في أسواق محافظة الأحساء وفي قصور الأفراح فضلاً عن الدوائر الحكومية (التعليمية والطبية) عدد كبير من النساء العاملات، بعضهن تدفعهن الحاجة إلى المال في هذا الزمن الصعب، والبعض الآخر يندفع لتحقيق الذات عبر العمل والاعتماد على النفس. "اليوم" التقت ببعضهن وكان هذا الاستطلاع: إعالة الأسرة أو تحقيق الذات تعتقد بدرية العتيبي (تعمل في مجال التعليم) ان أي امرأة بحاجة لأن تعمل، ليس فقط للحصول على المال وإعالة الأسرة، بل لتحقيق الذات.. كما لا تعتقد ان العمل الذي يؤدي إلى خلل في الحياة الأسرية هو أمر حتمي و تقول المرأة تستطيع الموازنة بين الأمرين. وتعارضها في رأيها هذا زميلتها علياء عبدالرحمن، التي ترى ان ظروف الحياة هي التي تدفع المرأة للعمل، فهناك احتياجاتها الشخصية واحتياجات أولادها، سواء كانت تلك الاحتياجات أساسية جداً أو ثانوية، فأولاد اليوم لا يريدون ان يكونوا أقل من الآخرين في شيء. وترى علياء ان عدد ساعات العمل اليومية هو الأمر الصعب الذي يواجه المرأة العاملة. تقول: قد تضطرها ظروف عملها إلى التواجد القليل مع أولادها في المنزل، مما يؤثر على واجباتها المنزلية وتتنازل عن بعض الأدوار لصالح غيرها مثل الخادمات. عجز الزوج وتعمل سلوى محمد بائعة في أحد أسواق الأحساء، تقول: زوجي عاجز، وما يحصل عليه لا يكفي لمصروف الأولاد الصغار، لذلك هي تعمل لتوفر لأولادها متطلباتهم الأساسية فقط. واختارت إيمان ان تعمل في صناعة بعض اللوازم المنزلية وبيعها على الجيران والمعارف، لأن راتب زوجها قليل ولا يغطي.. تقول: أنا أساهم مع زوجي في توفير لقمة العيش لأطفالنا ولنا، وهذا يحول دون ان يحتاجوا إلى أحد. في قسم الضيافة لدى أم عوجان 11 ولداً، تعمل أخصائية شاي وقهوة في قسم الضيافة في أحد قصور الأفراح، عملها ليس دائماً، بل تعمل حينما يحتاج لها، تبرر عملها بالقول: أنها ظروف الحياة الصعبة وقلة المال، فزوجي راتبه الشهري ضعيف جداً، وهو راتب تقاعدي، فكيف يمكننا مواجهة ظروف الحياة الصعبة، وليس لدي الا ولد واحد يعمل، راتبه بالكاد يكفيه. لدى أم سعود التي تعمل أيضاً في قسم الضيافة 6 أولاد، زوجها يعمل مراسلا في إحدى الدوائر الحكومية، وتسكن مع أسرتها في منزل مستأجر، وراتب الزوج لا يكفي لتغطية الإيجار، وفواتير الكهرباء والماء، فضلاً عن مصروفات الأولاد والطعام والملابس، فالحياة أصبحت غالية جداً، لذا نزلت إلى العمل، علماً بأنه عمل متعب جداً، فنحن نعمل بين 10 إلى 12 ساعة في اليوم الواحد، أترك أولادي خلالهم إلى وقت متأخر من الليل، وحين أعود أوقظهم من النوم إذا كان ذلك في وقت الدراسة ، لكي يذهبوا إلى المدرسة، وأنام حتى يعودوا. الزوج هو السبب أما شيخة الدوسري فلديها 4 أولاد، وراتب زوجها أيضاً متدن، تقول: نحن في عصر الغلاء، وطلبات الأولاد لا تنتهي، لذا أعمل لساعات طويلة حتى أحصل على أجر ضعيف، والحمد لله على كل شيء. زوج أم ماجد متزوج من أخرى، وهو مسئول عن إعالة إخوانه أيضاً، لذا لا ينفق على أولادها الأربعة، وتتولى هي الإنفاق عليهم.. تقول: بالكاد أستطيع ان أوفر احتياجات أولادي، ونحن نعمل في الصيف أما في الشتاء فقلما تحدث أعراس أو مناسبات، لذا أوفر من الصيف إلى الشتاء. الأمر نفسه ينطبق على أم سالم، فزوجها متزوج من أخرى، وهو يقاطع أولاده السبعة منها، وهذا ما أجبرها على العمل.