عندما قابلتها اكتشفت انها فتاة احلامي وانها من كنت ابحث عنها هي كانت فتاة مغربية مهاجرة وفي عيد ميلادها اشتريت لها بطاقات معايدة بعدد سنوات عمرها وكتبت لها في كل بطاقة (احبك) ولكنها لم تهتم بي ثم قاطعتني وابتعدت عني حاولت مقابلتها مرارا ولكنها قالت لي: اشعر انني وحيده واكره حياتي.. لا احد يفهمني حتى انت ولانني احبها وهي كانت تبادلني الحب كما كنت اعتقد ذلك كنت مستعدا ان ابحث لها عن اعذار وعلى استعداد لان اغفر لها ما فعلته بي. قال لي احد الاصدقاء: ان بعض النساء يجب ان يستمتعن بهذا النوع من المشاعر ثم يمل ويبحث عن حب جديد. الحب المجاني نعم.. هي كانت كذلك لقد كنت ضحية الحب المجاني فقد قدمت لها قلبي مجانا كنت احبها اكثر من اللازم ونسيت ان هناك الكثيرات ممن هن اجمل وافضل واكثر منها علما وخلقا. تجملت بالصبر وقلت: ضياع امرأة واحدة لا يعني ضياع العالم كله.. حاولت ان انسى الموضوع كله واعتبرته مجرد طعنة ستقويني طالما انها لم تقتلني. ادرت ظهري لهذه التجربة واحتفظت بها في كومة الاوراق القديمة التي اصبحت من الماضي وان كان من الصعب نسيانها لانها تركت ندبة عميقة في قلبي. زواج.. والسلام عدت الى الوطن بمبلغ متواضع بمقاييس اوروبا لكنه يعتبر ثروة كبيرة في بلدي ساعدني على تحقيق احلامي القديمة. كنت قد اعتدت حياة الوحدة ونسيت امر الاسرة والزواج حتى اقتربت من الخمسين من عمري وقلت سأنهي حياتي (اعزب) لكنني تحت الحاح الاهل والاصدقاء تزوجت من امرأة مطلقة لم استطع ان افهمها او تفهمي كان زواجا والسلام اثمر عن انجاب طفل اصبح السبب الوحيد في استمرار حياتنا الزوجية. كانت خلافاتنا مستمرة حتى في اتفه الامور لكننا كنا دائما نصل الى حل وسط حتى لا نقطع شعرة معاوية. كبر ابني وانضم الى حزب امه التي نجحت في استمالته بكرمها الزائد من فلوسي في حين كنت اتمنى ان ينشأ صلبا مثلي ففسر ذلك بانني بخيل وبدأ يتطاول علي بكلمات اقلها: يا اخي انت عايش ليه كفايه كده!! صحيح انني تقدمت في السن وتجاوزت منتصف العقد السادس. لكن الاعمار بيد الله حملت ملابسي وانتقلت الى شقة اعيش فيها بقية عمري وقلت لزوجتي سأرسل لك ما يزيد على نفقاتك. بدأت اتصدق من ثروتي على الفقراء ودور رعاية الايتام.. هذا التصرف فسرته زوجتي لابني بانه جنون وان هذا الرجل تقصدني يبعثر الفلوس يمينا وشمالا وسيموت فقيرا بدأت المؤامرات تحاك من حولي وانتهى الرأي باقامة دعوى ضد الرجل المجنون الذي لا يحسن التصرف في امواله. لكنني لست متعجبا من ذلك فقد جربت في حياتي غدر الحبيبة والاسرة وحتى اصدقائي توقفوا عن زيارتي بعدما رفضت اقراضهم اموالا يعرفون جيدا انهم لن يردوها كانوا يعتبرونها ثمن زيارتهم لي!! لكنني لست سفيها.. دعهم ينتظرون موتي ليرثوا اموالي.. لكنني لدي خطة اخرى: لن اترك لهم شيئا!!