مصادقة الزعماء العرب في قمتهم الدورية الأخيرة بتونس على (وثيقة العهد والوفاق والتضامن) التي طرحها سمو ولي العهد امام انظار اشقائه في القمة تصرح دون تلميح بأن الأمة العربية بدأت بالفعل تتلمس طرائقها نحو معالجة ازماتها العالقة بروح الفريق الواحد في زمن ادركت فيه جميع دول العالم انها تعيش في عصر التكتلات الكبرى, ولا يمكن لدولة بعينها أو دول بعينها ان تحلق فيه خارج السرب, أو ترنو إلى الانكماش والعزلة, وهذا ما ادركه العرب جميعا فأرادوا العودة إلى تضامنهم المنشود لترجمة بنوده إلى واقع, فالوثيقة في معظم نصوصها ترمي لخدمة قضايا الأمة العربية, وحلحلة أزماتها بشكل يضع علاجا ناجعا وشافيا لكل امراض الأمة بغية انتشالها من بؤرة عجزها ووضعها وجها لوجه امام تحديات العصر ومستجداته ومتغيراته, وهي قادرة على التأقلم مع كل متغير والانسجام معه بما لا يخل بثقافتها وتركيبتها الاجتماعية, فالعمل العربي المشترك سوف يضع بمصداقية وشفافية الخطوات التي يجب اتخاذها لمواجهة تلك التحديات الصعبة, والعمل على اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها اخراج الأمة من ازماتها ووضعها على طرائق الانطلاق نحو صناعة المستقبل الأمثل والأفضل لاجيالها الحاضرة والقادمة, بعيدا عن كل المزايدات التي عانى منها العمل العربي المشترك الأمرين خلال العقود المنصرمة, وكما ركزت الوثيقة على بلورة أهداف وابعاد العمل المشترك الذي من شأنه النهوض بمقدرات الأمة العربية فانها وضعت الخطوط العريضة لتغيير وتحديث مثياق الجامعة العربية ومده بسلسلة من المفاهيم الحديثة التي سوف تؤدي إلى تفعيل أعمال الجامعة واصلاحها, فالتعديلات مطلوبة على مثياق الجامعة حتى تتمكن من اداء ادوارها بطريقة أكثر فاعلية وتأثيرا, فالوثيقة من هذا المنطلق ركزت على مسألتين اساسيتين تتعلق احداهما بدعم التضامن العربي المنشود في شتى مساراته, وتتعلق الأخرى باصلاح الجامعة العربية وتعديل ميثاقها بما ينسجم وروح الاصلاح العربي في مختلف المجالات ترجمة لمتغيرات هذا العصر ومستجداته وتحولاته السريعة.