إذا كانت المرأة تستطيع القيام بمهام أخرى غير المهام التي تعود المجتمع على أن تقوم بها من خدمة المنزل والقيام بشئون الأسرة، وعلى الرغم من أن هذه المهام كانت دارجة في المجتمع في الماضي، وقد تغير الوضع الآن، إلا أن هناك آلاف النساء مازلن يمارسن نفس الدور رغم تطور الزمن.. وهذا لا يعني بكل تأكيد ضآلة الدور الذي تقوم به داخل المنزل، بل هو مهم ومازالت هناك أصوات من الطرفين تطالب بعودتها لتصحيح الاختلال في الأدوار، إلا أن ما يهمنا هنا هو أن المرأة لم تخرج من المنزل للعمل لأسباب عادية أو حسب التطور الذي حصل خلال العقدين المنصرمين، وإنما خرجت لأسباب خارجة عن إرادتها في أغلب الأحيان، وفي أحيان أخرى أتت وظيفتها في وقت مناسب (وفاة زوج أو أب- او هروبه... او أسباب أخرى عديدة). وفي دراسة أجريت مؤخراً لصالح إحدى الجمعيات الخيرية في المنطقة وأطلعتنا على بعض نتائجها الباحثة الاجتماعية ليلى عبد المحسن، جاء فيها أن أهم الأسباب التي تدفع المرأة للعمل (خاصة إذا لم تكن لديها شهادة أو محفزات للعمل) موت الزوج، ذلك أن مجتمعنا يجعل المرأة معززة مكرمة في غالب الأحيان، إلا أن وفاة الزوج في ظل وضع مادي غير مستقر وراتب متدن وغير قادر على استيفاء مصاريف المنزل والأولاد يجعلها تبحث عن عمل أو وظيفة مهما كانت الظروف. وجاءت هذه النسبة أن 43% في حالة المرأة الكبيرة في السن أو التي لا توجد لديها شهادة تؤهلها للعمل.. وأضافت الدراسة إن هذه الفئة تجد صعوبة بالغة في الحصول على عمل مناسب، فعلى سبيل المثال 25% من هذه العينة عملت عاملة في مستشفى أو في مدرسة وهي تتقاضى راتباً قد لا يتجاوز 1200 ريال، بالإضافة إلى الصعوبات التي تعترضها كعدم وجود سيارة لتوصيلها لمكان العمل، أو مضايقة الرجال إذا كانت في سن الأربعين ولم تتزوج من رجل آخر، مع وجود نسبة من التعاطف إذا تجاوزت الخمسين أو إذا كان رب العمل متعاطفاً معها وهو أمر يحدث كثيراً.. بسبب الطلاق أما الفئة الثانية فجاءت بسبب الطلاق وتقدر ب 24% ، حيث تعاني المطلقة ويلات الإعالة، خاصة إذا كان لديها 3 أطفال فما فوق، ويزيد الحمل عليها إذا تعدى هذا العدد، وإذا كان هناك مجموعة منهم في المدارس فتزداد طلباتهم وتكثر احتياجاتهم، لاسيما أن بعض المدارس لا تراعي ظروف بعض العوائل، أو أن هذه العوائل نفسها لا تكشف عن حالتها المادية.. وهناك حالات خرجت البنات من المدارس لعدم مقدرة الأم على توفير مصاريف المدرسة. البحث عن عمل آخر وكشفت الدراسة عن أن نصف هذه المجموعة يبحثن عن عمل آخر، إذا كان لديها عمل آخر، فإذا كانت تعمل في مدرسة أو في مستشفى كما في المثال السابق فإنها تحاول أن تقوم بممارسة البيع في نفس المكان الذي تعمل به، لكنها قد تواجه بعض المخاطر في بعض الأماكن التي لا تسمح بممارسة مهنة أخرى، وأوردت في الدراسة مثالاً لامرأة مطلقة تدعى وداد تعمل في مستشفى خاص براتب 1150 ريالاً، وتعيل 4 أطفال، وتقول: إن هذا الراتب لا يكفي شيئاً ف 500 ريال تذهب للإيجار والباقي يصرف على البيت، ومن خلال عملها في المستشفى استطاعت أن تعمل كبائعة لبعض المواد التي تشتريها النساء مثل العطور المتوسطة الثمن وبعض أدوات التجميل مما يسهل حمله، ولكنها تواجه صعوبات كثيرة خاصة بعض المسئولين الذين يطبقون قوانين المستشفى بحذافيرها مما أوقعها في الحرج أكثر من مرة. معلقة حتى إشعار آخر أما الفئة الثالثة فهي المعلقة وجاءت بنسبة 15%، وهذه فئة من المجتمع يجهل الكثير من الناس طبيعتها، وهي تلك المرأة غير معروفة الوضع، فلا هي مطلقة ولا هي زوجة، وكأنها معلقة بين السماء والأرض بين رحمة الله وتجاهل البشر، ففضلاً عن زوجها الذي لا يعرف أهي ميتة أم لا، فهي مهملة مع أولادها وتحصل في كثير من الأحيان على معونات من المحسنين أو من الجمعية الخيرية التابعة لمنطقتها، وبينت الدراسة أن هذه الفئة في غالبيتها من غير المتعلمات، لأن المرأة المتعلمة أو الواعية لا تقبل بهذا الوضع. صعوبة البحث أما الزوج المدمن واللامبالي فهو السبب الرابع في الدراسة التي بينت أن النسبة 8% وعلى الرغم من أن الاعتقاد يسود بأن الأزواج المدمنين قد يصل في دراسات أخرى إلى نسبة أعلى بكثير، إلا أن هذه الدراسة خصصت لهدف معين وهو إعالة النساء، وفي منطقة محددة هي الشرقية، وعدد محدود من النساء هو 438 امرأة وفي سنوات لا تتجاوز الثلاث، وهو أمر تصعب فيه الإحاطة بكل تفاصيل العينات. وحول هذه النقطة قالت الباحثة: إن الجهود التي بذلتها لحصر أكبر عدد ممكن من السيدات كبيرة جداً، وحصل هناك تمنع كثير من قبلهن، وذلك لخوفهن من تعرف المجتمع على أسمائهن، وعلى الرغم من التحفظ الشديد الذي اتبعناه في الدراسة والوعود التي بذلناها من أجل الحفاظ على السرية إلا أننا لم نتمكن من إقناع الكثيرات. معاناة نفسية زوجات السجناء والمرضى جاءت بنسبة 8% أيضاً، حيث تعاني هذه الفئة كغيرها من الفئات حالة نفسية صعبة، إذ أن الزوج في هذه الحالة موجود ولكنه مفقود في نفس الوقت، خاصة إذا كان مسجوناً بسبب دين لم يستطع تسديده، هنا تلجأ المرأة إلى أصحاب الخير وقد تتعرض لبعض المضايقات، مما يدفعها للتراجع في كثير من الأحيان وتعتمد على رجال آخرين في القيام بهذه المهمة.. وغالبية هذه النسبة تبحث عن عمل مؤقت إذا كان الزوج مرجوا شفاؤه في فترة قريبة أو يخرج من السجن ولديه عمل جيد.. أما إذا كان مفصولاً من العمل بسبب السجن أو أن عمله أصلاً غير كاف كأن يكون سائقاً أو عاملاً في أحد المصانع، حينها يكون البحث عن عمل بالنسبة للمرأة ضرورياً ورئيسياً. الرجوع للزوجة الأولى أما الفئة الأخيرة فهي بسبب الزواج الثاني، حيث أن الكثير من الرجال يشعرون بالحرج أو عدم المقدرة على إدارة أسرتين، فيترك الثانية ويرجع إلى الأولى، خاصة إذا كان الزواج الثاني عبارة عن نزوة أو حب متعجل، ووظيفة الزوج لا تؤهله لذلك، فحينها يقرر الرجوع للأولى، وبينت الدراسة أن غالبية هذه الحالات يكون الزواج الأول من إحدى القريبات فتمارس العائلة ضغوطات اجتماعية مما يؤدي إلى إهمال الزوجة الثانية وهو أمر مستغرب خلال السنوات العشر الأخيرة. وأبرزت الباحثة مثالين على هذا النوع من الأسباب فهناك فادية وهي من جنسية عربية متزوجة من سعودي ولكنه تركها بعد أكثر من خمس سنوات وهي مقيمة الآن في السعودية كزوجة ولكن الزوج لا يعيرها أي اهتمام، ولولا أنها تمتلك شهادة وعبر عدة محاولات استطاعت الحصول على عمل لتصرف على نفسها وطفلين لم يتجاوز أكبرهم السنوات الثلاث. وأما المثال الثاني فهي العنود وقدر رفضت إبداء أي سبب لتجاهل الزوج لها رغم أنها الزوجة الثانية وقد تزوجها عن حب، وهي على قدر عال من الجمال والوفاء له، ولكن الزوج لعدة أسباب (رفضت الإفصاح عنها) تركها لصالح الزوجة الأولى وهي الآن تبحث عن أي عمل لإعالة أطفالها. وتقول الباحثة ليلى عبدالمحسن: إن أحد أهم أسباب وجود هذه الظاهرة يرجع إلى المرأة نفسها، فهي التي تقبل بهذا الوضع، وتتساهل في إعطاء الفرصة للزوج (العائل) في التمادي وإهمال الأسرة.. أما بالنسبة لحالات الوفاة أو الطلاق فإن الأمر خارج عن إرادتها ويحتاج الأمر إلى المزيد من الدراسات للتغلب على مثل هذه الحالات. وتخلص الباحثة إلى التوصية بأهمية التوعية والتثقيف في المحاضرات التي تقيمها الجمعيات والمراكز الثقافية والاجتماعية الأخرى من خلال التوضيح لنساء المجتمع بالعمل على توعية الأسرة خاصة الأبناء بأن الحياة مشاركة بين الاثنين وليس من العدالة أن تحمل المرأة دوراً هي غير قادرة على أدائه. استغلال تتحدث نوال عن تجربتها مع زوجها فتقول عندما تزوجت أحببت أن أظهر لزوجي أنني متعاونة معه، وأنه ليس هناك فرق بيني وبينه.. وتأكيداً مني لهذا المفهوم سلمته راتبي كاملاً.. رفض في البداية، ولكن مع إلحاحي وافق.. وتضيف قائلة أذكر أن صديقاتي عندما علمن بما فعلته نصحنني بأن أكف عن هذا التصرف حتى لا يعتاد زوجي على ذلك، لكني كنت متفائلة أكدت لهن بأن زوجي غير أزواجهن فهو مثقف ويقدر الحياة الزوجية ويثمن تضحياتي وعطاءاتي، وليس عيباً أن تشارك المرأة زوجها، فالحياة صعبة والمصاريف كثيرة.. وتستكمل حديثها قائلة بقيت أدفع راتبي كاملاً لمدة سنة تقريباً، ثم ناقشته في الأمر لكنه تمنع عن صرف ريال واحد في البيت.. وأنا الآن مازلت على هذه الحالة منذ 3 سنوات وأصرف راتبي كله على تموين البيت والفواتير والكهرباء والهاتف، حتى مصاريف أطفالي أتكفل بها كاملة... للضرورة أحكام عائشة التي عاشت مع زوجها في بداية حياتها حياة هانئة تقول دوام الحال من المحال، فزوجي الحنون الكريم تغير بعد سنة واحدة من زادنا وكنت قد أنجبت طفلتي الأولى.. ومن بين دموعها تضيف عائشة: لقد دخل زوجي عالم المخدرات من خلال الصحبة السيئة التي كان يقضي معها معظم وقته حيث صار راتبه مخصصا لهذه الآفة.. عندها وجدت نفسي مضطرة لأن أقوم بالنفقة على البيت، وذلك بعد أن حاولت إقناعه بدخول المستشفى للعلاج لكنه رفض ذلك تماماً.. وبقلب مؤمن ورضا تقول عائشة إنني أحمد ربي وأشكره لأن راتبي كبير بحيث يكفي لجميع نفقات البيت بالإضافة إلى مرتب الخادمة والسائق، وتضيف أنا راضية بقدري وهو مع هذا السوء أفضل من الطلاق الذي نصحني به البعض. أنا سعيدة ليلى ذات الثماني والعشرين سنة تشرح لنا ظروفها القاسية فتقول منذ عشر سنوات أنهيت دراستي الثانوية بتفوق ودخلت الجامعة وكلي أمل وتفاؤل للغد المشرق الذي ينتظر فتاة مثلي بعد التخرج (الوظيفة الجيدة والزوج الطيب) لكنني استيقظت على الواقع المر عندما أصيب والدي بحادث أثناء عمله حيث صار عاجزاً عن العمل وأصيب باكتئاب شديد مما جعله ينعزل عن المجتمع ويرفض الكلام مع أحد.. ولأنني الكبيرة وسط أخوتي اضطررت لترك الجامعة بعد سنة واحدة فقط من التحاقي بها وعملت معلمة رياض أطفال في مدرسة أهلية براتب بسيط، لكن هذا الراتب لم يكن يكفي شيئاً، فتبرعت والدتي ببيع ذهبها لألتحق بمعهد وبعد حصولي على شهادة في الحاسب الآلي ودورات في اللغة الإنجليزية التحقت بعمل جديد براتب مجز ومازلت حتى اليوم أقوم بدفع مصاريف البيت من هذا الراتب. وتضيف ليلى اضطررت لرفض أي عريس يتقدم لي لأن أهلي لن يكون لهم عائل ومع ذلك فأنا سعيدة ومقتنعة بدوري وأنه يجب علي أن أضحي بمستقبلي لأنفق على أخوتي وأبي. راتب الجمعية لا يكفينا هدى أرملة تجاوزت الأربعين توفي زوجها بعد معاناة مع السرطان وترك لها خمسة أطفال تعولهم.. وكيف لها أن تعمل وهي لا شهادة لديها ولا مهنة تمتهنها.. لجأت إلى الجمعية الخيرية فصرفت لها راتباً شهرياً لكن الراتب لا يكفي متطلبات عائلة مكونة من خمسة أطفال. وتضيف هدى قائلة وجدت نفسي مضطرة للعمل، فعملت بائعة متجولة أحمل حقيبتي وما تحتويه من ملابس نسائية وماكياجات وشنط وأبيعها في أماكن تجمع النساء في البيوت وغيرها.. وتضيف قائلة لقد در علي هذا العمل ربحاً معقولاً أعانني على دفع مصاريف الأولاد، وسأعمل إلى أن يتخرج ولدي ويساندني في هذه الحياة الصعبة. أرملة ومديرة مدرسة (أم خلود) مديرة مدرسة توفي زجها وترك لها بنتين وعاشت في بيت والديها المسنين الأمر الذي دفعها لإعالتهما بالإضافة لأولادها.. تقدم لها رجل وتزوجت لكن هذا الزوج بدوره لم يمنحها شيئاً من المال مما جعلها تواصل الصرف على العائلة بنفسها. حصلت على ثمرة كفاحي نورة انفصلت عن زوجها منذ سنين طويلة.. تحكي لنا كيف عاشت بعد انفصالها وكيف استطاعت تدبير أمورها.. تقول بعد طلاقي من زوجي قررت أن أعيش مستقلة عن أهلي، فاستأجرت شقة متواضعة وسكنت فيها مع ولدي الصغير وكان راتبي يكفيني أنا وولدي الصغير.. وتضيف قائلة الآن بعد هذه السنوات أرى أمامي ثمرة كفاحي.. فقد تخرج ولدي في الجامعة وعمل بوظيفة جيدة وأنا الآن أبحث له عن عروس لتكتمل فرحتي. حملت شهادتي وبنيت بيتاً عندما تطلقت اسودت الدنيا بوجهي فقد كنت أعتقد بأن الطلاق هو نهاية الكون.. لكنني عملت بشهادتي وأنفقت على أطفالي الثلاثة.. هذا ما تحكيه لنا (أم حسن) عن تجربتها وتستطرد قائلة وفقني الله مؤخراً وبنيت بيتاً صغيرا وكبر أولادي وجعلني ذلك أنسى سنوات الشقاء التي مرت علي. أنفقت على أولادي من البيع (أم مبارك) التي وجدت نفسها فجأة مضطرة للعمل، وقفت حائرة إذ لا شهادات لديها فكيف ستجد عملاً في الوقت الذي لا تجده الجامعيات.. لكنها استطاعت أن تتصرف.. فدعونا نستمع لحكايتها... تقول: توفي أبو مبارك وتركني مع أطفال صغار .. بحثت عن عمل ولم أجد.. اقترحت علي إحدى قريباتي أن أقوم بصنع الطعام والمأكولات التي أجيد طبخها ومن ثم أبيعها للناس.. في البداية ترددت لكنني عزمت الأمر ونجحت الفكرة حيث أصبح الدخل يكفي للنفقة على الأولاد وتوفير جميع متطلباتهم، وقد أصبحت مشهورة ولا أكاد أستطيع تلبية الطلبات لكثرتها. مساندة الزوج أما أم أحمد فقد أصبحت تنفق على أسرتها بطريقة طبيعية دون أن يكون لها أي منعطف في حياتها أو أي تأثير سلبي، فقد تزوجت رجلاً ضريراً، وعلى الرغم من أنه لديه بعض الأعمال إلا أنها قبلت أن تكون مساندة له من خلال قيامها بعمل يقيها شر السؤال.. وتضيف أم أحمد قائلة هناك الكثير من السيدات اللاتي يعملن بهذه الطريقة وهو القيام بالبيع في المنزل، إذ أن هناك الكثير من الجيران والمعارف لا يذهبون إلى الأسواق مما يدفعهن للشراء من عندي خاصة أن الأسعار التي أضعها هي في متناول الجميع.. وعلى الرغم من السلبيات التي تحوط هذه الطريقة لأن البعض لا يدفع بسرعة إلا أن الأمور تسير على ما يرام. لا ضرر من ذلك تركنا السيدات وحاولنا استطلاع بعض الآراء حول الموضوع فقال محمد خليفة: مما لا شك فيه أن المجتمع يوجد فيه بعض الحالات الشاذة التي يضطر البعض فيها لممارسة عمل قد لا يكون مناسباً له، إلا أن الظروف تضطره للقيام به، وهذا هو حال الكثير من الأمهات والزوجات في مجتمعنا، إذ تقوم الأم بالعمل في مجال ما، سواء وظيفة حكومية أو في شركة أو بائعة كما هو منتشر لدينا.. وأضاف محمد يقول إنه لا ضرر في ذلك، إذ أن هؤلاء النسوة يعتبرن مضحيات ويتحملن المسئولية بصدر رحب، وهو أمر يحسب لهن.. التهرب من المسئولية أما حسين العجمي فيتفق مع محمد حول هذا الموضوع ولكنه يرى أن هناك الكثير من الرجال يستغلون الفرصة ويتهربون من المسئولية إذا كان وضع المرأة جيدا فيحملها كامل المسئولية، لاسيما أن بعض الرجال لديهم أكثر من زوجة، فيجعل تلك الزوجة الموظفة أو صاحبة المال تصرف على نفسها وأولادها، بل إن بعضهم يمتص جهودها ويجعلها تصرف عليه هو.. وهذا الأمر ينتشر كثيراً لدى الأزواج غير المبالين، والذين قد لا يعترفون بإنسانية المرأة. المرأة هي المسئولة ويرى حسين المرشود أهمية العناية بهذه الفئة كونها تتعرض لاضطهاد من قبل بعض الناس، إلا أنه من جهة أخرى عليها تحمل المسئولية بنفسها لأنها صاحبة الشأن وهي الأولى أن تقوم بهذا الدور. ومن جهة أخرى يجب الإشارة إلى أن هناك الكثير من النساء عملن وناضلن من أجل تأمين لقمة العيش لأسرهن على الرغم من وجود أهلها القادرين على سد حاجتها، وهو أمر يجب النظر إليه بعين الاعتبار، فالكثير من النساء يتوفى زوجها أو يطلقها وتترك في يد الزمن مع وجود الأب أو الأخوان ولكنهم لا يحركون ساكناً في ظل انشغالهم بأمور الحياة التي لا ترحم، ولكن ذلك لا يعفيهم من تحمل المسئولية وأعتقد أنهم سبب رئيسي في جعل هذه المرأة تمد يدها للآخرين أو تبحث عن عمل وهي غير قادرة على ذلك. ففي الحين الذي نجد فيه بعض النساء إما لأنهن لديهن شهادات للعمل أو أن عمرهم يسمح بذلك، ولكن لا ننسى أن هناك بعضهن ممن تجاوزن سن الخمسين مثلاً أو أن صحتهن لا تؤهلهن لذلك. سوسن عبدالعزيز ترى أن المرأة في بعض الأحيان تكون هي المسئولة عن وجود مثل هذا الوضع، إذ أنها هي التي تتطوع بالإنفاق على العائلة في الوقت الذي يكون فيه الزوج قادراً على ذلك ويتذرعن بأن الحياة تحتاج إلى التعاون، فيما الكثير من الأزواج لا يستحقون ذلك وبالتعبير الدارج (لا يعطون وجه!!). التوعية الاجتماعية وترى سوسن الأحمد أن الأمر بحاجة إلى توعية اجتماعية لكي يشعر الجميع بمسئوليته تجاه الآخر.. وأن الأمر لا يتعلق بشماتة من الرجل بقدر ما أننا بحاجة إلى زرع الثقة بالنفس والتعود على ممارسة الأمور على حقيقتها، وعدم المغالطة، فالمرأة ليس من واجبها النفقة لا على نفسها ولا على منزلها بل ذلك من واجب الرجل. أما وأن الظروف قد اختلفت وتطورت الأمور بحيث يصعب على الرجل قيادة الأسرة بمفرده فإنه يتطلب على المرأة أن تشارك الرجل قيادة السفينة، شرط أن يتفهم الرجل والمجتمع هذا الأمر ويعطي المرأة حقها ويقدر تضحياتها. حماية الأسرة الشيخ عبدالعزيز الفرج لديه الكثير من التجارب والخبرة في هذا المجال يرى أن هناك الكثير من النساء يقمن بواجب حماية الأسرة، ويشدد على هذه العبارة باعتبارها أمراً مهماً، إذ أن الأسرة إذا بقيت بلا معيل فإنها تظل بعيدة عن الحماية وتظل مهلهلة ومعرضة للسقوط في أي وقت. ويضيف الفرج: إذا قلنا بعدم أهمية المال في حياة الناس فإننا نتعامل معه هنا من منطلق ديني واجتماعي بحت، فالمال ليس كل شيء، ولكنه يغدو أمراً هاماً وكالماء بالنسبة لجسم الإنسان إذا تعطلت أمور الحياة بسببه، فهل يعقل أن تظل المرأة مكتوفة الأيدي إذا شاهدت البيت ينهار وتخلى الزوج عن مسئوليته سواء عن طريق الهرب أو المرض أو الموت أو أي أمر آخر، مشيراً إلى أن المرأة هنا يصبح دورها مساوياً لدور الرجل تماماً، و يجب على المجتمع أن يقدر هذا الأمر ويتعامل معها بطريقة تختلف عن معاملته مع المرأة ذات الظروف الاعتيادية. تسهيلات ضرورية ويشرح الفرج هذه المسألة قائلاً: إذا احتاجت هذه المرأة مثلاً إلى معاملة في دائرة حكومية علينا أن نسهل لها الأمر قدر المستطاع، وإذا اضطرت للمراجعة في أي مكان، فلا نقسرها على استخدام الروتين أو ما إلى ذلك، فالدين يسر وليس عسرا، فمن فرج عن مؤمن كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. دور الجمعيات الخيرية بدرية أحمد العثمان المديرة التنفيذية للشئون النسائية بجمعية البر بالدمام أفادت بالحالات التي تستفيد من خدمات اللجنة الاجتماعية وجاءت حسب الترتيب التالي: * المطلقة * الأرملة * الأيتام * العوانس * المهجورة * أسرة السجين * أسر المرضى * عابري السبيل (سعوديات وغير سعوديات).. ومن خلال هذه الإحصائية يتضح بحسب العثمان أن بعض هؤلاء النسوة يضطررن للعمل على الرغم من عدم وجود أي شهادة لديهن وأن بعضهن عشن لسنوات طويلة في المنزل وهن بذلك غير مطلعات على سوق العمل، ومع ذلك يلجأن له لسد رمق أطفالهن. وأضافت العثمان: إن الجمعية تقدم مساعدات مختلفة لهن تتراوح بين المادية والعينية وترميم المساكن وكفالة يتيم وإعالة أسرة. إضافة إلى المساعدات التثقيفية والتربوية وهي مهمة في هذا الجانب لأنها تساعد المرأة على تجاوز الكثير من الصعوبات وترشدها إلى الطريقة الفضلى للتعامل مع الوضع الذي تعيشه. ليلى عبدالمحسن