واصل النائب العربى فى الكنيست الدكتور عزمى بشارة وزملاؤه اعتصامهم واضرابهم عن الطعام لليوم الرابع على التوالى امس وذلك احتجاجا على استمرار بناء جدار الفصل العنصري. وقد انضم يوم الاثنين الى خيمة الاعتصام والاضراب عن الطعام قاضى قضاة فلسطين الشيخ تيسير التميمي والدكتورعطا الله حنا.. كما وأعلن الناشط اليسارى المعروف ميخائيل فارشافسكى انضمامه للاضراب. وتأتي خطوة بشارة تلك بهدف لفت انتباه الرأى العام العربى والعالمى الى خطورة بناء جدار الفصل العنصرى والى معاناة الشعب الفلسطينى نتيجة بناء الجدار وما تزال الوفود التضامنية والشخصيات الفلسطينية تتوافد الى خيمة الاعتصام تعبيرا عن تضامنها مع مبادرة بشارة والتى تحولت الى مبادرة شعبية.. كما تحولت خيمة الاعتصام الى مقر تواجد للفعاليات واللجان المختلفة الفاعلة ضد الجدار. ويتلقى النائب العربى واخوانه مئات المكالمات وبرقيات التضامن من كافة ارجاء الضفة الغربية وقطاع غزة والعالم العربى واوروبا والولايات المتحدة. من جهة اخرى اكد بشارة في حديث صحفي نشر في بيروت امس ان الجدار الفاصل ليس تفصيلية أخرى من تفاصيل الاحتلال وانما هو تمزيق حقيقي للمجتمع الفلسطيني. وقال بشارة من خيمة اضرابه عن الطعام في القدسالمحتلة أن شارون يبيع العالم والعرب كلاما في غزة ولكنه يبني في الضفة الحقائق الصلبة للاحتلال. وأشار الى أنه يشعر أن الايام التي يقضيها في الخيمة الاحتجاجية أفضل عنده من قضائها في الكنيست. وشدد على ان جريمة اقامة الجدار تتطلب ردا يتجاوز التظاهرة والاحتجاج والادانة ولذلك يواصل اضرابه عن الطعام لشرح المعنى الحقيقي للجدار على الصعيدين العربي والدولي. وقال جئت الى هنا كفلسطيني وليس كعضو كنيست وقد حاولت بذلك ان اضع نفسي في خدمة المعركة ضد الجدار وأنا هنا لن اتحرك وسأبقى في اضرابي عن الطعام عشرين أو ثلاثين يوما الى ان يتحقق هدف اثارة الانتباه الى حقيقة مخاطر الجدار. واضاف خلال هذه المدة لن أصل الى الكنيست مشددا على ان هدف الخطوة هو فضح خطة شارون التي تقوم على الهاء العالم بالحديث عن خطة الفصل في قطاع غزة في الوقت الذي يقوم فيه بأخطر عمل في الضفة.وأشار بشارة الى أن المؤسف في الامر أن هناك وضعا عربيا بات ينتظر الفرج من شارون فى غزة وينسى أن شارون يخلق أقسى حقيقة في الضفة. وشرح بشارة ما يراه مفارقة كبرى تتمثل في أن شارون يلقى عقبات جدية حتى داخل الليكود لخطته في غزة ولكنه يحقق نوعا من الاجماع لخطة الجدار في الضفة والقدس.ويرى بشارة أن ذلك يجعل من خطة شارون في غزة مجرد بيع كلام وخطته في الضفة حقيقة صلبة ومن الوجهة العملية فان الخطة الوحيدة لدى شارون هي خطة اقامة الجدار في الضفة.وقال أن الجدار الفاصل هو أكثر من مصادرة أرض والفصل بين الناس انه في الحقيقة تمزيق المجتمع الفلسطيني وتمزيق القدس. وشدد على أن صفة التمزيق ليست استعارة بلاغية وانما تشخيص واقعي لما يجري. وأشار الى ان القمع الاحتلالي يدان كل يوم وتمر الناس عنه بعد ذلك مرور الكرام وهناك قرارات من الجمعية العمومية ومن المنظمات الدولية بذلك فضلا عن مواقف المنظمات الانسانية غير أن الجدار موضوع اخر يختلف نوعيا عن مظاهر القمع الاحتلالي الاخرى بما فيها الاجتياحات.وقال لقد توصلت الى اقتناع بأن شارون يريد ضم كل ما هو غربي الجدار ولذلك خرجت لاقول أن شرح هذه الحقيقة يتطلب تعبيرا حادا فالأمر لم يعد يحتاج فقط الى تظاهرة والى تنظيم الناس ضد الجدار.واضاف لقد قمنا بأعمال برلمانية في أمور كثيرة ولكن يبدو لي أن للجدار خصوصية مميزة. وكان بشارة قد أوضح فى تصريحات سابقة ان الجدار الاسرائيلي يصل في هذه الايام مرحلة حاسمة اذ يتم اغلاق المتنفس الوحيد المتبقي بين القدس وقراها وضواحيها وبين القدس وبقية المناطق المحتلة عام 1967 كما يتم تغيير معالم البلاد الجغرافية والاجتماعية بطرق استعمارية.