بدأت لغة التذمر من الأخطاء التحكيمية في مباريات دوري جميل على وجه التحديد تتصاعد وتتوسع بشكل لم يكن له مثيل في مواسم قد مضت ويجمع الجميع على أن الأخطاء التي صاحبت أداء الحكام في مباريات دوري هذا الموسم ومنذ جولته الأولى بأنها أثرت على النتائج، وبالتالي وضعت تلك الأخطاء فرقا كثيرة في غير مكانها في سلم الترتيب سواء في القمة أو مراكز الوسط أو مراكز القاع. لقد حدثت أخطاء من بعض الحكام لا يمكن وصفها إلا بأنها أخطاء بدائية وكوارثية وقاتلة لم تنفع معها سياسة تكميم الأفواه والتهديد بالعقوبات المالية الضخمة فخرجت نداءات الاستغاثة من رؤساء ومسئولي الأندية التي تضررت فرقها من هذه الأخطاء تنادي بأعلى صوتها. أغيثونا.. أغيثونا. أغيثونا. عندما لم يجد ضحايا التحكيم من يتجاوب من نداءاتهم لم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيال كوارث التحكيم بل خرجوا جميعا عن المسار المألوف تحت عنوان (غارق.. محترق.. مقتول.. لا تكلمني) فوصلت أحاديث التذمر ونداءات الاستغاثة إلى تشكيك لدرجة أن البعض من مسئولي الأندية طالته عقوبات مالية عالية وقوية ومع ذلك لم يتوقف. وعندما لم يتوقف لم تكرر عليه العقوبات مرة أخرى، وربما هذا يعطي مؤشر أن سياسة تكميم الأفواه والتهديد بالعقوبات لم تعد مجدية بعد أن وصل الأمر بمن تضرر من الأخطاء التحكيمية لدرجة لا يمكن أن تحتمل حتى بلغ الأمر إلى درجة الاحتقان من المعروف أن الاحتقان يولد الانفجار وهذا ما حدث. نعترف جميعا أن هناك أخطاء تحكيمية يندى لها الجبين وأثرت على نتائج بعض المباريات، بل وساهمت بشكل مؤثر على مسار الدوري، وهذا الاعتراف ليس من جهة واحدة بل من جميع الجهات بما فيهم لجنة الحكام نحن نعترف جميعا أن هناك أخطاء تحكيمية يندى لها الجبين وأثرت على نتائج بعض المباريات بل وساهمت بشكل مؤثر على مسار الدوري، وهذا الاعتراف ليس من جهة واحدة بل من جميع الجهات بما فيهم لجنة الحكام ولكن الأمر الغريب أن الحكام أنفسهم لم يعترفوا بهذه الأخطاء بل برروها بأعذار غير مقنعة، وبما أن المخطئ لم يعترف بخطئه فإن الحلول ستكون مستحيلة حتى من لجنة الحكام نفسها. أطراف عديدة تتحمل أخطاء الحكام في المباريات وأولهم الحكام أنفسهم الذين افتقدوا التركيز والمتابعة ووقعوا ضحية للتأثيرات الخارجية من تصريحات نارية ربما تكون مبررة واستسلموا لأخطائهم ولم يحاولوا الاستفادة منها حتى باتت الأخطاء تتكرر وتضاعف درجة الاحتقان. نحن نبحث عن حلول لإيقاف نزيف الأخطاء التحكيمية وإن الحل الوحيد والعلاج المؤقت والمناسب لإيقاف هذه الأخطاء عدم المكابرة والاستعانة بحكام أجانب حتى لو كانوا خليجيين أو عربا لإدارة بعض المباريات المفصلية لفريقي الصدارة النصر والهلال والفرق التي يهددها شبح الهبوط، خاصة وأن العديد من الشخصيات الرياضية أبدت استعداداها بالتكفل بكافة التكاليف إن كان بعضهم صادقا في وعده، إن قرار استعانة كل فريق بثلاثة أطقم تحكيمية في الموسم الواحدة قرار وضعي، والنظم واللوائح والقرارات الوضعية قابلة للتغيير، خاصة إن تضرر منها من شرعت لأجله وما أكثر الضرر فلنوقف العمل بهذه القرارات ونعترف أنها ألحقت الضرر ببعض الفرق ونحمي ما تبقى من عمر الموسم الرياضي بالحكام الأجانب. خاطرة الوداع لكي تجد من يساعدك على تجاوز أخطاء اعترف أولا بهذه الأخطاء. [email protected]