لم يكن لموت الممثل مارلون براندو أي أثر على تسليم صدام للحكومة العراقية التي باشرت بوضع سجل الاتهامات في وجهه ولم يكن يعلم القاضي مدى عشق صدام لهذا الممثل الذي ما برح حتى في قصوره المتعددة يحتفظ بكمية هائلة من أفلامه. البورصة العالمية كانت تأخذ أشكالا متعددة في الارتفاع والهبوط وربما قتل الكثيرون نظرا للخسارات الفادحة التي مني بها السوق العالمي. لكن المضاربين في سوق المال العراقي استغلوا الفرص كثيرا في استبدال العملة والحكم وربما الشوارع التي أصبحت مهترئة وجسور كانت ذات يوم معلقة.. والذين يعلقون عيونهم على الثراء السريع يبحثون عن شاشات عالمية كي يضاربوا فيها وربما يستطيعون تعويض بعض الكوبونات التي خسروها بالخفاء.. هذا هو حال العراق بعد مرور عام على سقوط النظام السابق والإرتباك في الحكومة القادمة. وقد تجاهل كثير من الصحف ووسائل الإعلام ما يسمى بورصة بغداد التي بدأت اعمالها بخفر من دون ضجة ولا اعلام، على امل ان تتيح الاوضاع الامنية التوصل الى ازدهار قريب يتيح لها لعب دور اساسي في سوق اسهم الشرق الاوسط. ويقر طالب طباطبائي - عضو مجلس الحكام سابقا - سوق بغداد للاسهم المالية ان البداية كانت فعلا متواضعة الا ان مساعديه لا يخفون تفاؤلهم الشديد بالمستقبل. طباطبائي المتفائل يقول: في الوقت الحاضر قررنا فتح سوق البورصة الاربعاء والاحد فقط من العاشرة حتى الظهر معربا عن الامل بالتوصل قريبا الي اقرار الدوام الذي كان معتمدا في بورصة بغداد السابقة اي عقد ثلاث جلسات اسبوعيا على ان تدوم الجلسة الواحدة ساعتين. الا ان المدير التنفيذي في البورصة احمد طه يعتبر ان التحسن آت قريبا. وقال هناك اهتمام كبير بالبورصة، وفي الوقت الحاضر لا يزال الاقتصاد العراقي يعاني الضعف، الا ان القدرات الكامنة لهذه البورصة هائلة والناس يعرفون ذلك. واضاف هذا المسؤول لا اريد ان اعطي الانطباع بانني شديد التفاؤل الا انني اعتقد باننا سنتقدم على الاسواق الاخرى في المنطقة. قد يأخذ الامر بعض الوقت الا اننا نأمل التوصل الي ذلك بشكل تدريجي. وكان لا بد من العمل طوال عام من قبل المصارف وشركات الوساطة التي تملك البورصة للتمكن من اعادة تشغيلها. وهناك 15 شركة عراقية تم تسعير اسهمها على ان تسعر اسهم نحو مئة شركة اخرى خلال الاشهر القليلة المقبلة. وقال طباطبائي الذي يملك احدى أكبر شركات السمسرة ان شركات عدة تريد تسجيل اسهمها في البورصة ونحن ندرس الطلبات. واتخذت البورصة المتجددة حاليا مركزا لها في احد فنادق العاصمة الكبيرة وهي تفضل العمل بعيدا عن الاضواء خوفا من اتخاذها هدفا لاعتداءات محتملة. وقد استفادت البورصة من بعض المساعدات الخارجية فتم تجهيز مقرها باجهزة كمبيوتر ولوحة الكترونية تتيح متابعة تطورات اسعار الاسهم والمبادلات بين الشركات المساهمة. ومن بين ال55 شخصا الذين يعملون في البورصة هناك 50 امرأة. وقالت مديرة المبادلات في البورصة جامي افهام ان البورصة ستساعد على اعادة اطلاق الاقتصاد عبر اعطاء فرص الى الناس لاستثمار اموالهم. لقد فوجئت بنسبة اهتمام الناس بالبورصة في اول جلسة لها وآمل ان يتواصل ذلك. وخلال الجلسة الاولى التي عقدت في الرابع والعشرين من (يونيو) الماضي تم تبادل نحو ربع مليون سهم وهو رقم قياسي في تاريخ السوق المالية العراقية حسب ما قال طه. واذا كانت البورصة السابقة مقفلة امام الشركات الاجنبية فان البورصة الجديدة مفتوحة امامها. ويسعى المسؤولون في البورصة الى جذب الرساميل الاجنبية وتحديث وسائل التبادل. واضاف هذا المسؤول نريد مساهمة الشركات الاجنبية في البورصة ونأمل بان ينجح ذلك خلال الاشهر القليلة المقبلة معتبرا ان تجهيزات حديثة ستركب خلال النصف الثاني من السنة الحالية. وفي الوقت الحاضر لا يحق سوى لموظفي الصرف الدخول الى القاعة الاساسية لاسباب امنية، الا ان المسؤولين في هذه البورصة يؤكدون ان النظام الذي اعتمد على الكومبيوترات يتيح الدخول مباشرة الى البورصة عبر موقعها على الانترنت.