التلوث البصري الذي تنبهت له أمانة مدينة الرياض وتعمل على معالجته من خلال ضوابط إلزامية للوحات الإعلانية التي أخذت تنتشر ليس في العاصمة الرياض وحدها بل في كل المدن السعودية ضرورة حتمية لتقويم الذوق العام من خلال حصر الإعلان في مواقع محددة وبطرق تسويقية مقبولة شكلاً ومضموناً ودون استغلال للمرافق العامة أو جشع بعض ملاك المباني الذين يتبارون في تأجير أسطح مبانيهم لوضع اللوحات الإعلانية الضخمة دون ضوابط أو مقاييس لهذا النوع من الاستثمار الذي يعبر عن شخصية البلد وثقافة سكانه فالإعلان المبتذل يحاصر ذائقه المجتمع من كل اتجاه من أسطح المباني إلى واجهات المنازل ثم إلى استغلال الطرق والمرافق دون وجه حق وبطريقة تضر بالمارة والمستخدمين وربما بالمنشآت العامة. فتقنين الحضور الإعلاني في مدننا ظاهرة صحية يحترم فيها ذوق المتلقي وخصوصيته وسلامته أيضاً فإذا كانت الأمانات والبلديات مدعوة للعمل بجدية وحزم في هذا الجانب فهي أيضا مطالبة بتخفيف رسومها على اللوحات النظامية ذات المواقع المدروسة تشجيعاً لمشروع مكافحة التلوث البصري أولاً ثم لدعم التوجه نمو هذا النوع من الإعلان وصياغة نظام يحدد الاحجام الإعلانية تتوافق مع كل نشاط كذلك الجهات الآمنية ذات الاختصاص بسلامة الطرق ومرتاديها معنية بالأمر من جانب تحديد المواقع الآمنة للإعلان ومنع ومكافحة التسول الإعلاني فلا أسوأ من أن يكسر أحدهم خلوتك عند إشارة المرور ليهديك رزما من منشورات إعلانية. أو حينما يعلن متجر يتعامل بملايين الريالات عبر لوحات قماشية يعلقها على المدارس أو المساجد.. فمن يخدم ذوقية المتلقي ومن يحترم مظاهر مدننا ومتى أيضاً نعطي للإعلان المساحة اللازمة في مصاريفنا الاستثمارية دون أن تسرق أرباحنا من عيون الناس أو نسمح لظاهرة اسمها التسول بالإعلان...