قال الدكتور عبد الرحمن التويجري رئيس هيئة السوق المالية إن المملكة مؤهلة للانضمام لمؤشرات الأسواق الناشئة أسوة ببعض الأسواق في المنطقة، مشيراً الى أن شركة السوق المالية «تداول» تقوم الآن بالتفاوض للانضمام الى بعض هذه المؤشرات ومن بينها مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة، وأكد أن السماح بدخول الأجانب للاستثمار المباشر في السوق المحلية «لا يزال تحت الدراسة»، مشيراً الى أنه يجري إعادة النظر في لوائح الصناديق الاستثمارية. التويجري خلال افتتاح منتدى الأوراق المالية الأول (واس) وعبّر عن ترحيبه بفكرة تأسيس روابط أو جمعيات لحملة الأسهم بهدف تنظيمهم ومساعدتهم في الوقوف على المشاكل التي تعترضهم، مبيناً أن نظام «تداولي» الجديد ساهم في تحفيز ملاك الأسهم، وقال التويجري إن السوق المالية السعودية تعدّ واحدة من أكبر وأهم الأسواق الناشئة في العالم على صعيد الحجم أو التنظيم والإقبال، مبيناً أن السوق تتمتع بنسبة عالية من الشفافية والإفصاح في المنطقة وأنها السوق المالية الوحيدة التي تنشر فيها جميع الشركات المدرجة نتائجها المالية في الوقت المطلوب، مؤكداً أن الهيئة بذلت جهداً كبيراً في مراقبة السوق وحماية المستثمرين من الغش والتدليس واستخدمت أحدث الأنظمة العالمية للرقابة وعاقبت المخالفين باستصدار أحكام ضدهم وحققت نجاحاً واضحاً في هذا المجال حدّ من التلاعب في السوق الأمر الذي أعطى مزيداً من الثقة والاستقرار فيه. وبيّن أن للأسواق المالية دوراً مهماً في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير التمويل اللازم لقطاع الأعمال حتى يقوم بدوره في النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أنه من الضروري لكي تؤدي الأسواق هذا الدور على أكمل وجه أن تتوافر التنظيمات الملائمة والرقابة المتكاملة لضمان تطبيقها. وأضاف التويجري في حوار مفتوح مع المشاركين في المنتدى الأول للأوراق المالية الذي يقام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وافتتح أعماله مساء السبت صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لسمو أمير منطقة الرياض، إن الهيئة ستصدر خلال العام الجاري قواعد الكفاية المالية، وقواعد الملاءة المالية، وتنظيماً خاصاً لوكالات وشركات التصنيف الائتماني لافتاً الى أن الهدف من المشاركة في تنظيم المنتدى بالتعاون مع غرفة الرياض التجارية والصناعية هو تسليط الضوء على تطوّرات السوق المالية والإجراءات التي اتخذت لتعزيز كفاءتها واستقرارها وضمان العدالة في تعاملاتها وحماية المستثمرين فيها من التدليس أو الغش والخداع؛ سعياً إلى تأسيس ثقة مستدامة في سوقنا المالية. وقال إن إنجازات الهيئة وتطوير السوق المالية توّجت بانضمامها عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية «الآيوسكو» اعترافاً منها بما وصلت إليه الهيئة من قدرة تنظيمية وإشرافية ورقابية على السوق المالية، وعدّد الدكتور عبدالرحمن التويجري مجالات التطوّر الذي حققته الهيئة في السنوات الماضية وتحسّن مستوى الأداء فيها وزيادة معدلات الثقة بها، مشيراً الى أن عملية التطوير عملية مستمرة وطويلة وأن الهيئة مستمرة في بذل الجهود الرامية إلى إيجاد سوق أكثر تنظيماً تعطي المستثمر ثقة واطمئناناً لكي يضع مدّخراته في سوق آمنة لا يتعرّض فيها للغش أو التدليس والخداع، وحث على ضرورة تعزيز العمل وبذل الجهود مع مختلف الجهات بما فيها الغرف التجارية الصناعية ولجان الأوراق المالية فيها لمساعدة الهيئة في تحسين مستوى السوق المالية السعودية، وطالب رئيس هيئة السوق المالية خلال الحوار المفتوح بضرورة معرفة دور الهيئة في السوق المالية، مشدِّداً على أن الهيئة ليست معنية بالتصريح عن السوق حول أدائه في أوقات الأزمات أو أوقات النمو لأنها مجرد منظم هدفه حماية المستثمر في المقام الأول وأن التحليل أو النصائح هي من مهام المختصين والمحللين، ورحّب التويجري بتحوّل السوق المالية السعودية الى الاستثمار المؤسسي والشركات المالية وشركات الوساطة، معبراً عن تطلعه في أن تشهد السوق المالية السعودية مزيداً من التعاون أو الاندماج بين الشركات المالية لكي تتمكّن من تحقيق أهدافها. وحملت الجلسة الأولى في المنتدى عنوان «السوق المالية وثقة المستثمرين» تم خلالها الحديث عن الحوكمة والبعد المؤسساتي، والسيولة واستثمار الأجانب، واستقرار السوق ودور المؤسسات المالية.