأن ذلك لكنه قال ان الحكومة ترى انه آن الاوان كي أضع حدا للمفاوضات والعودة الى بغداد وعندما يريد مقتدى الصدر ان يجتمع بي سأعود. وصرح الزعيم الجنوبي ان العراقيين يريدون استقالة الحكومة المؤقتة مؤكدا انه يرفض اي منصب سياسي طالما استمر الاحتلال الامريكي للعراق. وقال الصدر لتلفزيون الجزيرة، ان استقالة الحكومة العراقية المعينة من قبل الاحتلال مطلب شعبي .. الشعب رافض لها ولا بد ان اكون انا ايضا رافضا لها كوني ناطقا باسمهم وواحدا منهم. وذكرت المحطة القطرية ان الصدر كان يتحدث قبل اعلان الربيعي فشل المفاوضات. وقال الصدر ان الحرب في النجف شنت لأنه تصدى للدفاع عن حقوق العراقيين مطالبا باعادة الخدمات للعراقيين ولأنه رفض المشاركة في المؤتمر الوطني العراقي. وكان الصدر قد ألقى خطبة الجمعة في النجف أكد فيها أنه باق في المدينة. وحث المقاتلين على الثبات والاستشهاد. وقال لن يستطيع أحد إجباري على المغادرة .. لقد تخلصنا من صدام ليحل مكانه من هو أسوأ منه. واتهم علي سميسم، الناطق باسم الزعيم الجنوبي، رئيس الحكومة العراقية بأنه هو الذي انهى المحادثات لوقف القتال، محذرا من أن هناك مؤامرة لارتكاب مجزرة في المدينة. وقال في لقاء صحفي، نحن اتفقنا مع الربيعي على جميع النقاط، إلا أن رئيس الحكومة أنهى الموضوع وأعاده الى بغداد والقوات الامريكية الآن تزحف على النجف من محورين. وناشد سميسم الربيعي كمسلم وعربي وانسان ان يقول الحقيقة للتاريخ .. لماذا انهارت المفاوضات بعد ان اتفق معي على كل شيء، وأكد ان الربيعي يتعرض لضغوط شديدة جدا. وقال إن فشل المفاوضات ما هو إلا مؤامرة تهدف الى ارتكاب مجزرة كبيرة في العراق والمستهدف ليس التيار الصدري فقط .. المستهدف كل شرفاء العراق وكل من يرفض الاحتلال ومن يرفض الاستعمار. كما أكد أحمد الشيباني، ناطق آخر باسم مقتدى الصدر، أن الأخير مستعد للموافقة على قوة تابعة للأمم المتحدة بدلا من قوة الاحتلال، وذلك من أجل إنهاء الأزمة. وكانت المواجهات بدأت قبل عشرة أيام بين ميليشيا الصدر التي تدافع عن مساحة لا تتعدى الكيلومتر المربع وسط النجف القديمة الذي يتوسطه مرقد الامام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وبين القوات الامريكية التي تقوم بدعم قوات الامن والحرس الوطني العراقية. درع بشرية وقد شكل الاف المتظاهرين الذي قدموا من عدة انحاء من العراق لدعم ميليشيا الصدر، طوقا سلميا حول المداخل الاساسية للمدينة القديمة في النجف ومرقد رابع الخلفاء الراشدين. وقال مراسل فرانس برس ان مئات من المتظاهرين ومعظمهم من الشبان جلسوا في مقاطع الطرق والشوارع الاساسية المؤدية الى البلدة القديمة تضامنا مع مقاتلي النجف وللحؤول دون دخول قوات الاحتلال، كما قال محمد علي الذي حضر من بغداد. والتقى وفد كبير من الفلوجة عددا من شخصيات النجف. وضم الوفد الذي رافقته شاحنات محملة بالمواد الغذائية والادوية، العديد من علماء السنة وزعماء العشائر وشرطة الفلوجة. وقال الشيخ عبد الحليم الكبيسي ان الوفد توجه الى النجف لكسر طوق قوات الاحتلال وتقديم الدعم لمقتدى الصدر في اوقات الشدة، مؤكدا ان الوفد جاء لادانة ما تعرض له اشقاؤنا في النجف واحتجاجا على تدمير المدينة. وحمل العديد من الشاحنات وسيارات الشرطة يافطات كتب عليها من الأمة العراقية الى اشقائنا في النجف. رامسفلد متفائل بالحسم وأعرب وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد، عن ثقته بادارة الازمة في النجف من قبل قوات التحالف والسلطات العراقية. وقال خلال مؤتمر صحافي عقب محادثات اجراها مع وزير الدفاع الروسي ايغور ايفانوف في سان بطرسبرغ وقبل الاعلان عن فشل المفاوضات مع الصدر، إنه لا يتتبع الوضع ساعة بساعة، لكن من الواضح ان تصرفات الصدر وميليشياته في النجف خارجة على القانون ومجحفة بحق السلام والنظام، على حد قوله. من جهته، قال ايفانوف ان روسيا كانت دعت الى مؤتمر يضم اطراف النزاع في العراق جميعا. اشتباكات دامية من جهة أخرى، أعلن الجيش الامريكي أن جنديين أمريكيين قتلا في هجومين منفصلين في محافظة الانبار غربي بغداد أمس السبت. واوضح بيان للجيش ان جنديا من المارينز قتل في المعركة وتوفي اخر من الفرقة الاولى لمشاة البحرية متأثرا بجروح اصيب بها اثناء عمليات عسكرية في الأنبار. وأعلن ناطق عسكري أمريكي، ان القوات الامريكية شنت امس السبت غارات جوية بالقرب من مدينة الفلوجة، غربي بغداد، بعد هجوم تعرض له عناصر من مشاة البحرية الامريكية (المارينز) لكنه لم يستطع ان يوضح ما اذا كانت هذه الغارات قد اوقعت ضحايا. وقال ان جنودا من مشاة البحرية متمركزين خارج الفلوجة تعرضوا لهجمات باسلحة رشاشة من العيار الثقيل وبالصواريخ المضادة للدروع (ار بي جي) من اماكن مختلفة عند الساعة 14. وفي الرمادي أفادت مصادر طبية بمقتل ثلاثة عراقيين وجرح ثلاثة آخرين في معارك بين القوات الأمريكية والمسلحين. كما أصيب عراقي وابنه بجروح خطيرة عندما تعرضت سيارتهما لإطلاق نار في المدينة نفسها. وسمعت امس أصوات طلقات نارية من أسلحة رشاشة في شارع حيفا في بغداد حيث وقعت منذ يومين مواجهة عنيفة بين مسلحين وأفراد من الشرطة العراقية مدعومة من القوات الأمريكية. وفي وقت سابق أمس، أعلن جيش الاحتلال أنه قتل 50 شخصا في مدينة سامراء (125 كلم شمال بغداد) بقنابل تزن حوالى 230 كلغ على مواقع وصفها بأنها تتبع المقاتلين، وذلك قبل فجر السبت. وقال الكابتن بيل كوبرنول من الفرقة الاولى لمشاة البحرية الامريكية ان قنابل بزنة 230 كلغ ألقيت على مواقع معادية قرب سامراء وقتل فيها 50 مسلحا. واضاف ان هذه الغارات تمت في اطار عملية "مصلاة كاجون 3" التي تنفذ من اجل ضمان حرية تنقل المواطنين العراقيين ومنع العدو من اتخاذ ملجأ في المنطقة، على حد قوله. وكانت فرانس برس قد نقلت عن مصادر المستشفى العام في سامراء ان 13 عراقيا على الاقل قتلوا بينهم 3 نساء وطفلان واصيب 84 اخرون بجروح. من جهتها اعلنت الشرطة ان مقرها عند مدخل سامراء اصيب باضرار من جراء المعارك وان ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا. واكدت الشرطة ان حوالي أربعين منزلا بينها مبان للبلدية ومكاتب الحزب السياسي لوزير الداخلية فلاح النقيب دمرت اثناء المعارك كما تم احراق عدد من السيارات المدنية. وافاد مراسل ان جوامع المدينة دعت عبر مكبرات الصوت، الشعب الى التبرع بالدم للمصابين في المستشفيات. وتمكنت عناصر ميليشيا الصدر من الاستيلاء قبل فجر السبت على مركزين للشرطة في مدينة الحلة (100 كلم الى جنوببغداد) اثناء معارك اسفرت عن سقوط 13 قتيلا و37 جريحا كما اظهرت حصيلة لدى مستشفى المدينة. واعلنت الشرطة ان ثلاثة شرطيين قتلوا الجمعة في معارك مع المسلحين مشيرة ايضا الى انها قتلت حوالي 40 عنصرا مسلحا في اشتباكات الحلة قبل فجر السبت. تعليق تصدير النفط وفي تطور لاحق، أعلنت شركة نفط الجنوب، ان السلطات العراقية أغلقت خط أنابيب النفط الرئيسي في جنوبالعراق بسبب أعمال العنف. ووصف مسؤول بالشركة الوضع في مدينة البصرة بأنه سيئ وإن عددا قليلا من العاملين ذهبوا إلى عملهم امس. وأضاف أن الإدارة رأت أن تحدي أنصار الصدر الذين هددوا باستهداف أنبوب النفط الرئيسي لن يكون قرارا حكيما. ويأتي قرار وقف ضخ النفط عبر خط الأنابيب بعد قرار آخر صدر يوم الاثنين بإيقاف الإنتاج في حقول النفط الرئيسية في الجنوب. يشار إلى أن حوالي 90% من نفط العراق يمر عبر البصرة، ويقول مراسلون إن أي إغلاق يقوض جهود الحكومة لجني مزيد من الأرباح مع ارتفاع أسعار النفط إلى أرقام قياسية. آلاف من العراقيين احتشدوا في البلدة القديمة في النجف قادمين من المدن الأخرى