تسبب الامطار الغزيرة والرياح الشديدة التي شهدتها العاصمة يوم الخميس 18 صفر 1425ه في انهيار لوحة اعلانية وادى الانهيار بعد قضاء الله وقدره الى قتل زوجة داخل سيارة زوجها وذلك يعود لبناء قواعد هذه اللوحة بطريقة لا تتوافر بها ادنى معايير السلامة في بيئة لها خصوصيتها في الطقس والمناخ وطرق الانشاء,، نسأل الله عز وجل ان يرحمها ويلهم اهلها وذويها الصبر والسلوان (جريدة الاقتصادية، يوم الجمعة 19 صفر 1425ه). تنتشر الملوثات في مدننا وتؤثر على المواطن.. فبعضها سمعى والآخر بصري... وغير ذلك وقد تطرقت في مقالات سابقة عن الملوثات التي تنتج عن طريق عدم التخطيط المستديم الشامل للمدن الذي يهدف الى التوازن بين التنمية العمرانية واخذ الاعتبارات البيئية في الحسبان، وفي هذا المقال سوف اتطرق الى التلوث البصري في المدن فالملاحظ في مدننا بشكل عام وفي مدينتي الدمام والخبر بشكل خاص انتشار اللافتات ولوحات الاعلانات فمنها ما هو على واجهات المباني... ومنها ما هو على اسطح المباني.. ومنها ما يكتب على جدران المباني.. كل ذلك بطريقة عشوائية تشوه منظر المدينة مسببة تلوثا بصريا. واللافت للنظر ان كثيرا من تلك اللافتات ولوح الاعلانات تقبع فوق اسطح المباني في المدينة بشكل مستفز للنظر، فالاسلاك بعضها متناثر.. والحديد صدئ والاشكال غير منسجمة.. والالوان متضاربة.. كل ذلك ضمن اطار يعطي انطباعا بفقد الذوق والجمال وعناصر السلامة, ان مدننا وما تعانيه في حاضرها من تلوث قائم نتج عن تداخل الاستخدامات الذي لم تأخذ العناصر البيئية والاجتماعية والاقتصادية في حساباتها بشكل متوازن وشامل في عملية التخطيط، وما ظهور هذه اللافتات والاعلانات المعلقة الا احدى صورها حيث يجب ان تخضع وسائل الاعلان الى دراسة كاملة وشاملة عن طريق الجهة المرخصة لها.. لتحوي معايير السلامة والمعايير الجمالية والبيئية اللازمة لحماية منظر المدينة الحضاري بشكل عام وحماية ارواح المواطنين وتوفير البيئة المناسبة غير المستفزة بشكل خاص، تلك المعايير التي يجب ان تتحلى بالديناميكية... فتراجع ويتابع تطوير آليات تنفيذها وتقييمها باستمرار. واخيرا وليس آخرا ان معظم المدن في جميع انحاء العالم المتقدم التي تسعى للتقدم تقوم باستخدام التطور التكنولوجي عن طريق الاعلانات الالكترونية والتعليم الالكتروني وايضا ادارة المدن الكترونيا بل وحتى استخدام الفضاء في مجال الاعلان... وليس استخدام السطوح فقط؟