قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء: إن انتقادات اعضاء في الحكومة الاسرائيلية "لن تخيفه"، مؤكدا انه سيواصل جهوده؛ من أجل احلال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرا إلى أن إعادة فرض العقوبات على إيران لا تستغرق خمس ساعات، وأن جميع البدائل مع ايران لا تزال على"الطاولة". وعما قاله حول إمكانية تزايد المقاطعة الدولية لإسرائيل، بحال عدم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، والانتقادات التي طالته بعد ذلك، قال كيري: "يجب توضيح إطار تعليقاتي، أنا لم أقل سوى ما يقوله الناس حول المشكلة القائمة. أنا شخصيا لطالما عارضت المقاطعة وقد قابلت 28 وزير خارجية في أوروبا؛ من أجل إقناعهم بعدم اتخاذ خطوات ضد إسرائيل." وأضاف: "لدي سجل من التصويت لصالح إسرائيل بواقع مائة في المائة خلال 29 سنة من العمل في الكونغرس." وكان أعضاء في حكومة بنيامين نتانياهو حملوا بعنف على كيري بعدما تحدث في ميونيخ للامن السبت، عن احتمال مقاطعة دولية لاسرائيل من أجل انتزاع تنازلات في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. ورأى وزراء اسرائيليون ان تصريحاته في المؤتمر الصحافي في ميونيخ "هجومية"، واتهموه بالسعي الى "تضخيم" التهديد بالمقاطعة. كما اتهمه وزير الاسكان الاسرائيلي يوري ارييل بانه ليس "وسيطا نزيها". ورد كيري الاربعاء على هذه الاتهامات مشيرا الى انه لا يعلق إلا نادرا على ما يقوله الآخرون. وقال هذا المحارب السابق في فيتنام الاربعاء لشبكة سي ان ان الامريكية بلهجة حازمة: "لقد هوجمت في السابق من أناس يستخدمون رصاصا حقيقيا، وليس كلمات وهذا لن يخيفني". وأكد وزير الخارجية الامريكي: "لن اتخلى عن القيام بما تعهد به الرئيس (باراك) اوباما في السعي لصنع السلام في الشرق الاوسط". وكان كيري نجح في احياء المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في تموز/يوليو لمدة تسعة أشهر. وهو يحاول اقناع الجانبين بنص اتفاق اطار للأشهر المقبلة للمحادثات، لم يكشف مضمونه. لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جينيفر بساكي قالت: ان كيري "لن يمضي الكثير من الوقت في الاهتمام بما يقوله الناس ضده". واضافت: إن "همه الاكبر هو تأثيرها او تأثيرها المحتمل على العملية. التصريحات ليست هجوما ضده بل في الواقع ضد عملية السلام بحد ذاتها". وقال كيري ل سي ان ان: "للأسف، هناك بعض الاشخاص في اسرائيل وفلسطين والعالم العربي والعالم الذين لا يحتملون عملية السلام". واضاف: إن "هناك بعض الاشخاص لا يحتملون (فكرة) الدولتين بالتحديد"، مؤكدا ان غالبية الناس تريد السلام. وكانت مستشارة البيت الابيض للامن القومي سوزان رايس صرحت الاثنين بأن الهجمات في اسرائيل ضد كيري "غير مقبولة". الاتفاق النووي وعن الاتفاق حول برنامج إيران النووي، رفض كيري ما تردده طهران عن نجاحها بتحقيق انتصار كبير قائلا: إن واشنطن لم تتعرض للخداع، وإن ما يقوله الإيرانيون لشعبهم "طبيعي" ورد على سؤال حول ما إذا كان يثق بالرئيس الإيراني حسن روحاني بالقول: "الأمر لا يتعلق بالثقة، بل بالتأكّد." ودافع كيري عن الاتفاق مع إيران قائل: إنه أوقف برنامجها النووي ودفعها إلى تدمير بعض مخزونها من اليورانيوم المخصّب. وأضاف: "يمكنني أن أنظر إلى عيني رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأقول له إن إسرائيل والمنطقة باتا بأمان اليوم." واعتبر كيري أن الولاياتالمتحدة "لا تخسر شيئا" من خلال المفاوضات مع إيران، ويمكنها إعادة فرض العقوبات عليها خلال خمس ساعات بحال امتناعها عن تنفيذ الاتفاق، كما أن لديها "خيارات أخرى" مؤكدا أن جميع البدائل "ما زالت على الطاولة." توترات آسيا من ناحية ثانية، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير جون كيري سيبحث التغيير المناخي والأزمة مع كوريا الشمالية والتوترات في بحر الصين خلال رحلته المقبلة الى اسيا. وكما هو مألوف فان الجولات التي يقوم بها وزير الخارجية الامريكية يعلن عنها رسميا في آخر لحظة، ولكن كيري كشف نهاية الاسبوع انه سيتوجه الى الصين خلال الاسابيع المقبلة. وفي تغريدة على تويتر الثلاثاء، اكد جون كيري ان ارتفاع حرارة الارض سيكون "موضوعا رئيسيا" خلال رحلته المقبلة الى اسيا التي يقوم مساعده لشؤون المنطقة دانييل روسيل ومساعده لشؤون المناخ تود ستيرن بالاعداد لها. ولم تعط المتحدثة باسم الوزارة جينيفر بساكي اي تاريخ لهذه الجولة الرابعة التي يقوم بها وزير الخارجية الى القارة. وقالت: "الرد على (تحدي) التغير المناخي العالمي، يجب ان يتم مع الذين يساهمون اكثر من غيرهم فيه اي الولاياتالمتحدةوالصين".واضافت: إن "الامن البحري سيكون بالتأكيد على جدول المحادثات" خلال رحلة كيري في اشارة الى التوترات بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول جنوب شرق اسيا والناجمة عن خلافات حدودية في بحر الصين الشرقي وفي بحر الصينالجنوبي.واوضحت أن كيري سيبحث أيضا مع محاوريه "التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية والاجراءات التي نعتبر انه من الضروري ان نتخذها". وكان كيري قدى توجه في ابريل الماضي إلى شمال شرق آسيا، ثم إلى جنوب شرق آسيا في أكتوبر وديسمبر.