المكتبة العامة في الدمام مغلقة للصيانة .. ليس هذا سبباً كافياً لعزوف الشبان عن القراءة والمطالعة بل لأن الشباب أنفسهم تجاوزوا المكتبات العامة وصفحاتها إلى دنيا الأجهزة الذكية ولمساتها خصوصا أن الأجهزة المعنية لا تحتاج أصلا غير اللمس لتصفح الورق. «عكاظ» التقت بمجموعة من الشباب لمعرفة أسباب العزوف عن المكتبات. يقول الطالب الجامعي محمد السهيمي عن أسباب هجران المكتبات العامة: السبب يكمن في قلة الوعي بأهمية القراءة إلى جانب النظرة القاصرة لأهمية المكتبات في تكوين ثقافة معرفية متنوعة، إضافة إلى عدم سعي الوزارة المعنية بشؤون المكتبات العامة إلى الاهتمام بها وتطوير أدائها، فأكثر المكتبات العامة تفتقر إلى أبسط مقومات التقنية الحديثة، وقلة المرافق والخدمات بها. يضيف السهيمي أن كل هذه العوامل صرفت القارئ عن ارتيادها أو الاستفادة منها، فأصبحت بيئة طاردة خالية من القراء، ويشكل لك سببا رئيسا في عزوف الكثير منهم عن القراءة أو الاطلاع في ظل غياب البيئة المناسبة للقراءة، أو الجو المشجع عليها. وعلينا أمام هذه الظاهرة (إن صح التعبير) أن نسعى لبناء مجتمع مثقف محب للقراءة عن طريق تفعيل دور المكتبات في نشر الوعي بأهمية القراءة، وهذا يجب أن يتوازى مع جهود الوزارة الرسمية في تأسيس المكتبات العامة في كل مدينة، وتزويدها بالتقنيات الحديثة في معالجة حفظ المعلومات ونشرها، لمواكبة الانفجار المعرفي الحاصل، والتقدم العلمي المتسارع في ظل العولمة التي لم تدع مجالا إلا ولها فيه تأثير وتأثر، عندها فقط سنحقق أولى خطوات النجاح في تأسيس مجتمع المعرفة من خلال نشر ثقافة المكتبات التي تعد رافدا أساسيا من روافد العلم والمعرفة، لتقدم التعليم المستمر للأفراد خارج مؤسسات التعليم الرسمية، ويشير السهيمي إلى أن المنطقة الشرقية تفتقد للمكتبة العامة حيث أنه لا يوجد حتي الآن مكتبة عامة بمدينة الدمام ومنذ قرابة السنة والنصف المكتبة العامة مغلقة بحجة الصيانة. الشاب سعد الشهراني يقول من جانبه، بكل بساطة سبب هروب الشباب عن المكتبات العامة هو عدم تواجد مقر لها بمدينة الدمام السبب الرئيسي بوجهة نظري، استخدام الإنترنت حيث تتوفر الآن نسخ إلكترونية لأغلب الكتب وإن لم يكن فيتم البحث عن أي معلومة في مواقع البحث أو المنتديات، إذ أن الكثير لا يعي أهمية مصداقية المعلومات المتوفرة في الإنترنت ولا يهتم لمصدرها ويظن أن ذلك يغنيه عن الذهاب إلى أحد المكتبات العامة و أنه سوف يوفر الجهد و الوقت وهذا خطأ شائع. صالح بوسبيت من جانبه يرى سبب إهمال بعض الشباب للمكتبات في الوقت الراهن هو توفر الأجهزة الحديثة مثل أجهزة وبرامج التواصل الاجتماعي التي كان لها تأثير كبير في ضياع كثير من أوقات الشباب، والسبب الآخر هو توفر بعض الكتب بل أغلبها على مواقع الإنترنت مجانا فهذا يغني الشباب من مراجعة المكتبات والاستعارة منها أو شرائها. عبدالله القرني يضيف من وجهة نظري سبب عزوف الشباب عن المكتبات العامة يعود لأمرين الأول قلتها في المنطقة وعدم فعاليتها اجتماعيا وإعلاميا فربما هناك أشخاص لا يعلمون عن موقعها أو عن وجودها من عدمه بسبب قلة فعاليتها، والأمر الثاني يعود لنا كشباب فالسبب في عدم مراودتنا للمكتبة العامه أننا لم نعتد على القراءة والتصفح من الصغر). لكن الشاب محمد الراشد يرى أن ابتعاد الشباب عن المكتبات يعود إلى التطور التكنولوجي، فبدلا أن يذهب الشاب إلى المكتبة يستبدل فكرة الذهاب باستخدام جهاز الكمبيوتر أو جهازه الذكي حيث يصل إلى الكتاب بصيغته الإلكترونية ما يوفر الجهد والوقت للوصول (انصح جميع إخواني وأخواتي الشباب والشابات عبر «عكاظ» بأهمية القراءة في تنمية الفكر وتصحيح المفاهيم الخاطئة .. غرفة بلا كتب كالجسد بلا روح). وفي وجهة نظر الشاب سعيد القحطاني، أن سبب إهمال الشباب للمكتبات العامة هو الثورة المعلوماتية في الشبكة العنكبوتية حيث أنه لم تعد الكتب والصحف المصدر الوحيد لتلقي الأخبار والمعلومات بل أصبح الإنترنت وسيلة أسرع وأسهل، فضلا عن أنه يتيح مجالا أوسع للبحث ما يجعل الشباب يمتنع عن ارتياد المكتبات العامة.