ارتفعت أعداد النساء الباحثات عن العمل والمتمردات على أسوار البطالة، لأسباب عديدة لعل أهمها: أعداد الخريجات الهائلة من النساء الجامعيات والماجستير وحتى من لم تكمل، لكن هذا البحث ارتبط بنساء أخريات اصبح العمل بالنسبة لهن هو الحياة وهو الحق الطبيعي بصرف النظر عن قيمة الشهادة التي تحملها، أو نوعيتها كون كل امرأة منهن مسؤولة عن إعالة اسرة وتوفير متطلباتها، إما بسبب الطلاق، ومغادرة الزوج، وعدم التزامه بالصرف على الأطفال أو وفاته، وعدم كفاية ما سيأتي من راتبه التقاعدي، وأحياناً لا يكون هناك في الأصل راتب تقاعدي، وأحياناً تعمل بعض النساء لعجز الزوج، وعدم قدرته على الإعالة، أو ضعف راتبه مما يدفع بالمرأة إلى سوق العمل للمساعدة والرفع من مستوى الأسرة، حيث يضمن عملهما معاً مستوى أفضل للعائلة. وأحياناً ينتقل الزوج من عمل إلى عمل دون جدوى، ويفقد كل عمل بعد فترة لعدم رغبته في العمل نفسه، واعتماده على المرأة التي تصرف وتعمل داخل وخارج المنزل، ولا يعنيه ما تتعرض له من مشاكل، أو صعوبات لأنها ستظل في النهاية هي آخر ما يفكر فيه. مقابل ذلك برزت صورة أزواج تنابله، كما يقال، أو عاطلون، يعيشون على ما يأخذونه من النساء، فهو لا يكف عن الوقوف أمام الصراف الآلي ببطاقتها يصرف يوم نزول الراتب، ويشتري، ولا يعنيه ان لم يكن لديه دخل، أو لديه ولكن محدود وهذه ظاهرة جديدة اظهرها استطلاع أُجري منذ سنة أو تزيد وأعلنت نتائجه أن نسبة عالية من الرجال العرب لا يمانعون من أن يتزوجوا زوجة تجني دخلاً أكثر منهم، وأظهرت دراسة لشركة (بيت دوت كوم) أن الرجال في منطقة الشرق الأوسط لا يشعرون بالقلق حيال تحقيق عوائد مالية أقل من زوجاتهم لكن الدراسة لم تذكر احساس من لا يعمل أصلاً، أو يعمل لفترة ثم ينقطع ويصبح كما يقول المصريون (زوج الست). أحد الأزواج يقوم بإيصال زوجته إلى العمل ويعيدها هي وأولاده، مقابل 1500 ريال بعد أن رفض أن تحضر سائقاً وقال لها أنا الأولى بما سيُدفع، رغم أن ايصال الأولاد أولاً من ضمن مسؤولياته كأب وهي صورة الزوج الذي لا يستطيع أن يستولي على راتب زوجته كاملاً ويكشخ ببطاقة الصراف عندها يلجأ للحصول على ما يريد بطرق أخرى منها أجرة التوصيل، ودفع تعبئة البنزين، وراتب الشغالة ومصاريف أخرى التزمت بها. أزواج آخرون ألزموا النساء بشراء سيارات بأسمائهن وهي للزوج تضطَّر لدفع قسطها الزوجة لأنه توقف عن الدفع لسيارة غالية الثمن، وآخر اقترض باسمها وظلت تدفع القرض لسنوات طويلة متهماً إياها بهدم المنزل إن حاولت حثه على الدفع وبأن مسؤولياته ومصاريفه لا تمكنه من التسديد يضاف إلى ذلك نغمة نحن واحد وهل الفلوس تغير العلاقات. (يتبع)