البعض يرى أن الإنترنت يعمل على عزل بعض الأفراد اجتماعيا، فيما يراه آخرون وسيلة رائعة للتواصل مع الآخرين ،الإنترنت اصبح بديلا للتفاعل الاجتماعي الصحي مع الرفاق والأقارب،فقضاء الأشخاص ساعات طويلة في استكشاف مواقع الإنترنت المتعددة يعني تغيرا في منظومة القيم الاجتماعية للأفراد حيث يعزز هذا الاستخدام المفرط القيم الفردية بدلا من القيم الاجتماعية وقيم العمل الجماعي المشترك، وهي التي تمثل عنصرا هاما في ثقافتنا. هناك بعض الدراسات تشير الى ان استخدام الإنترنت يعرض الأطفال والمراهقين إلى مواد ومعلومات خيالية وغير واقعية تساهم في إعاقة تفكيرهم وتكيفهم وينمي بعض الافكار غير العقلانية خصوصا ما يتصل منها بنمط العلاقات الشخصية وأنماط الحياة والعادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الأخرى، (اليوم) فتحت التحقيق للتعرف على مخاطر وأضرار خفية وراء معلومات ملوثة تقتحم عقول الشباب وتسلط الضوء على تأثير الانترنت على علاقاتنا الاجتماعية ..فكانت هذه المحصلة.. في البداية يقول خالد الخطيب: ان الغالبية العظمى من الناس يفضلون قراءة الأخبار عن طريق شبكة الانترنت بسبب ضيق الوقت حيث ان العصر الحاضر يشهد من الملهيات و الأعمال الشيء الكثير الأمر الذي لا يدع للإنسان وقتا كافيا لتصفح الجرائد فيضطر إلى قراءتها على الانترنت أثناء تأدية أعماله على الشبكة،ولاشك أن هناك بعض المخاطر التي قد يتعرض لها صغار السن والمراهقون ،وأبرز هذه الاضرار الغزو الفكري والثقافي واقتحام عقول الشباب لتغيير بعض المفاهيم السائدة لديهم من عادات وتقاليد. ضرورة ملحة و يؤكد محمد القمام أن جيل الشباب الصاعد تربى وسط الأجهزة الالكترونية و التكنولوجيا الحديثة بعيدا عن المكتبات و القراءة التقليدية لذا نجد أنه من الصعب عليهم تصفح الجرائد الورقية لأن ذلك أمر غير معتاد بالنسبة لهم مقابل أن شبكة الانترنت تتعدى كونها أمرا معتادا لتصبح ضرورة ملحة و جزءا من الروتين اليومي لا سيما أنها تحتوي على العديد من الشبكات الإخبارية بل أنهم في بعض الأحيان يعتبرون قراءة الصحف الورقية أمرا يخص كبار السن و أنه من العار على الشاب أن يرجع بعاداته و سلوكه الى الوراء بل من الواجب عليه أن يواكب ما ظهر من تقنيات حديثة. ويضيف:مع العلم بأن المخاطر جسيمة جراء استخدام الحاسوب لكن معظم فئات الشباب يقبلون عليه ويقضون وقتا كبيرا جدا خاصة مع دخول الصيف ووجود مساحة من الفراغ . وينصح القمام الكبار قبل الصغار بتقنين استخدام الكمبيوتر لاسيما صغار السن والمراهقين حتى لاتتسع رقعة الأضرار والمخاوف من تفتيت عقولهم وتشتيت أذهانهم وتغيير معتقداتهم. أما حسام خليفة فيقول: أنا لست من الذين يتجاهلون قراءة الصحف الورقية و لكن تعلقي الشديد بمتابعة الأخبار أبعدني عن الصحف حيث أنني لا أكتفي بقراءة الخبر من مصدر واحد بل أحرص دائما على قراءته من جميع المصادر التي نشرته أو تحدثت عنه حتى ألم بجميع التفاصيل فإذا كنت سأشتري جميع الصحف المحلية الصادرة يوميا فإنه بالطبع سأخصص جزءا من راتبي لمتابعة الأخبار لذا فإنني أفضل فتح شبكة الانترنت و دخول مواقع جميع الشبكات الإخبارية و الصحف المحلية و أطلع عليها جميعها و إن كان هناك حدث مهم فإني أقارن أي الصحف تحدثت عنه بشكل تفصيلي فإني أحرص حينها على شراء الطبعة الورقية لأحس بمتعة القراءة حيث ان التصفح عن طريق شبكة الانترنت كالرجل الآلي انسان يؤدي مهامه دون روح حية. أثناء التصفح بينما يؤكد شهاب رمضان و هو مشرف فني بأحد مقاهي الانترنت أن ما يدعو كثيرا من الناس إلى قراءة الأخبار عن طريق شبكة الانترنت هو ما توفره الشبكة من تقنيات حديثة لا تتوافر في الصحف الورقية حيث أن معظم مواقع الانترنت يذيل الخبر بروابط تشعبية لمواقع أخرى نشرت الخبر نفسه إضافة إلى اتاحتها فرصة كتابة الرد أو التعليق مباشرة أثناء التصفح. في المكتبة العامة التقينا بحسام الأحمد يتصفح الجرائد بصحبة أبنائه الصغار (لا يجيدون القراءة) حيث قال: أنا من الحريصين جدا على متابعة الأخبار بواسطة الصحف دون غيرها من وسائل الإعلام و ليس هذا فحسب بل إني أحرص على أن أبنائي الصغار يتصفحونها أيضا و أن كانوا لا يجيدون القراءة حيث أن هناك جانبا تربويا يتعدى قراءة الأخبار فقط،،وأبرزها توريث الأبناء مفهوم الثقافة العامة والحفاظ على القيم الاجتماعية وطرح الرؤى وتفهم وجهات النظر واحترام الرأي والرأي الآخر. ويضيف: في هذا الوقت نجد أن كثيرا من الناس يتابعون الأخبار عن طريق شبكات الانترنت و هذا أمر منطقي حيث أن كلتا الوسيلتين توفران هذه الخدمة و قد تتفوق الوسائل الأخرى على الصحف أحيانا و لكن لا ننسى أن هناك في رفوف المكتبات كتبا قيمة مليئة بالمعلومات الثقافية و التاريخية و الأدبية وإذا أيقنا بأن جميع تلك الكتب ورقية و أن توافر بعضها على الشبكة فإن الغالبية العظمى غير موجودة لذا كان من الواجب علي أن أحبب أبنائي منذ صغرهم بالقراءة من الورق و هو أمر توفره الصحف دون غيرها من وسائل الإعلام خصوصا قبل تعلمهم القراءة أكون أشد حرصا على تعليمهم إياها عن طريق الصحيفة نظرا لما تتميز به الصحف من فصاحة اللغة المكتوبة بها وتنقيتها لأجمل و أنقح العبارات اللغوية الأمر الذي قد يكسبهم لغة فصحى ممتازة إضافة إلى أنه سيمنحهم أسلوب كتابة رائعا و قدرة كبيرة على التعبير. وفي النهاية يؤكد الباحثون ان الاستخدام الفردي للإنترنت يعزز الرغبة والميل للوحدة والعزلة للمراهقين والشباب مما يقلل من فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي الصحي الذي لا يقل أهمية عن النمو المعرفي وحب الاستطلاع والاستكشاف. @ ارسلت الشكوى للبنك وفي انتظار التجاوب