"متى استمعتم في آخر مرة الى دونالد رامسفيلد وهو يوجه إهانة الى أي حليف ؟؟" لقد اعتاد وزير الدفاع الأمريكي أن يوجه إهانة في كل اسبوع لحليف. ولكن في الاشهر الاخيرة أصبح رامسفيلد هادئا بشكل غريب. ولم تعترف إدارة بوش على الإطلاق بأنها ارتكبت خطأ، إلا أن بإمكان المرء أن يتبين التغير الذي طرأ على السياسة عبر الاشارات الخارجة منها وتتمثل احداها في كم فم رامسفيلد. ان بوش في حقيقة الأمر بحاجة الآن الى الحلفاء. فأوضاع العراق تدهورت الى درجة أن المحافظين الجدد من دعاة الانفراد في القرار جلسوا في المقاعد الخلفية بينما تحاول دوائر بوش التودد إلى الدول التي ازدرتها في السابق. ونرى أن إدارة الرئيس بوش جاءت إلى الحكم وعلى كتفيها حمل ثقيل. كما أن العراق تسبب في إحداث انقسام كبير بين الولاياتالمتحدة والحلفاء الاوروبيين، علما بأن اللوم لا يقع على الأمريكيين وحدهم. فقد أوضح الفرنسيون أنهم سيستخدمون الفيتو ضد أي قرار يسمح بخوض الحرب ضد العراق مهما كانت الظروف مما قضى على أية فرصة لبذل جهد دولي لحفز العراق على التقيد بقرار الأممالمتحدة رقم 1441. إن الرئيس بوش انتقل إلى خارج واشنطن أربع مرات على الاقل لمقابلة حلفائه المنزعجين واسترضائهم . فقد انتقل من واشنطن الى شواطئ نورماندي حيث حضر الاحتفالات بمرور 60 عاما على انتصار الحلفاء على النازية هناك وبعدها توجه الى ولاية جورجياالأمريكية للاشتراك في قمة الثمانية ومنها الى ايرلندا حيث حضر اجتماع الاتحاد الاوروبي وأخيرا سافر الى استانبول حيث حضر قمة حلف شمال الاطلسي. إنه مما لا مفر منه، عندما تبرز دولة في المركز الاقوى وتستأسد على الدول الاخرى فان هذه الدول تتجمع معا لتشكل تحالفات تضم الدول الاقل قوة. وقد دعا هذا الوضع الرئيس بوش كما يقول البعض الى الاصغاء بدرجة أقل لرامسفيلد وللمحافظين الجدد في وزارة الدفاع الأمريكية الذين كان لهم تأثيرهم على السياسات الاحادية الجانب. وقال سفير تشيلي لدى الاممالمتحدة هيرالدو مونوز:" أدركت الولاياتالمتحدة ان للامم المتحدة شرعيتها ووزنها الذي لا يتوافر لدى الدول المتحالفة". وننقل عن الزميلة الايكونومست قولها إن مشكلات العراق قللت من نفوذ المحافظين الجدد، و أن انخفاض نفوذهم يتيح الفرصة لعلاقات افضل. الخلاصة إنه مما لا شك فيه أن العلاقات الافضل هي الافضل بالفعل. فليس بوسع الولاياتالمتحدة أن تمضي وحيدة وتتاح لها اية فرصة للتغلب على الارهاب. ومن المحزن أن إدارة بوش لم تتوصل إلى هذه النتيجة بصورة أكبر قبل أن يقع هذا القدر من الضرر.