حذر محللون فلسطينيون أمس الثلاثاء من استمرار تفجر الأزمة في الاراضي الفلسطينية اذا لم يحصل اصلاح جذري في المؤسسة الرسمية خصوصا، آخذين على الفصائل السياسية تجاهلها خطورة الاحداث. ورأى المحلل طلال عوكل ان الازمة لا تتعلق بالمناصب او الصلاحيات الممنوحة او بالاشخاص المسؤولين لكنها تكمن في النظام السياسي الذي يحتاج بالحاح الى اعادة نظر . واشار عوكل الى ضرورة تفعيل السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية وتحقيق المشاركة السياسية معتبرا ان مشروع قيادة وطنية موحدة يمثل الحل الامثل للخروج من الازمة الحادة التي يشهدها الوضع الفلسطيني. واندلعت الاحد مواجهات مسلحة بين عدد من اعضاء كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح وعناصر من شرطة الاستخبارات العسكرية في خان يونس ورفح اسفرت عن اصابة عدد من الاشخاص وذلك على اثر تظاهرات نظمتها الكتائب احتجاجا على تعيين اللواء موسى عرفات مديرا عاما للامن العام في قطاع غزة. ولتهدئة الوضع عين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عرفات الفريق عبد الرازق المجايدة مديرا لجهاز الامن العام في الاراضي الفلسطينية بعد سلسلة الاحتجاجات التي شهدها القطاع في اليومين الماضين. وتوقع عوكل ان تستمر حالة الانفجار التي لم تهدأ سيما وان تعيين الفريق عبد الرازق المجايدة مديرا للامن العام في الضفة الغربية وقطاع غزة لن يغير من واقع الحال شيئا . و اكتفت الفصائل الوطنية والاسلامية بما فيها حركتا حماس والجهاد الاسلامي باصدار بيانات تدعو الى محاربة الفساد وانهاء حالة الفلتان الامني دون اي تحرك عملي على الارض. وانحى المحلل السياسي باللائمة على هذه الفصائل السياسية التي اخذت جانبا سلبيا واكتفت بالبيانات دون توجيه الجماهير وعزا السبب الى حسابات خاطئة وتجاهل الفصائل مسؤولياتها. ولم يختلف حسن الكاشف الكاتب والمحلل السياسي عن كثير من المراقبين في ان الفصائل اختارت موقف المتفرج حيث ان بعضها يريد لحركة فتح ان تتآكل او تقتتل فيما بينها. لكن هذه الفصائل قادرة من وجهة نظر الكاشف على فرض حلول بتحريك الشارع في غزة وانهاء الازمة سلميا. ولم يكن رأى الكاشف بعيدا عن عوكل حيث اكد ان الحل يكمن في تشكيل لجنة وطنية وليس في المؤسسة الرسمية التي انتجت الفساد. وحذر من ان عدم المبادرة (في اشارة الى عرفات والقيادة الفلسطينية) لاجراء تغييرات جذرية واصلاح حقيقي في المؤسسة الرسمية الفلسطينية سيدفع بانفجار اكبر للوضع او فرض الاصلاح من الخارج باعتبارات مختلفة. واشار الى عوامل كامنة مازالت موجودة وظاهرة من شأنها ان تزيد الوضع تأزما مثل اليأس في قواعد حركة فتح وانتظار المواطن الفلسطيني الطويل محاسبة الفاسدين وعجز المؤسسات وبينها المجلس التشريعي والفصائل. وذهب الى وصف تعيين المجايدة بانه يبرد النار مؤقتا كالمسكنات ولا يخمدها. واشار مراقب اخر الى ان الهدوء السائد منذ الثلاثاء يرجع الى اتصالات ربما سرية بين كل الاطراف لاحتواء الازمة. و اعرب الكثير من المواطنين عن املهم في ان يستمر الهدوء لتوفير الامن. وقال وليد مهدي وهو فني في ورشة ميكانيكي سيارات في خان يونس، جنوب قطاع غزة، ان المجايدة افضل من غيره وله علاقات مع الجميع. ولا يكترث هذا الرجل بشخصية الشخص المسؤول بقدر ما يرى ضرورة ان يتحقق للجميع فرص متكافئة في العمل والوظائف وتوفير الامن والامان للمواطن البسيط اضافة الى لقمة العيش. وفي المقابل توقع نبيل حمد وهو موظف في مؤسسة دولية ان يستمر الهدوء مشيرا الى ان معظم المظاهر المسلحة التي سادت منذ الجمعة الماضية قد تلاشت. ويشعر نبيل بارتياح تجاه تعيين المجايدة اثر تعيين اللواء موسى عرفات مديرا للامن العام في قطاع غزة لكن الشارع بات يشعر بلا مبالاة ازاء الاحداث كما يقول. وتقول تغريد من غزة ان الاحداث الاخيرة مؤسفة ومخزية مضيفة هناك احتلال وعدوان مستمر بما في: ذلك الحصار على الرئيس عرفات وهذا امر ملح للتحرك لان الاحتلال يريد لنا الانشغال بالاقتتال الداخلي وتعزيز الفتنة. وشدد المجايدة لفرانس برس على ان الفلسطينيين احوج ما يكونون في هذه المرحلة للحوار وتوحيد الهدف وتكاتف كل الجهود لتثبيت دعائم الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال لا يجوز التحاور بلغة البندقية ويجب العمل من اجل منع حرب اهلية تدفع اسرائيل لايصالنا اليها.