لم يكن من السهل أن تعترف أم محمد التي امتهنت مهنة الخاطبة (تجمع رأسين بالحلال) بأنها سعت إلى مشروع طلاق زوجين كانت هي من جمعهما في كينونة العشرة الزوجية.. الا أنها ما لبثت ان تحولت من جامعة الى مفرقة سعت إلى أمر الطلاق كما سعت إلى أمر الزواج! أم محمد اعترفت بالصوت والصورة بأنها تعمدت هذا الأمر وأرجعته الى أمور عدة أهمها من وجهة نظرها تخليص النفس من عبودية تأنيب الضمير في جمع شمل زوجين قد يكون فيهما مالم يستحق كما قالت فيه من محاسن لم تتوافق مع الطرف الآخر هذا أمر انساني موجود لدى الكثير من البشر حتى هذه اللحظة. وتضيف أم محمد: أما على الصعيد الآخر ففي كل زيجة أكون أنا من دللتهم على بعض فلي من كل طرف منهم ما يدفعني الى أن أتمنى أن أزوج جميع من هم على الارض من بشر.. وتعترض أم محمد بقولها عندما تسير الأمور على ما يرام بين الزوجين ويعيشان في وئام وود لا نذكر الى عندما يفشل الزواج، تنصب المسؤولية علينا وكل ما هو شين يلتصق بالخاطبة وكأني أجبر تهم على الاقتران ببعضهم.. (مجتمع لا يرحم ولا...) هكذا قالت.. وبحدة وبصوت عال لفت انتباه من هم بجانبنا سألت: أتسمعني. وتضيف: عندما يفشل الزواج بين الاثنين أسعى الى تزويجهما فكل منهما أصبح مطلقا فأما الرجل فزواجه بأخرى لا يكون بالأمر الصعب فهناك الكثير من الناس يرغب في تزويج ابنته من شخص يعمل ولديه مستقبل حتى وان كانت له تجربة سابقة في الزواج. هنا توقفت أم محمد عن الكلام وتنهدت بنبرة حزينة ثم استرسلت قائلة كم فتاة تزوجت من رجل لم تكن الأوراق مدونة رسميا تحت مسمى التصنيف بأنه ذكر!! لتنتهي هذه الزيجة بالطلاق وتظل تلك الفتاة مطلقة، وذنبها الوحيد أنها تزوجت من شاب كانت تعتقد أنه رجل ممكن أن تبني معه مستقبلا تظل تنتظر وتنتظر وعيون الشامتين تلاحقها وترصد كل حركة تقوم بها فهي مطلقة.. يالها من نظرة ومازال الكلام لأم محمد: نعم وهبت الكثير من وقتي وركزت على السعي لتزويج المطلقات ممن خانهن الحظ،.. وتتساءل: لماذا ينظر الينا نظرة دونية؟ فعندما أسعى إلى تزويج مطلقة لرجل آخر أتقاضى الكثير على هذا العمل وأنا أم محمد أعترف نعم أحصل على مبلغ جيد في اتمام هذا العمل ولكن دون أن أطلب أو أحدد أي مبلغ فالعروس تقدم كما يقدم العريس من مال كشكر وعرفان، وتقول: دعني أنقل لك قصة واقعية ومازالت قائمة بنت لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها تزوجت بشاب من أهلها لم يتجاوز في عمره 20عاما تزوجا لفترة لم تتجاوز 6 7 أشهر فإذا بالبنت ترجع الى بيت أهلها مطلقة وهي مازالت في عز شبابها لتمضي الكثير من الأيام في ندم على البقية من عمرها خصوصا في مجتمع كمجتمعنا لا يرحم المطلقة فهل من المعقول ألا أساهم في السعي الى العمل على استقرار هذه الفتاة؟.. انه أمر انساني قبل أن يكون ماديا. بهذه الكلمات دللت أم محمد على صنعها مؤكدة أنها سوف تظل على هذا المنهج في تزويج المطلقات حتى النفس الأخير لها. الخاطبة على كرسي الاعتراف