حملت العناوين الرئيسية للصحف الامريكية التي استقبلت الرئيس جورج بوش لدى عودته إلى واشنطن من الاممالمتحدة رسالة واضحة تقول: "بوش يعود صفر اليدين". واعترف المسئولون في إدارة بوش بأن الدول الاخرى لم تقدم التزامات بدعم عسكري أو مالي في العراق. وبينما صمت وزير الدفاع رامسفيلد واختفى اسمه من مانشتات الصحف وسط احباط كبير في البنتاجون سارعت الصحف الى توضيح أن بوش ووزير الخارجية كولن باول لم يحضرا جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك للحصول على عروض ملزمة بالمساعدة وأنهما سيحاولان إنجاز تلك المهمة خلال مباحثات ثنائية مع عدد من الدول خلال الايام القادمة في محاولة لتخفيف وقع الفشل على الشارع الامريكي. وقال المسئولون الامريكيون إن الاحتمال بعيد في أن تنجح واشنطن في الحصول على الدعم العسكري الذي تسعى إليه لتخفيف العبء عن القوات الامريكية في العراق التي تتعرض لهجمات بصفة يومية تقريبا تشنها فلول نظام الرئيس المخلوع صدام حسين. وكان وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد متشائما بعض الشيء حتى قبل أن ينهي بوش مباحثاته في الاممالمتحدة، حيث قال أمام إحدى اللجان التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي إن من المحتمل إلا يلتزم المجتمع الدولي بتقديم أي قوات على الاطلاق بغض النظر عن صدور قرار جديد من الاممالمتحدة بشأن العراق. ومن المرجح فيما يبدو أن تضطر الولاياتالمتحدة للاستعانة بقوات الاحتياط. ويستعد آلاف من جنود الاحتياط وقوات الحرس الوطني للتوجه إلى العراق في مهمة تستمر سنة إذا لم تقدم دول أخرى المساعدة. ومن شأن إرسال قوات الاحتياط الامريكية إلى العراق أن يعرض بوش لمزيد من الانتقادات بعد أسابيع شهدت بالفعل تراجعا كبيرا في شعبيته واتهام المنتقدين له بعدم إعداد خطة واضحة للعراق بعد الحرب وبأن البيت الابيض ضيع فرصة الحصول على التعاون الدولي بسبب سوء الدبلوماسية الامريكية. وخلال جلسات مجلس الشيوخ يومي الاربعاء والخميس الماضيين، قوبل طلب بوش بتخصيص اعتماد إضافي قدره 87 مليار دولار لما تسميه امريكا اعادة إعمار العراق وأفغانستان وللحرب على الارهاب بتدقيق شديد من جانب أعضاء الحزب الديمقراطي المعارض وأعضاء الحزب الجمهوري على السواء. وكانت انباء صحفية قد كشفت ان اكثر من ثلثي هذا المبلغ سيصرف على العمليات العسكرية ولكن لا يذكر الامريكيون ذلك صراحة في حديثهم عن الاعمار ومما يزيد الامر سوءا عدم العثور بعد على أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة والتي كانت المبرر الرئيسي لغزو امريكا وبريطانيا للعراق. وذكرت تقارير إعلامية يوم الخميس الماضي إن التقرير الذي طال انتظاره عن نتيجة البحث الذي تجريه الولاياتالمتحدة عن هذه الاسلحة لن يخلص إلى نتيجة حاسمة. ومن المقرر أن يقدم ديفيد كاي خبير الاسلحة الذي يرأس فريق تفتيش تابع لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في العراق جزءا من التقرير إلى الكونجرس هذا الاسبوع. وقال مسئول سابق في وكالة المخابرات المركزية إن التقرير سيشير بصفة شبه رسمية إلى فشل الولاياتالمتحدة في العثور على الاسلحة المزعومة. ومع اقتراب موعد نشر التقرير كان بوش يفضل أن يضمن الحصول على مساندة من دول أخرى، لكن بعض المراقبين والدبلوماسيين في الاممالمتحدة قالوا إن الامر قد يستغرق شهورا قبل التوصل إلى اتفاق حول قرار جديد لمجلس الامن برغم رغبة واشنطن صدوره قبل عقد مؤتمر دولي للدول المانحة في مدريد في أكتوبر القادم. وحاول المسئولون الامريكيون التركيز على الجانب الايجابي من رحلة بوش إلى الاممالمتحدة وقالوا إن تقدما تحقق في رأب الصدع على جانبي الاطلسي بين واشنطن وباريس وبرلين، لكن مسئولين في الحزب الديمقراطي قالوا إن ذلك ليس كافيا. رامسفيلد كان الاكثر كلاما بوش فشل في اقناع الاممالمتحدة بارسال قوات للعراق