بلغ عدد المرضى المصابين بالفشل الكلوى النهائي في المملكة حتى نهاية العام الماضى 2003 م 7020 مريضا يعالجون بالتنقية الدموية مما يشير الى ان معدل حدوث الفشل الكلوى النهائى بما يقارب 98 حالة لكل مليون نسمة فى السنة فى حين بلغ عدد الوفيات 913 حالة بنسبة 13 فى المائة من مجموع مرضى التنقية الدموية. وأحصى التقرير السنوى للمركز السعودي لزراعة الأعضاء ومركز الأمير سلمان الخيرى لامراض الكلى الذى صدر مؤخرا ورصد بالارقام والاحصاءات انجازات المركزين خلال العام الماضي 1424ه / 2003م 147 مركزا للتنقية الدموية مع نهاية عام 2003م مجهزة بما مجموعه 2741 جهازا للغسيل الكلوى منها ما نسبته 8ر75 فى المائة تتبع وزارة الصحة و 5ر14 فى المائة في المستشفيات الحكومية الأخرى و 7ر9 تتبع المستشفيات الخاصة كما بلغ مجموع مأخذ الغسيل الكلوي 2353 مأخذا تتيح امكانية علاج مابين 9000 الى 14000 مريض. وتشير البيانات الاحصائية الى أن نحو 30 في المائة من المرضى الذين يعالجون بالتنقية الدموية تتراوح أعمارهم بين 26 الى 45 عاما، حيث بلغ عدد مرضى التنقية الدموية الموضوعين على لائحة الانتظار الوطنية لزراعة الكلى 2731 مريضا منهم 1397 جاهزون لاجراء الزراعة0 وفصل التقرير نتائج زراعة الاعضاء فى المملكة خلال العام الماضى 2003م ففى مجال زراعة الكلى بلغ عدد المزروعة منها عام 2003م 299 كلية منها 228 من متبرعين أحياء أقارب و 71 كلية من متبرعين متوفين دماغيا0 وفى مجال زراعة الكبد بلغ العدد الاجمالي للاكباد المتبرع بها من المتوفين دماغيا فى ذات العام 45 كبدا تم منها زراعة 15 كبدا منها 8 حالات فى مستشفى الملك فهد للحرس الوطني و7 حالات فى مستشفى الملك فيصل التخصصى بالرياض ،فى حين لم يتسن الاستفادة من بقية الاكباد التى بلغ عددها 30 كبدا وذلك لاسباب مرضية 0 أما بالنسبة لبرنامج زراعة الكبد من المتبرعين الاحياء فقد تمت زراعة 19 كبدا 12 منها بمستشفى القوات المسلحة و 5 منها بمستشفى الملك فهد للحرس الوطنى و 2 كبد بمستشفى الملك فيصل التخصصى وكلها بالرياض0 أما في مجال زراعة القلب فقد كانت هناك 45 حالة تمت فيها موافقة الاهل على التبرع بالقلب تمت الاستفادة من 5 حالات لزراعة قلب كامل أجريت بمستشفى الملك فيصل التخصصى كما تم استئصال 22 قلبا للاستفادة منها كمصدر للصمامات البشرية أعطيت لمستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الأبحاث، بينما لم تتم الاستفادة من 18 حالة تبرع بالقلب لاسباب مرضية واخرى تقنية0 وأفاد التقرير باجراء زراعة رئة لمريض مصاب بفشل تنفسى نهائى فى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث. الجدير بالذكر أن أول عملية زراعة رئة أجريت فى المملكة كانت فى عام 1991م فى مستشفى الملك فهد بجدة الذى أجرى مامجموعه (4) عمليات حتى عام 1994م، ثم أجريت عمليات زراعة الرئة فى مستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الابحاث بالرياض فى عام 1996م وأجريت اول عملية زراعة رئتين لمريض فشل تنفسى نهائى فى عام 1998م0 ومنذ عام 2001م بدأ مستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الابحاث بجدة ممارسة زراعة الرئة فقد تمت عملية زراعة رئتين فى عامى 2001م و2002م أما فى عام 2003م فقد أجريت عملية زراعة رئة واحدة فى مستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الابحاث بالرياض0 وفى مجال زراعة القرنية بلغ عدد الموافقات على التبرع بالقرنيات 19 حالة وفاة دماغية تم منها الاستئصال فى 11 حالة بينما لم يستفد من 8 حالات اما لصغر عمر المتبرع أو لاسباب مرضية او تقنية 0 وتضمن التقرير قرار هيئة كبار العلماء بالاجماع جواز نقل عضو أو جزئه من انسان حي مسلم أو ذمي الى نفسه اذا دعت الحاجة اليه وأمن الخطر فى نزعه وغلب على الظن نجاح زرعه كما قرر مجلس هيئة كبار العلماء بالاكثرية جواز نقل عضو أو جزئه من انسان ميت الى مسلم اذا اضطر الى ذلك وأمنت الفتنة فى نزعه ممن أخذ منه وغلب على الظن نجاح زرعه فيمن سيزرع فيه، وجواز تبرع الانسان الحي بنقل عضو منه أو جزئه الى مسلم مضطر الى ذلك. يشار الى أن المركز السعودي لزراعة الاعضاء يضطلع بمهمة وضع السياسة العامة المؤدية الى رفع مستوى الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية المقدمة للمواطنين فى مجال فشل الاعضاء النهائى الكلية والرئة والكبد والقرنية والبنكرياس 00 الخ ووضع هذه السياسة موضع التنفيذ بالتعاون مع الجهات المعنية بزراعة الاعضاء في المملكة ومراكز زراعة الاعضاء. وقد انشىء المركز بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عام 1404ه فقد رأى سموه أن ينشأ مركز وطنى تكون مهمته الاساسية متابعة مرضى الفشل الكلوى بجميع جوانبها وتطوير برنامج وطنى لزراعة الكلى والاعضاء الاخرى. وقد لاقت مبادرة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بانشاء المركز الوطنى للكلى نجاحا بصدور الامر السامي الكريم رقم 7 / 1561 / م وتاريخ 19 / 5 / 1404ه. ومع تعدد نشاطات المركز واتساع خدماته لتشمل زراعة الاعضاء المختلفة صدر الامر السامي الكريم رقم 80 وتاريخ 20 / 6 / 1413ه بتغيير مسمى المركز الى المركز السعودى لزراعة الاعضاء ليعطيه مضمونا جديدا ولينوط به العمل فى كل مجالات زراعة الاعضاء. ويمثل برنامج زراعة الاعضاء نموذجا لامعا لتقدم الخدمات الصحية فى المملكة التي حققت انجازات مشهودة فى مجال زراعة القلب والكبد والكلى والرئة والقرنيات. وبحسب التقرير فان من مهام المركز السعودي لزراعة الاعضاء التنسيق بين الخدمات المقدمة لمرضى القصور العضوى النهائي من قبل القطاعات الصحية المختلفة والاشراف على برامج زراعة الاعضاء ومتابعة تنفيذ الاجراءات لتحقيق تلك البرامج بالدرجة المتميزة والتنسيق والمتابعة لجميع حالات موت الدماغ المشخصة فى مختلف مستشفيات المملكة لاستئصال الاعضاء من المتوفين دماغيا لتوزيعها على مراكز زراعة الأعضاء حسب الاجراءات النظامية ، والاهتمام الملموس بجوانب التوعية والاعلام الصحى، واعداد البرامج التدريبية والندوات العلمية للعاملين فى مجال زراعة الاعضاء، واصدار النشرات العلمية المختلفة وتبادل المعلومات مع المراكز العالمية لمد جسور الصلات بينها وبين المركز في مجال زراعة الاعضاء، والقيام باعداد البحوث والدراسات فى مجال الامراض المؤدية الى قصور الاعضاء النهائى لتقديم خدمات افضل للمرضى، واعداد المواصفات الخاصة بانشاء مراكز لزراعة الاعضاء فى المناطق الصحية بالمملكة وتقييم هذه المراكز باستمرار. واستعرض التقرير الحملات التوعوية التى نفذها المركز خلال العام الماضى بالتعاون مع عدد من الجمعيات الخيرية السعودية والمؤسسات الخاصة بينها المحاضرات التوعوية التى أقامتها جمعية النهضة النسائية الخيرية بالتعاون مع المركز فى أماكن التجمعات النسائية بهدف استشعار الشرائح المجتمعية المختلفة بأهمية التبرع بالاعضاء بعد الوفاة0 كما نظم المركز السعودى لزراعة الاعضاء ومركز الأمير سلمان الخيرى لامراض الكلى ومستشفى الملك فيصل التخصصى ومركز الأبحاث بالرياض بالتعاون مع شركة روش لقاء لمرضى الكلى تحت عنوان (التبرع بالكلي قرار شجاع وعمل انسانى نبيل) وذلك فى يوم الاثنين 25 / 3 / 1424ه ولقاء اخر فى يوم 13 شوال 1424ه. وتضمن اللقاء عدة محاضرات الاولى بعنوان (أهمية زراعة الكلى للمرضى المصابين بالفشل الكلوى) والثانية بعنوان (ماهو التبرع بالكلى وأهمية تبرع الاقارب للمريض والحالة الصحية للمتبرع بعد العملية) وأخرى بعنوان (سلبيات وأضرار زراعة الكلى فى خارج المملكة) ثم استعراض قصة مريض زارع كلية كيف غيرت زراعة الكلى حياة مريض الفشل الكلوى بالاضافة لتحدث متبرعين بالكلى عن تجربتهما مع التبرع. والقى فضيلة الشيخ الدكتور ابراهيم الخضيرى القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض محاضرة تناولت الحكم الشرعي للتبرع بالكلى وزراعتها تحت عنوان (ما هو الحكم الشرعي لزراعة الكلى والتبرع بها) تبعتها اسئلة ومناقشات من قبل المشاركين. وتهدف هذه اللقاءات الى توضيح أهمية زراعة الكلى كعلاج أمثل للفشل الكلوى النهائى وتشجيع ممارسة الزراعة بالتبرع من الاحياء الاقارب داخل المملكة.