يعد كورنيش شط العرب من أهم الأماكن السياحية في جنوبالعراق، لإطلالته الجميلة على أحد أوسع انهر العالم. ويمتد كورنيش شط العرب، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى بداية القرن ال 20، مسافة تقارب 3 كيلومترات، ابتداء من منطقة (الداكير) شمالا، وانتهاء ب (قصر الخورة) جنوبا. وتبدأ معالم الكورنيش بالظهور عند اجتياز منطقة (العشار)، حيث يرتكز تمثال الشاعر البصري الكبير بدر شاكر السياب. ويلاحظ السائح في آخر جولته على الشط المنطقة التي كانت تمثل متنزه (الخورة)، الذي حوله قائد النظام السابق إلى أحد قصوره الفاخرة، فيما تكون منطقة (التنومة)، التي تزخر بغابات النخيل الرائعة في الجهة المقابلة للكورنيش. وفي لمحة تاريخية، نرى ان الكورنيش لم يقاوم الحروب التي فرضها صدام على العراق مع دول المنطقة، فأصبح يعاني الخراب الكبير، وعدم وجود آلية لاستثماره من قبل أي جهة. وتحول الشط في الأيام القليلة الماضية إلى ورشة صيانة، بسبب تواجد عشرات السفن التي وضعت على الشاطئ المطل على الكورنيش، لغرض التصليح والصيانة. ورفضت الشرطة هذا الوضع المؤدي إلى تدمير الشط وملامحه البيئية، إذ استطاعت بعد عدد من المفاوضات مع الصيادين وأصحاب السفن الرأسية على النهر، أن تفرض مغادرتها من الكورنيش. من جهة أخرى نجد ان هناك مشاكل عديدة يعانيها المكان الأفضل سياحيا في البصرة، فسياسة صدام التي امتازت بتهميش الجنوب، وعدم اعماره، أدت بهذا المكان الجميل بطبيعته إلى مكان مليء بالخرائب والأوساخ، إلى جانب عدم استتباب الأمن خلال الفترة الحالية. كما ان الكورنيش، وبسبب عدم استثماره من قبل أي شركة، بسبب الأوضاع الحالية، يفتقر إلى أماكن استراحة للسياح، وإلى مظلات كبيرة، وعدم الاهتمام وتكثيف الزراعة، مما يعني ضرورة تطويره بشكل جذري.