عزيزي رئيس التحرير لست أدري ما الذي أيقظ في نفسي لوعة ومرارة فراق الوالد الغالي بعد مضي شهر على وفاته هذه اللوعة اراها تزداد اشتعالا بعدما عصرت في قلبي آلاما وأحزاناً وأبكت عيني دموعا في صبيحة يوم حزين لقد طوى سجل اغلى ما أملك في حياتي فبغيابك يا والدي غابت شمسنا التي كانت مشرقة بوجودك بيننا وكأننا بعدك يا والدي أجسام بلا أرواح فقد ملكت قلوبنا بحبك وعطفك وحنانك الأبوي. يا والدي مر شهر على رحيلك ولا تزال رائحة جسمك عالقة بأنفاسي ورنين صوتك لايزال يدق سمعي ودفء حنانك بين ضلوعي كلما تذكرنا هذا ثارت فينا مواجع فراقك وتجدد الأسى في نفوسنا. يا والدي: لن ننسى غامر فضلك وإحسانك وصلابتك في الحق. أنت قمرنا وشمسنا الذي ينير بيتنا بالحكم الباهرة التي تتعهدنا بها في حياتنا تعلمنا منك الكثير من القيم والأخلاق وحب ذوي القربى وصلتهم وحب الخير للناس وشكر النعمة وحرص أبنائك على أداء الصلاة.. لقد كنت عصاميا جواداً كريماً معتمداً على الله ثم على نفسك في شئون حياتك لا تحب جمع المال للثراء ولكن تحب إكرام الضيف ومساعدة المحتاج وإظهار نعمة الله عليك .. تكرر عبارة (الحي بيعيش) يا والدي: إن الحياة مليئة بما يكدر الصفو وها هي تسير بمفاجآتها السارة والأخرى المخيفة وما الموت إلا سنة من سننها الدارجة (إنك ميت وإنهم ميتون) أنني عندما اتذكر قيمتك ومكانتك في الناس أتذكر هذا البيت من الشعر: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات يا والدي: إن المصاب فيك جلل والفجيعة فيك عظيمة ولكن قضاء الله نافذ لا محالة وقدره صائر فلك أجل كتاب. اللهم أبدل والدي داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيرا من زوجه واجمعنا به في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر. أحمد يوسف الصايل إمام وخطيب جامع أبي ذر الغفاري الأحساء الجشة