داخل قاعات مجمع الفنون بالزمالك تعرض لوحات من أعمال الفنانة الراحلة فهيمة أمين إبراهيم الحاصلة على معهد ليونارد دافنشي عام 1966 بدرجة امتياز وعملت بالتدريس بمدارس الثانوية الفنية وحصلت على عدة جوائز وشهادات تقدير من جامعة حلوان وأقامت معرضا مشتركا مع ابنها الفنان التشكيلي ناجي موسى بالدبلوماسيين الأجانب عام 1981 وبالميرديان عام 1982م. شهد المعرض عددا كبيرا من المتخصصين والنقاد وطلبة وأساتذة كليات الفنون التطبيقية والجميلة. وقالوا عنه إن أهمية هذا المعرض لا تنحصر في كونه يؤكد توارث النهج الفني عبر جيلين من أسرة مصرية واحدة.. ولكن لكونه يلقي الضوء على مرحلة هامة جداً في نشأة الحركة الفنية المصرية ومشاركة العنصر النسائي فيها.. فيمكننا في هذا المعرض الاطلاع عينا على المفاهيم والمبادئ الفكرية التي صاغت هذه النهضة والظروف التي أحاطت بها من بدايتها سواء كانت معوقة مثل اندلاع الحروب وما تبعه من نقص حاد في الخامات والأدوات اللازمة لممارسة مثل هذا الفن التشكيلي ومن الجانب الإيجابي نجد الاهتمام المتزايد من جانب الدولة لرفع وتطوير هذه الحركة الوليدة التي أثمرت العديد من الأسماء النسائية اللامعة في الحركة الفنية المعاصرة. وتتميز الفنانة فهيمة أمين بحس تاريخي بالمحافظة وأهمية الاستمرار والدوام مما يجعلها تحافظ على تلك الأعمال العديدة وغيرها من الاستكشافات والدراسات والأعمال الزخرفية الأخرى بحيث يمكن ان نشاهدها الآن وبعد مضي نصف قرن من إنتاجها كشاهد على مرحلة سابقة من تاريخ مشاركة المرأة المصرية في النهضة المعاصرة. ويبدو مما عرض في هذا المعرض مدى الحس الإنساني العميق للفنانة الراحلة، فالمعاناة الإنسانية تبدو واضحة وجلية، ولا حاجة للمتأمل في أن يستبطن اللوحات ليكتشف بكل وضوح أنها كانت تركز على الدخول لعمق الإنسان وإعطائه الأولوية والأهمية في مدلولات لوحاتها. كما يمكن اكتشاف المعاناة التي اكتسبتها المرأة كونها جزء لا يتجزأ من الحياة، فهي إلى جانب الرجل تشكل ثنائية تكاملية. فالبورتريه الذي يشكل أحد أهم لوحات المعرض يمكن قراءة الإنسانية المعذبة من خلال وجه المرأة وبالإضافة إلى ذلك ففيه نظرة إلى المستقبل، وبحث عن مساحة ضوء تخترق الواقع المظلم. بورتريه للفنانة