عربت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عن قلقها بشأن أحدث ارتفاع في أسعار النفط حيث وصلت أسعار سلة خامات نفط أوبك إلى أعلى مستوى لها منذ الغزو العراقي للكويت وحرب الخليج عام 1990. وقال ميزار عبد الرحمن مندوب إندونيسيا لدى أوبك وممثل رئيس المنظمة وزير النفط الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو إن زيادة الاسعار تدعو للقلق رغم أن إمدادات النفط في السوق أكثر مما يكفي وأعضاؤنا يبذلون كل طاقتهم من أجل تهدئة مخاوف السوق. وأوضح عبد الرحمن أن أعضاء أوبك وعددهم 11 دولة يستغلون حاليا كامل طاقتهم الانتاجية تقريبا، حيث تنتج دول أوبك حاليا حوالي 29 مليون برميل يوميا وهو ما يزيد بمقدار 3.5 مليون برميل يوميا عن السقف الذي حددته المنظمة رسميا في يونيو الماضي وقدره 25.5 مليون برميل يوميا. وقالت الامانة العامة لاوبك في فيينا إن السعر الاسترشادي لسلة خامات نفط أوبك التي تضم سبعة أنواع ارتفع إلى 37.5 دولاراً للبرميل بزيادة 68 سنتاً للبرميل عن الثلاثاء. وأرجع المراقبون الزيادة إلى المخاوف من تراجع إنتاج روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد القيود التي فرضتها الحكومة الروسية على شركة يوكوس رابع أكبر منتج للنفط في روسيا في إطار محاولات الحكومة المستمرة لاسترداد مليارات الروبلات من مستحقات الضرائب لدى الشركة. أقصى طاقة انتاجية وفي هذا الاطار قال وزير الطاقة الفنزويلي رفائيل راميريز ان المنظمة ليس لديها فائض يذكر من الطاقة الانتاجية للمساعدة على تهدئة الاسعار المشتعلة وانه يجب على المنظمة ان تدرس رفع نطاقها السعري المفضل من المستوى الحالي 22 الى 28 دولارا للبرميل. وقال اوبك طرحت في السوق بالفعل الجزء الاكبر من انتاجها. واذا لم تستمر يوكوس في طرح الكميات التي قررتها فان السوق سوف تظل تعاني مشكلات. وقال راميريز ان اوبك من غير المحتمل ان تخفض الانتاج في اجتماعها المقبل في سبتمبر لكنه قال ان المنظمة ليس بوسعها ان تفعل شيئا لزيادة الانتاج لابطاء صعود الاسعار التي قال انها تتأثر اساسا بعدم الاستقرار في الشرق الاوسط. وقال الوزير ان فنزويلا وهي احد اعضاء اوبك الاحد عشر سوف تقترح ايضا زيادة النطاق السعري المفضل لاوبك في اجتماع المنظمة المقبل. ولم يسهب فيما يعنيه، لكن ممثل فنزويلا في اوبك قال انه يجب على اوبك ان تدرس رفع نطاقها السعري المفضل الى ما بين 28 و35 دولارا للبرميل من المستوى الحالي 22 الى 28 دولارا ليعكس الاسعار الحالية المرتفعة للنفط الخام. وقال ايفان اوريلانا مندوب فنزويلا في اوبك كل المحللين يعتقدون ان السعر يجب ان يكون بين 28 و35 دولارا للبرميل وهو ما ترى فنزويلا انه ينبغي ان يكون النطاق السعري الجديد. وكانت فنزويلا خامس اكبر مصدر للنفط في العالم قالت انها ستناقش رفع النطاق السعري دولارين في الاجتماع المقبل لاوبك في سبتمبر. الاسعار تتأثر وهبطت اسعار النفط من مستويات قياسية الخميس الماضي بعد ان رفعت روسيا التهديد بوقف المبيعات النفطية لشركة النفط الروسية العملاقة يوكوس. ففي بورصة البترول الدولية بلندن بلغ سعر العقود الآجلة لنفط خام مزيج برنت لشهر سبتمبر 39.25 دولار للبرميل منخفضا 28 سنتا بعد ان سجل اليوم السابق 39.68 دولار اعلى مستوى له في 14 عاما. وفي وقت سابق من جلسة التعامل هوى العقد حتى مستوى 38.70 دولار. وفي بورصة نيويورك التجارية نايمكس بلغ سعر عقود النفط الخام الامريكي الخفيف لشهر سبتمبر42.75 دولار للبرميل منخفضا 15 سنتا بعد ان قفز اليوم السابق حتى ذروة 43.05 دولار اعلى سعر للنفط الخام في 21 عاما. وفي وقت سابق من جلسة التعامل هوى العقد حتى مستوى 42.10 دولار. وكان صعود النفط الى مستويات قياسية يوم الاربعاء بفعل المخاوف من انقطاع صادرات يوكوس التي تضخ خمس الانتاج الروسي وتواجه خطر الافلاس مع سعي المحاكم الى فرض سداد ضرائب قيمتها 3.4 مليار دولار. ولكن يوم الخميس الماضي قال متحدث باسم شركة يوكوس عملاق النفط الروسي ان وزارة العدل الروسية الغت تهديدا بوقف مبيعاتها النفطية. وقال متحدث باسم يوكوس في رسالة بالبريد الالكتروني للصحفيين وزارة العدل الغت رسميا الحظر على التصرف في الموجودات الذي فرضته في وقت سابق على يوجانسكنفتجاس وسامارنفتجاس وتومسكنفت. ويبدد القرار شبح وقف مبيعات نفط الشركات التابعة ليوكوس التي تنتج 1.7 مليون برميل يوميا من النفط او ما يوازي خمس انتاج النفط الروسي. وتعد روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط بعد المملكة، فيما يعد مستوى الانتاج الحالي لدول منظمة اوبك هو أعلى معدل منذ عام 1979 لمواجهة الاقبال المتزايد على النفط في الصين والولايات المتحدة. وأكدت وزارة العدل الروسية أن بإمكان شركة يوكوس النفطية العملاقة الاستمرار في عملها بإنتاج وتصدير النفط الخام معدلة بذلك أمرا أصدره قضائيون أثار جدلا ومخاوف بشأن وقف الإنتاج. وقال متحدث باسم الوزارة في بيان رسمي إن القضاة الذين أصدروا الأمر السابق لم يسعوا إلى وقف الإنتاج، لكن البيان أكد استمرار تجميد أصول الشركة. وقد أكدت يوكوس تلقيها هذا التعديل من وزارة العدل، قائلة إن الحكومة سحبت رسميا الحظر المفروض على الإنتاج. جاء ذلك بعدما أكد القضاء الروسي أن الإجراءات التي يتخذها بحق يوكوس لا تهدد إطلاقا بشل عمليات الإنتاج والتصدير بالشركة. وأوضح المسؤول القضائي أنه أصدر أوامر إلى السلطات المحلية بمنع تسجيل أي صفقات تتعلق بالممتلكات العقارية، معتبرا ذلك إجراء احترازيا لا يؤثر على النشاط التجاري للمجموعة. في غضون ذلك رفعت بورصة موسكو الحظر على تداول أسهم يوكوس الذي فرضته بعد أن هوى السهم أكثر من 20% إثر إعلان الشركة تلقيها أمرا من السلطات بوقف الإنتاج. وقد ارتفعت أسهم يوكوس بنسبة 21.5% إلى 10 روبل في أوائل معاملات يوم الخميس، لتسترد بذلك نحو نصف الخسائر التي منيت بها أمس بسبب مخاوف من اضطرارها لوقف الإنتاج.