تبدي إسرائيل انزعاجها من «أسبوع الأبرتايد الإسرائيلي» الذي بدأ فعالياته أمس في عشرات الجامعات في أنحاء العالم ويدعو أساساً إلى مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وأكاديمياً وفرض عقوبات عليها نتيجة سياستها القمعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وسياسة التمييز ضد الأقلية الفلسطينية في تخومها. وينظم هذا النشاط للسنة السادسة على التوالي في جامعات مختلفة في أكثر من 58 مدينة حول العالم. وكانت مجموعة طلاب اجانب في «جامعة تورونتو» أطلقت هذه الحملة عام 2004. ويشمل «أسبوع النشاطات» العام الحالي أيضاً ندوات حوار ومحاضرات وعروض أفلام وفعاليات تربوية يريد المنظمون من خلالها التأكيد أن إسرائيل تنتهج سياسة الأبرتايد مع الفلسطينيين على جانبي «الخط الأخضر». وتثير مشاركة رئيس «التجمع الوطني الديموقراطي» النائب في الكنيست الدكتور جمال زحالقة في ثلاثة نشاطات مختلفة في نيويورك وأوتاوا ومونتريال، حنق اليمين الإسرائيلي الذي طالب بعض نوابه بالإعلان عن زحالقة «خائناً». كما أبدى مسؤولون إسرائيليون انزعاجهم من مشاركة شخصيات إسرائيلية أكاديمية وفنية في عدد من الفعاليات. واستدعت هذه المشاركات تحركات منظمات طالبية يهودية في عدد من العواصم بإيعاز من وزارة الخارجية الاسرائيلية التي أدرجت فعاليات «أسبوع الأبرتايد» ضمن «الحملة الدولية لنزع الشرعية» عن إسرائيل. وقال زحالقة لصحيفة «معاريف» إنه سينقل لطلاب العالم حقيقة أن «النظام العنصري في إسرائيل يتشكل من سجن كبير في غزة، ونظام أبرتايد في الضفة الغربية، ونظام تمييز عنصري ضد الأقلية العربية في إسرائيل». وأضاف ان الرسالة التي يحملها تؤكد أن إسرائيل هي دولة ديموقراطية لليهود فقط»، وانه يجب تغيير الوضع و «وضع حد للتمييز العنصري تماماً مثلما تم وضع حد لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا». وعقب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون قائلاً إن مشاركة زحالقة في فعاليات ضد إسرائيل لا تفاجئه «إذ أن المعروف عن زحالقة كراهيته بني إسرائيل». وأضاف أن الفعاليات المذكورة هي انعكاس آخر للتحريض الذي يقوم به الفلسطينيون ضد إسرائيل، «لكننا سنحارب هذه الظاهرة بكل الأدوات، وسيكون لنا حضور في الجامعات التي تستضيف النشاطات المذكورة لنُسمع صوتنا ونشرح حقيقة الموقف الإسرائيلي». وأعلن النائب من حزب «ليكود» الحاكم داني دانون انه سيقدم شكوى إلى لجنة الآداب التابعة للكنيست ضد زحالقة وسيطالبها بعدم السماح لنواب عرب «بالقيام بسفرات تحريض على إسرائيل في أرجاء العالم». واتهم دانون النواب العرب ب «بذل كل الجهود للمس بإسرائيل ومؤسساتها». وأضاف أن زحالقة هو «وريث عزمي بشارة، ومصيره يجب أن يكون مثل مصير بشارة ... زحالقة يقف اليوم على رأس جبهة الدعاية المناوئة لإسرائيل في اوروبا، وعلينا أن نندد به كخائن». وبين المشاركين الإسرائيليين البارزين في فعاليات «أسبوع الأبرتايد» البروفسور جف هلبر أحد مؤسسي «اللجنة الإسرائيلية ضد هدم البيوت» الذي سيقدم محاضرة في جامعة غلازكو عن «الأبرتايد الإسرائيلي وسبل مقاطعة إسرائيل وفرض عقوبات عليها»، والمخرج السينمائي شاي بولاك الذي سيعرض في جامعة بوسطن فيلمه الوثائقي «بلعين حياتي»، ويتناول العنف الذي يلجأ إليه الجيش لقمع المتظاهرين الفلسطينيين والإسرائيليين ضد الجدار الفاصل في الضفة الغربيةالمحتلة. وانتقدت أوساط في وزارة الخارجية المنظمات الطالبية اليهودية في الولاياتالمتحدة وأرجاء اوروبا عن تأخرها في التحرك المضاد لمواجهة نشاطات الأسبوع والتنديد بمساواة الحكم في إسرائيل بنظام الأبرتايد في جنوب أفريقيا. وأعلنت «الفيديرالية اليهودية» في بوسطن بالتعاون مع القنصل الإسرائيلي فيها أنها استعدت لمواجهة الفعاليات التي تشهدها الجامعة المحلية، وأنها ستقوم بتوزيع مواد إعلامية وصور «ضحايا الإرهاب الفلسطيني». وناشدت منظمة يهودية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التدخل لمنع مشاركة المسؤول الأممي فرانشسكا ماروتا الذي جمع معطيات «تقرير غولدستون» عن الانتهاكات الإسرائيلية في الحرب على غزة، في ندوة تعقد غداً في برشلونة بمشاركة شخصيات أكاديمية وقضائية رفيعة المستوى تتناول أساساً انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في ممارساتها القمعية ضد الفلسطينيين. ويشارك في الندوة عضو «لجنة غولدستون» ديغموند تراورس بإلقاء محاضرة عن الحصار المفروض على غزة.