في محاولة جادة لتحليل رؤية الغرب للاسلام وربطها بالمواقف التي يبديها من خلال التعامل مع المسلمين اكدت دراسة هامة للدكتورة نعمات احمد فؤاد الباحثة والاديبة المعروفة في كتاب بعنوان "الاسلام في رأي الشرق والغرب" فضل الحضارة الاسلامية في ترقية العلوم الانسانية، وقد حرص الكتاب على الرؤية العلمية والرأي الدارس لعلماء وكتاب غربيين وشرقيين حول الاسلام حتى اولئك الذين يشوب رأيهم اجحاف او بعد عن الانصاف مثل رنيان . يقف هذا الكتاب بالدراسة العلمية والتحليل الناقد والابحار في كتب تعكس قضايا تتناول الاسلام وضعها اعلام من الشرق والغرب فجاء خلاصة مكثفة لدراسات في الفكر الاسلامي وقضايا المجتمع في الاسلام وتجديد التفكير الديني في الاسلام وتاريخ العلم ودور العلماء العرب فيه، وصلة الاسلام بالمسيحية وعطايا الفن واسهامات الاسلام فيه حتى اصبح الفن الاسلامي علامة بين الفنون. يعكس هذا الكتاب موقف الغرب من الاسلام: من تحاملوا عليه ومن انصفوه فيعرض لبعض اراء الذين هاجموا الاسلام من مستشرقين وسياسيون مثلاً يقول لورانس بروان سافراً (الخطر الحقيقي كامن في نظام الاسلام وفي قدرته على التوسع والتتبع.. وفي حيويته.. انه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الاوروبي). ويعرض الكتاب لنماذج اخرى منصفة للاسلام حيث يشير الى مقولة كارليل في كتابه "الابطال" (لو لم يكن محمد فيه صدق ما استطاع دينه ان يعطي هذه الحضارة كلها) وبالاضافة الى اراء كثير من المنصفين مثل ارنست كونل وتوبيني، والسفير الالماني دكتور ويلفريد هوفمان وقد اعتنق الاسلام عن اقتناع عميق. كما وقف الكتاب عند من تحاملوا على الاسلام في مواجهة موضوعية لارائهم لتكتمل الصورة في الاسلام من الوثوق بحيث لا يخشى المواجهة بل لعله يؤثر لانه دين وعقيدة وشريعة ومواقف في السلم والحرب وصلاحية لكل عصر. ويطرح الكتاب قضية مخيفة حين يحدد "البغاء الوحشي" ويضع الاطار الوصفي له في الغرب كنموذج.. كما يضع الاطار السببي. وتوضح الكاتبة في هذا الكتاب ان قضية الشباب هي ازمة الاختيار بين مقومات تكوينه وما يقابلها عند الآخرين.. بين حضارته وحضارة الآخرين.. بين جوهر عقيدته والمدسوس عليها من مظاهر وسطحيات هي منها براء ويفرق بين حرية الاختيار المعيشي وبين التطلع الى الرفاهية والملل منها، حرية الاخيتار السلوكي في العلاقات الاجتمعية وتؤكد المؤلفة ان الشباب العربي والمسلم يواجه الآن عملية تعرية او كما تقول المؤلفة عملية عراء كامل، عراء للذات من الذات فالايمان بالله يقود الى الثقة بالذات.. وهنا يتحتم على الدعاة المواجهة على مستوى الجوهر بالاضافة لوثة الثقافة الغربية والغزو الفكري الذي اصاب في مجتمعنا العربي والاسلامي. وتدعو المؤلفة الى تفعيل دور المؤسسات الدينية والثقافية للتصدي للهجوم الغربي على الثقافة العربية الاسلامية ورسم خطة لمشروع ينهض بالثقافة الاسلامية والتراث العربي الاسلامي.